عندما نرغب بتصحيح الأوضاع في كثير من الجوانب يجب أن نضع الجوانب وفق الأسس الصحيحة ، فهناك ما هو بحاجة إلى وقفة حقيقية لإعادة النظر فيه وتصحيحه بالشكل المطلوب ، ومن بين هذه الجوانب تشكيل اللجان وفرق العمل واختيار أعضاء الوفود في مهمات العمل الخارجية ، ثلاثة جوانب ذات أهمية كبيرة ومن الضروري النظر فيها بعين الاعتبار ، هذا إن كنا بالفعل نحارب المحسوبية والواسطه والتمييز بين شخص وآخر ونضع الشخص المناسب في المكان المناسب وهذا ما هو معروف .
بين فترة وأخرى يتم في كثير من المناسبات تشكيل لجان لغرض معين ومهمة هذه اللجان التنظيمية متابعة حدث معين أو مهمة معينة ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي الأسس الحقيقية في اختيار أعضاء هذه اللجان ؟ وما هي الأسس الواقعية التي تشكل بناء عليها هذه اللجان ؟ فإذا كانت هذه اللجان يتم اختيارها من واقع صحيح فهو كذلك ، لكن إن كانت الأسس التي يتم اختيار اللجان بناء عليها حسب أهواء شخصية أو لاعتبارات وتصرفات فردية فهذا الأمر مرفوض تماما ويجب إعادة النظر فيه بعين الاعتبار، لأن هذا الموضوع أصبح اليوم مصدر قلق للكثير من الأشخاص، فبه يهمش أشخاص ذوو كفاءة عالية، ويقدم أشخاص في كثير من الأحيان ليس لهم علاقة باللجنة ولا الموضوع المشكلة من أجله هذه اللجنة، فيتسبب هذا الأمر فيما بعد أشياء سلبية أولها بإن هذه اللجنة لن تؤدي دورها بالشكل المطلوب ، ثانيا يتأثر الأشخاص ذوو الكفاءة ويصبحون منصدمين من الواقع الأمر الذي يصيبهم بالتذمر وعدم مواصلة الإنجاز أو الإبداع في العمل ، نظرا لما يتعرضون له من استبعاد.
ومن ناحية اختيار وتشكل فرق العمل والوفود في المهمات الرسمية داخل وخارج السلطنة أيضا لا بد من إعادة النظر فيها وعدم ترك الموضوع كما يتم الآن ، فهذه الأمور أصبحت تطفو على السطح ، وتضع أشخاصا دائما في المقدمة بينما يتم تهميش أشخاص آخرين ، وذلك يتم في كثير من الأحيان وفق أمور شخصية بين المسؤول والموظف وفي بعض الأحيان نتيجة خلاف معين بين المسؤول والموظف ، فيظل هامش الإبعاد والتهميش إلى ما لا نهاية ، دونما النظر في كفاءة الشخص وتخصصه ووظيفته .
وبنفس السلبيات الموجودة في اختيار اللجان في كثير من الأحيان نجدها متطابقة أيضا مع مسألة تشكيل فرق العمل ووفود مهمات العمل ، فكيف لنا أن ننجح في مهمة عمل أو كفريق عمل شكل لموضوع ما ، ولم يتم الاختيار وفق الأسس الصحيحة.
وعلى سبيل المثال إذا تم تشكيل ( لجنة إعلامية أو ثقافية أو اقتصادية ...الخ) فمن المنطق أن يكون رئيسها وأعضاؤها من العاملين في المجال أو ممن لهم علاقة به أو أن يكون لهم خبرة في هذا المجال، وإذا تم اختيارهم وتشكيلهم من خارج هذه الأسس فهنا يجب أن توضع علامات استفهام؟ لماذا تم وضعهم وعلى أي الأسس تم اختيارهم ؟
ما ورد مجرد مثال فقط ، ورغم وجود لجان يضرب بها المثال في دقة وصواب اختيار أعضائها ، إلا أن هناك لجان كثيرة تشكل وفرق عمل ولكن تحوم شكوك حول اختيارها ، ومطالبات جادة بوضع النقاط على الحروف في مثل هذه الجوانب وعدم الاستهانة بها، إنصافا للأشخاص وأيضا احتراما للعمل ولضمان نجاحه.

سهيل بن ناصر النهدي
[email protected]