انطلقت صباح أمس بقاعة المؤتمرات بجامعة السلطان قابوس فعاليات المؤتمر الدولي "الوراثة في البلدان النامية: تحديات وفرص فريدة" وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور عبدالله بن محمد الفطيسي ،الرئيس التنفيذي للمجلس العماني للاختصاصات الطبية وينظم هذا المؤتمر قسم الوراثة بكلية الطب والعلوم الصحية بالتعاون مع المدرسة الاوروبية للطب الجيني، يبلغ عدد الحضور 200مشارك من داخل السلطنة وخارجها من مختلف التخصصات الطبية والعلمية ، يناقش في المؤتمر ما يزيد عن 30 ورقة عمل يلقيها 14 متحدثا منهم خمسة باحثين عمانيين و9 باحثين عالميين ، وتناقش هذه الأوراق مواضيع عدة منها زواج الاقارب وعلاقته بالوراثة ،وعلم الوراثة وعلاقته بصحة المجتمع ،والصحة العامة ووسائل علاجية متاحة في بعض الامراض الجينية والوراثية، والعلاقة بين الوراثة والتغييرات الجينية والسرطان.
واشار الدكتور خالد بن سعيد الذهلي ،رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر والقائم بأعمال رئيس قسم الوراثة بكلية الطب والعلوم الصحية، في كلمة ألقاها بأن هذا المؤتمر جاء نتيجة للنجاح الذي حققه مؤتمر الوراثة الذي عقد في السنة الماضية إذ تمركز الموضوع حول زواج الأقارب.
وأضاف كما قامت اللجنة المنظمة هذه السنة بإعادة تقييم الموضوع كاملا وأهداف المؤتمر وذلك بسبب الحاجة لمعالجة التحديات التي ظهرت من خلال مجال علم الوراثة في هذه المنطقة من العالم، وهناك عدد كبير من الاختلافات الوراثية التي أصبحت متاحة نتيجة للتقنيات المتسلسلة المتطورة، والتعقيدات المتلازمة حتى ما كان يعتقد أن تكون صفات "مندلية" بسيطة، والتفاعل المعقد بين البيئة والعائلة وتركيبة السكان والوراثة كلها أمثلة على التحديات التي نواجهها.
وقال لا تزال نسب العديد من أعداد السكان في الدول النامية تستكشف بشكل ضعيف من وجهة نظر وراثية، وذلك بسبب عدة عوامل بما في ذلك زواج الأقارب وارتفاع معدلات زواج الأقارب إلى جانب النمو الاقتصادي السريع في بعض البلدان مع تحسن الوعي حول أهمية البحث وقد ساهمت بعض الدول في العالم النامي إلى حد كبير في بعض الاكتشافات المتعدية في مجال علم الوراثة. ونتطلع من هذا المنبر إلى فتح المجال إلى التفاعل مع الباحثين المحليين والعالميين لنشر المعارف وتبادل الخبرات من أجل تحويل التحديات التي نواجهها إلى فرص للبحث والتطوير، وقال : يشارك في هذا المؤتمر مشاركين في مجال الطب والتمريض وعلوم المختبرات والخدمة المجتمعية وغيرها.
من جانبها قالت الدكتورة انا رجب ،مديرة المركز الوطني للصحة الوراثية ببوشر من الجميل عقد مثل هذه المؤتمرات بالسلطنة فهناك تقدم كبير في علم الجينات والطب وإن السلطنة لها مواقف جيدة في هذا المجال مع دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الاوسط من ناحية تبادل الافكار والخبرات ،وقد تطرقت ورقة العمل التي قدمتها في المؤتمر إلى تاريخ الامراض الوراثية في السلطنة .
وأشارت إلى أنها تعمل بوزارة الصحة منذ سنوات طويلة وبدأت العمل في مجال الأمراض الوراثية في التسعينيات من القرن الماضي ، كما أوضحت ورقة العمل مستوى تقدم الخدمات البحثية والعلاجية المقدمة للأمراض الوراثية ،فالسلطنة لها مواقف ممتازة وهناك ارتفاع كبير في مستوى جودة الخدمات إلى جانب توفير العلاج المجاني للجميع وهذا شيء جميل وغير موجود في غيرها من الدول الأمر الذي يفتح مجالا لزيادة الخدمات والابحاث الوراثية فيها ، وقالت أن مستقبل الطب الوراثي والطب العام في السلطنه قد حقق مستوى مرتفع نتيجة لتراكم الخبرات. وشارت الى أن زواج الاقارب هو جزء من الحياة في المجتمع العماني ونحن لن نناقش مسألة التقليل منه لأنه شيء موجود ونحن نحترم العادات والتقاليد العمانية ، فتكنولوجيا الامراض الوراثية فتحت المجال الآن للوقاية من مضاعفات الامراض الوراثية حتى بين المتزوجين من الاقارب ، وأعتقد أننا اصبحنا قريبين من تقنين الامراض الوراثية والسيطرة عليها ففي غضون خمس الى عشر سنوات يمكننا تحقيق ذلك ، فالناس هنا بحاجة الى مزيد من التثقيف الصحي الوراثي ومحتاجين الى مزيد من تقديم الخدمات الوراثية وكل ذلك قد تم وضعه ضمن سلسلة من البرامج الصحية المستقبلية بالسلطنة. يذكر أن المؤتمر يستمر ثلاثة ايام ويختتم فعالياته غدا الثلاثاء.