تشديد إسرائيلي على منع الفلسطينيات وتحذيرات من استمرار الانتهاكات

رسالة فلسطين المحتلة ـ من رشيد هلال وعبد القادر حماد:
اقتحم مستوطنون متطرفون امس الأحد، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، تزامنًا مع ما يسمى عيد "الحانوكا- الأنوار" اليهودي الذي بدأ امس الأحد.
ويأتي ذلك وسط دعوات يهودية لتكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى، بمناسبة عيد "الحانوكا"، بالإضافة إلى الإعلان عن نشاطات أخرى متعلقة بهذه المناسبة تتمحور حول مراسيم وشعائر "الهيكل" المزعوم.
ونشر الاحتلال منذ ساعات الصباح عناصر "التدخل السريع" وقواته الخاصة داخل ساحات الأقصى وعند بواباته، وسط إجراءات مشددة على دخول المصلين، وخاصة النساء، فيما اعتقلت عناصر الشرطة شابًا من المرابطين داخل المسجد.
وقال الإعلامي المختص في شؤون القدس والأقصى محمود أبو العطا لــــ(الوطن) إن نحو 53 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى على مجموعتين، ونظموا جولة في أنحاء متفرقة من باحاته.
وأضاف أن المصلين تصدوا بهتافات التكبير لتلك الاقتحامات، معبرين عن رفضهم الشديد لها، لافتًا إلى أن ساحات الأقصى شهدت تواجدًا مكثفًا للمصلين من أهل القدس والداخل الفلسطيني المحتل.
وأوضح أن قوات الاحتلال انتشرت في ساحات الأقصى وعند بواباته، وأجرت عمليات تفتيش دقيقة للشبان داخل الساحات، فيما احتجزت الهويات الشخصية للنساء قبيل دخولهن للمسجد، وفتشت حقائبهن وجميع الوافدين إليه.
وتسود حالة من الترقب الحذر باحات الأقصى في ظل استمرار الدعوات اليهودية لتنظيم اقتحامات واسعة وجماعية للمسجد خلال فترة عيد "الحانوكا"، بالإضافة إلى مسيرات ليلية.
ولا تزال شرطة الاحتلال تواصل منع نحو 60 امرأة ضمن "القائمة السوداء" من دخول المسجد الأقصى، حيث يواصلن رباطهن عند باب حطة في البلدة القديمة.
وفي البلدة القديمة، ذكر أبو العطا أن قوات الاحتلال شددت من إجراءاتها الأمنية في البلدة، ووجودها العسكري، وخاصة بالقرب من بابي الأسباط والعامود، كما كثفت حواجزها القريبة من الأقصى، وخاصة عند أبواب الأسباط وحطة والمجلس.
ونصبت أيضًا حواجز حديدية في شارع الواد بالقرب من باب الناظر، وأوقفت كافة الوافدين للأقصى وفتشت أغراضهم ودققت في هوياتهم، بالإضافة إلى حواجز حديدية تم نصبها خارج باب السلسلة بالقرب من المفترق المؤدي إلى مخفر شرطة الاحتلال.
وحذر أبو العطا من تصاعد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى خلال الأيام القادمة، كونها تأتي بغطاء وحماية كاملة من شرطة الاحتلال.
وأشار إلى أن هناك دعوات شبابية في الداخل الفلسطيني والقدس إلى المزيد من شد الرحال للأقصى، والتصدي لتلك الاقتحامات.
وكانت منظمات وهيئات يهودية تنضوي تحت منظمات "الهيكل" المزعوم أعلنت عن حملة اقتحامات جديدة وجماعية للمسجد الأقصى المبارك مطلع هذا الأسبوع، بمناسبة عيد "الحانوكا- الأنوار" العبري، بالإضافة إلى نشاطات أخرى متعلقة بهذه المناسبة تتمحور حول مراسيم وشعائر "الهيكل".
ونشرت هذه الجماعات على مواقعها الالكترونية المختلفة وصفحات التواصل الاجتماعي دعوات وإعلانات تدعو لاقتحامات جماعية للأقصى تمتد على مدار أسبوع كامل ابتداءً من الأحد إلى يوم الخميس الموافق 10/12/2015 في الفترة الصباحية من الساعة 7:30 إلى 10:00، وفي فترة ما بعد الظهر من الساعة 12:30 إلى 13:30.
من جانبه حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، من دعوات منظمات الهيكل اليهودية المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، والقيام بجولات داخل ساحاته بدءا من صباح امس الأحد، وحتى الخميس المقبل، تزامنا مع الاحتفالات ببعض الأعياد اليهودية.
وأضاف في بيان صحفي، أن هذه الاقتحامات في هذا الوقت بالذات تكذب ادعاءات سلطات الاحتلال بحفاظها على أوضاع المقدسات، وانتقد حماية هذه السلطات للمتطرفين اليهود ورعايتها لانتهاكاتهم لحرمة المسجد الأقصى، في الوقت الذي تفرض فيه قيودا صارمة على دخول المصلين المسلمين لأداء صلواتهم الدينية في مسجدهم وقبلتهم الأولى.
من ناحية أخرى؛ أدان قرار بلدية الاحتلال بناء منشآت يهودية في ساحة البراق في القدس، ما يشكل اعتداء صارخا على المقدسات الإسلامية، بهدف تغيير معالمها العربية والإسلامية، وفرض سياسة الأمر الواقع الاحتلالية عليها.
ودعا إلى شد الرحال للمسجد الأقصى لإعماره والصلاة فيه؛ إفشالا لدعوات المنظمات اليهودية المتطرفة لاقتحامه وانتهاك حرمته؛ معتبرا ذلك تصعيدا خطيرا منهم يهدد أمن الأقصى وقداسته، مناشدا العالم أجمع بحكوماته ومنظماته وهيئاته العمل على لجم الاعتداءات الإسرائيلية، وإنقاذ الأقصى مما يتعرض له من مخاطر.