لندن ــ عواصم ــ وكالات:
في أولى ضرباتها ضد (داعش) في سوريا، وبعد ساعات قليلة من تصويت البرلمان (مجلس العموم البريطاني)، شنت أمس مقاتلات بريطانية غارات على حقول نفط يسيطر عليها التنظيم الارهابي شرق سوريا. في خطوة لاقت ترحيبا روسيا وأميركيا.
وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن قاذفات بريطانية هاجمت حقول نفط في شرق سوريا في الساعات الأولى من صباح أمس.
وقال فالون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "وافقت أمس على سلسلة أهداف في حقول نفط وفي آبار، ونجحت صواريخ التورنادو في ضرب تلك الأهداف."
وكان البرلمان البريطاني وافق بأغلبية 397 صوتاً مقابل 223، مساء أمس الاول على شن غارات جوية ضد تنظيم "داعش" في سوريا بعد نقاش دام أكثر من 10 ساعات، أفاد مصدر حكومي بأن بريطانيا شنت أولى غاراتها ضد داعش امس. وكان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون اعتبر تصويت البرلمان على الضربات في سوريا بأنه "القرار الصحيح". وقال كاميرون في تغريدة على "تويتر" إن "البرلمان اتخذ القرار الصحيح للمحافظة على أمن بريطانيا، العمل العسكري في سوريا هو جزء من استراتيجية أوسع".
وتشن بريطانيا بالفعل غارات في العراق منذ أكثر من عام. وحث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون المشرعين على دعم توسيع نطاق الغارات الجوية ليشمل سوريا لاستهداف إرهابيين قال انهم يخططون لتنفيذ هجمات على الغرب. وكان كاميرون قد أعلن صباح أمس الاول أن شن غارات جوية تستهدف تنظيم "داعش" في سوريا لن يزيد احتمال أن ينفذ المتطرفون هجمات على بريطانيا. وقال إن "بريطانيا موجودة بالفعل في مقدمة الدول المستهدفة في قائمة داعش. إذا وقع هجوم على بريطانيا خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة فسيخرج من يحاولون القول إنه بسبب غاراتنا الجوية. لا أعتقد أن هذا هو السبب، التنظيم يسعى بالفعل لمهاجمتنا منذ العام الماضي". كما لفت إلى أن الخلاف بين الدول الغربية وروسيا بشأن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد تقلص وسيتقلص أكثر. وقال في إشارة لمحادثات من المقرر أن تستأنف في العاصمة النمساوية في يناير المقبل إن "ذلك الخلاف يتقلص وأعتقد أنه سيتقلص أكثر مع انطلاق هذه المحادثات المهمة في فيينا".
وقد صوت البرلمان البريطاني على قرار شن غارات جوية على متطرفي تنظيم "داعش" في سوريا بعد أشهر من الجدل بشأن ما إذا كان نواب حزب "العمال" المعارض سيدعمون التدخل العسكري. وقال كاميرون، في وقت سابق، إنه يعتقد أن "الطائرات الحربية البريطانية التي تقصف أهداف "داعش" في العراق منذ أكثر من عام يجب أن تتصدى أيضا للتنظيم المتطرف في سوريا بدلاً من أن نولي أمن بريطانيا لدول أخرى". وأدى انتخاب جيرمي كوربين المعارض للحرب زعيماً لحزب "العمال" في سبتمبر إلى تعقيد خطط كاميرون. ويتهم كوربين الزعيم البريطاني بالاندفاع إلى شن حرب، ودعا نواب حزب "العمال" الذين يفضلون القيام بعمل عسكري إلى إعادة النظر.
دوليا، رحب الكرملين أمس الخميس بالضربات الجوية التي شنتها بريطانيا ضد (داعش) في سوريا، لكنه اعتبر انها تفتقر إلى أساس قانوني، داعيا إلى تحالف أوسع. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله "ما زلنا نرحب بأي تحرك يهدف الى مكافحة الارهاب، ومواجهة (داعش). واضاف بيسكوف "نحن نعتقد بالطبع انه في حال تم تنسيق هذه الاعمال، واذا ما تحرك الجميع في اطار تحالف واحد، فإن الفعالية ستزيد بشكل كبير".
من جانبها، رحبت الولايات المتحدة، بقرار انضمام بريطانيا إلى الحملة الجوية ضد "داعش" في سوريا، وبقرار ألمانيا الخاص بإرسال 1200 جندي للمساهمة في الحلف لمحاربة التنظيم. وقال بيان صادر عن الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أمس الاول "أرحب بتصويت (برلمان) المملكة المتحدة على الانضمام إلى شركاء التحالف في الإغارة على أهداف داعش في سوريا". وتابع "العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تعود جذورها إلى الأواصر والالتزام المشتركين بالسلام والرخاء والأمن العالمي". هذا ورحب الرئيس الأميركي بـ"إعلان الحكومة الألمانية الاربعاء بأن ألمانيا سوف تلتزم بنشر 1200 جندي ألماني لدعم التحالف في جهود محاربة داعش، بما في ذلك احتمال إرسال طائرات استطلاع، وأخرى للتزويد بالوقود ودعم لحاملة الطائرات شارل ديغول في الخليج". وأكد أنه "على رغم أن إرسال المعدات "لا يزال رهيناً بموافقة البرلمان الألماني إلا أن هذا إشارة إلى مدى التزام الحكومة الألمانية المستمر بحملة مكافحة داعش والعمل بشكل واسع من الشركاء لهزم هذا التهديد المشترك".