تحت شعاردمج وتمكين ذوي الإعاقة

تحتفل السلطنة اليوم باليوم العالمي للمعاق والذي يوافق الـ 3 من ديسمبر من كل عام والذي ركز هذا العام حول أهمية دمج وتمكين ذوي الإعاقة وكيفية استخدام التكنولوجيا في هذا المجال.
وتنظم وزارة التربية والتعليم ممثلة بدائرة برامج التربية الخاصة وأقسام التربية الخاصة بمختلف المحافظات التعليمية بالسلطنة عدداً من الملتقيات والفعاليات احتفالاً بهذه المناسبة، يُستهدف فيها طلاب ذوي الإعاقة والمجتمع المحلي وطلاب وطالبات المدارس، ويُنفذ في عدد من المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني بالتعاون مع وسائل الإعلام في نشر الوعي بأهمية هذه الفئة من المجتمع، تتضمن الفعاليات مجموعةً من حملات التوعية في مجال تمكين ذوي الإعاقة، كما سيستعرض أحد من ذوى الإعاقة قصة نجاحه وكيف تغلب على إعاقته، وكذلك إقامة ورش للصناعات الحرفية مثل صناعة الفخار والمشغولات اليدوية بالإضافة إلى فقرات استعراضية تبرز المهارات والقدرات الفنية لديهم.
وأوضح بدر بن سليمان الحارثي مدير دائرة قطاع التربية باللجنة الوطنية العٌمانية للتربية والثقافة والعلوم " أن قرابة المليار شخص حول العالم يعيشون مع الإعاقة، ويواجهون عدد من الحواجز في سبيل دمجهم في الجوانب الأساسية للمجتمع. ونتيجة لذلك، لا يتمتع الأشخاص ذوي الإعاقة من نفاذ أو وصول متكافئ إلى المجتمع على غرار الآخرين، كالتعليم والإعلام والنقل والتوظيف، فضلا عن المشاركة الاجتماعية، ولهذا يجب أن يكون ذوي الإعاقة قادرين على أداء أدوارهم والمشاركة في المجتمع وذلك من خلال تعزيز وتطوير برامج التربية الخاصة والاستخدام الأمثل للتكنولوجيا والاجهزة المخصصة لهم لتساعدهم على التغلب على اعاقتهم، وتهيئة البنى التحتية العامة لهم، وتصنيف درجات الإعاقة لديهم وذلك لإختيار الوظيفة المناسبة لمستوى إعاقته، إذ أن من المهم التركيز على قدرة الفرد على القيام بشيء ما، وليس على عجزه عن القيام بأمور محددة. وهكذا سيتم إنشاء فرص حقيقية لهم ويعزز قدراتهم ويدعمهم في تحديد أولوياتهم".
وحول جهود وزارة التربية والتعليم في مجال تمكين ذوي الإعاقة قالت نجمة بنت محمد البلوشية رئيسة قسم برامج التربية الخاصة بدائرة التربية الخاصة: " أنه ومنذ عام 2008م الى 2014م نفذت الوزارة العديد من الفعاليات السنوية منها ملتقيات التربية الخاصة التي تقام سنويا بمختلف المحافظات التعليمية وأهمها ملتقى التربية الخاصة والذي كان تحت شعار "عطاء ونماء" والملتقى السنوي تحت شعار "التربية للجميع والتميز للجميع"، وملتقى "انجاز يتجدد" وملتقى "اختلافي يميزني" وملتقى تحت شعار" لا حدود لقدراتي" وملتقى "مكاني بينكم" وملتقى "انطلاقة لا للإعاقة "، إضافة الى إقامة العديد من المعارض تُبرز إبداعات طلاب ومعلمي التربية الخاصة، كما نفذت العديد من المشاريع الخاصة بذوي الإعاقة منها مشروع ساعدني لأتفوق، ومشروع كتاب طريق النجاح في النحو والاملاء ومشروع أصدقاء الدمج، ومشروع حقيبة ولي الامر والمعلم وغيرها الكثير من المشاريع التي تأخذ بيد ذوي الإعاقة لدمجهم في المجتمع وجعلهم أفرادا فاعلين". وأضافت البلوشية: "ولتطوير الخدمة التعليمية المقدمة لطلاب ذوي الاعاقة تم تجهيز غالبية صفوف الدمج وصعوبات التعلم بأحدث وسائل التكنولوجيا المعينة للمعلم والطالب كما تم عقد عدد من الدورات التدريبية للمعلمين القائمين بتدريس هذه الفئة في كيفية استخدام التكنولوجيا".
كما تشارك وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة بالمديرية العامة لشؤون الأشخاص ذوي الاعاقة الاحتفاء باليوم العالمي للمعاق وذلك بإبراز حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة في التأهيل والرعاية والحياة الحرة الكريمة، وإزالة مختلف العقبات والحواجز البيئية، وتسخير الامكانيات المادية، وإتاحة الفرص للمشاركة والاندماج في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
وقال مبارك بن سليمان القاسمي مدير دائرة خدمات الأشخاص ذوي الإعاقة بوزارة التنمية الاجتماعية: " تعمل الوزارة من خلال منظومة متكاملة من البرامج والخطط والقوانين واللوائح الوطنية، بالإضافة إلى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تكفل للأشخاص ذوي الاعاقة حقوقهم في مجال التأهيل والرعاية، حيث تستهدف برامج التأهيل والتمكين مختلف فئات ذوي الاعاقة ومنذ مراحل طفولتهم المبكرة، حيث تعمل العديد من المراكز المتخصصة في تقديم برامج التأهيل الشاملة بكوادر مؤهلة من الاختصاصيين المهنيين في مجالات متعددة تلبي متطلبات كل إعاقة، وتزويد هذه المراكز بالوسائل والأجهزة التقنية المساعدة لعملية التأهيل، بالإضافة إلى ذلك تقوم الوزارة بتوفير العديد من التقنيات المساعدة من الأجهزة والوسائل المساعدة للأشخاص ذوي الاعاقة كالكراسي المتحركة وسماعات الأذن وغيرها من الوسائل التعليمية لتسهيل تنقلاتهم وتواصلهم مع المجتمع فضلا عن الأجهزة التي تعنى بتسهيل رعايتهم منزليا كالأسرة الطبية والمُعينات الأخرى".
وأضاف القاسمي: "تشرف وزارة التنمية الاجتماعية بشكل مباشر على برنامج مهني تخصصي لذوي الاعاقات الذهنية لتمكينهم من الانخراط في سوق العمل وتعزيز استقلاليتهم المعيشية، ويتم التعاون مع وزارة القوى العاملة على تنفيذ برنامج للدمج المهني في دورات قصيرة تخصصية في مراكز التدريب المهني ومعاهد تأهيل الصيادين تُؤهلهم للحصول على مهن ذات طلب في سوق العمل، حيث يُعد برنامج تشغيل الأشخاص ذوي الاعاقة من البرامج ذات الأهمية حيث يعمل على إيجاد فرص وظيفية مناسبة ، تطبيقا لنسب التشغيل المنصوص عليها في قانون رعاية وتأهيل المعاقين، ومتابعا لضمان استقرارهم الوظيفي ومعالجة العوائق في بيئة العمل".
ويُعد اليوم العالمي للمعاق فرصة لتعزيز البيئة الداعمة للأشخاص ذوي الاعاقة من خلال التركيز على برامج التوعية الموجه منها للأشخاص ذاتهم لتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم وتشجيعهم على الاندماج وبناء قدراتهم ومهاراتهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم ، والمستهدف منها المجتمع بصفة عامة وسوق العمل بصفة خاصة لتقديم كافة التسهيلات وازالة مختلف الحواجز التي تعيق حركتهم واندماجهم.