على هامش مؤتمر الأطراف

شهدت المنطقة العربية العديد من الظواهر المناخية التي تسببت في الآثار الخطيرة على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والبيئية ، فقد لوحظ خلال السنوات القليلة الماضية في جميع أنحاء المنطقة ارتفاع في موجات الحرارة والفيضانات والجفاف والأعاصير والعواصف الترابية ، ومن المتوقع أن تزيد وتيرتها وحدتها في المستقبل، لذلك سعت جميع دول المنطقة الى تطوير أدوات تقييم الضعف لتحدي الى أي مدى قد تتأثر هذه القطاعات بتغير المناخ ، وكما عمدت الدول إلى تكثيف الجهود الوطنية الرامية وتقييم آثار التغير المناخي للحد من مخاطر الكوارث ، وتعزيز القدرة على التكيف أيضا من خلال استراتيجيات وتدابير لتعزيز الاستدامة مع تغير المناخ للتنمية في المنطقة العربية.
وعقد على هامش أعمال الدورة الحادية والعشرينلمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ المنعقد في مدينة باريس بجمهورية فرنسا خلال الفترة من ٣٠ نوفمبر - ١١ديسمبر ٢٠١٥ العديد من حلقات العمل فقدمت السلطنة في يوم الاربعاء الموافق ٢ديسمبر ٢٠١٥م في قاعة دول مجلس التعاون عرضا مرئيا حول المساهمات المحددة وطنيا ( INDC) ، الذي تم تقديمه الى امانة الاتفاقية الاطارية بشأن تغير المناخ في التاسع عشر من اكتوبر ٢٠١٥م بناء على المقرر الاول لمؤتمر الاطراف التاسع عشر، حيث قامت سماح بنت سالم الشبلية أخصائية شؤون مناخية بوزارة البيئة والشؤون المناخية باستعراض التقرير والذي اشتمل على مساهمة السلطنة بالتحكم في انبعاثات غازات الدفيئة للفترة من ٢٠٢٠- ٢٠٣٠ ، كما تم استعراض مساهمات السلطنة في مجال التخفيف والتي يمكن من خلالها التحكم في مقدار الانبعاثات كاستخدام الطاقات المتجددة وزيادة كفاءة الطاقة وتخفيض انبعاثات الشعلة من قطاع النفط والغاز،و سن التشريعات والقوانين التي تساهم في التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون وغيرها،وكما تم عرض مساهمات السلطنة في مجال التكيف في العديد من القطاعات كالأمن الغذائي والموارد المائية والبيئة البحرية والزراعة .
وفي يوم الجمعة 4 ديسمبر 2015 شاركت السلطنة أيضا في حلقة عمل على هامش أعمال المؤتمر كانت عن تأثير التغير المناخي وتقييم حساسية التأثير على المنطقة العربية ، فقٌدمت من خلالها العديد من اوراق العمل منها عن التغير المناخي المستقبلي والحالات الشاذة وحساسية التأثيرات على المنطقة العربية ، وورقة أخرى تحدثت عن تقليل مخاطر الكوارث ومدى قدرة التكيف مع التأثيرات المناخية في المنطقة العربية ، بالإضافة الى ورقة جاءت بعنوان تقييم الآثار الاقتصاديةوالاجتماعية للتغيرات المناخية للمنطقة العربية ، وأخرى بعنوان بناء استراتيجيات التغيرات المناخية بناءً على المعطيات العلمية قُدمت على هامش حلقة العمل الإقليمية المصاحب لمؤتمر الأطراف ، ومن الأردن تم تقديم ورقة عمل عن توقعات التغيرات المناخية وتأثيرها على الأردن .
وقدقدم الدكتور سعيد بن حمدالصارمي مدير البحوث وتطوير الارصاد الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني ورقة عمل جاءت بعنوان التغير المناخي الحديث في الجزيرة العربية تناول فيها النتائج التي تشير الى أن الإحترار الحراري عالي الثبوت في الجزيرة العربية ، خصوصاً الارتفاع في درجات الحرارة الصغرى ، وكذلك الانخفاض في كميات هطول الأمطار ، كما أشار الدكتور سعيد الصارمي الى أن ظهور التغير في درجات الحرارة بدأ واضحاً بعد عام 1998م ، الامر الذي كان مؤشراً الى بداية تأثير التغير المناخي ، وإحتياج الامر الى المزيد من الدراسات بعد هذا العام للتأكيد على التغير المناخي .
وكما قُدمت ورقة عمل أخرى خلال حلقة العمل عن التغيرات المناخية على الأمطار ومواسم المطر على الزراعة في السودان ، واختتمت الجامعة العربية حلقة العمل بورقة جاءت بعنوان دور الجامعة العربية في التنسيق الإقليمي في التعامل مع التغير المناخي .
والجدير بالذكر إن ظاهرة التغير المناخي هي ظاهرة عالمية لذلك تسعى جميع دول العالم في هذه الايام الى إيجاد حلول للتصدي لها و للحد من تفاقمها بإيجاد نص قانوني يلزم جميع الأطراف تنفيذه لمواجهة تحديات تغيرالمناخ وتحسين ظروف الحياة وإرساء قواعد التنمية المستدامة على كوكب الأرض.