صور ـ من عبدالله محمد باعلوي:
انطلقت أمس بقاعة كلية صور الجامعية فعاليات ندوة ملامح من التراث المادي والفكري والتي نظمتها وزارة التراث والثقافة وتحت رعاية سعادة الشيخ عبدالله بن مستهيل بن سالم شماس محافظ جنوب الشرقية. بدأت الندوة بكلمة الوزارة ألقاها محمد بن فايل الطارشي مدير دائرة المخطوطات بالإنابة بيّن فيها جهود وزارة التراث والثقافة وتواصلها الدائم مع المجتمع بكافة أطيافه في مختلف المحافظات والولايات وقال الطارشي ولقد بذلت وزارة التراث والثقافة جهدها للتعريف بهذا التراث العريق من خلال إقامة العديد من الندوات والفعاليات والمناشط المختلفة غايتها التواصل مع الماضي والمحافظة على روح الأصالة والانتماء مستلهمة ذلك من فكر القائد الملهم جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم مشيرا إلى أن الوزارة تقوم باجراء العديد من الدراسات والبحوث توثيقا للمعالم العمانية العريقة ويتم كذلك ترميم القلاع والحصون والأبراج بأساليب علمية وبمشاركة كوادر عمانية مدربة والشكر الجزيل لكل من نظم وخطط لهذه الندوة والشكر موصول لكل من ساهم وشارك في انجاح الفعالية واله ولي التوفيق.

أوراق العمل
اشتملت الندوة على ثلاثة أوراق عمل تناولت الأولى عن المخطوطات العمانية ودور الوزارة في المحافظة عليها ألقاها الدكتور إبراهيم بن حسن البلوشي عرف بعلم المحفوظات بأنها: وثيقة مكتوبة بخط اليد وعلم المخطوطات هو العلم الخاص بالدراسة الفيلولوجية والكوديكولوجية للكتب غير المطبوعة ثم عرج إلى أهمية المخطوطات مبينا أن المخطوط أهم وأفضل موروث لأنه يحوى العلم الذي هو موروث الأنبياء وموروث الأسلاف الصالحين. فالمخطوط صلة بين الخلف والسلف في دينهم ولغتهم وتاريخهم وعلومهم وأن أصل هذه الكتب المطبوعة في الساحة إنما هي مأخوذة من أصول مخطوطة وأنه لابد من العناية بعلم المخطوطات؛ لأن هنالك الكثير والكثير من المخطوطات في العالم لم تجد الطريق إلى الآن للطباعة والخروج إلى النور وقد بقي بعضها وضاع الكثير منها بسبب الظروف الطبيعية كالحرق أو الغرق أو نالت منها الرمة أو نوع الحبر، وكذلك لظروف سياسية أو دينية وغيرها ثم جاءت الورقة الثانية قدمها الباحث والكاتب حمود بن حمد الغيلاني بين خلالها موقع ولاية صور وأهميتها ثم استعرض صناعة السفن وأنواعها ثم وضح التاريخ والأدب الصوري مستدلا بسيرة عن أحد أعلام المشهورين وهي سيرة ناصر بن علي بن ناصر الخضوري أما الورقة الثالثة تطرق خميس بن سعيد العاصمي حول التنقيبات الأثرية التي تقوم بها الوزارة في قلهات ووضح أن مدينة قلهات يوما من الأيام كانت ميناءً بحرياً في ساحل عمان تلجأ إليها المراكب التي تبحر بين الخليج العربي والهند في ضمن مملكة هرمز الكبيرة. وقال البلوشي: وفي القرن الخامس عشر تضررت المدينة بفعل زلزال أرضي وتهدمت تماماً عام 1508م على يد البوكيرك. وتحتل البقايا الأثرية منطقة شاسعة من المدينة، وقد ذكر ابن بطوطة وجود مسجد كبيرا في قلهات والذي كان يعتقد البعض أنه هو نفسه البناء الذي ما زال قائما في المدينةً ويطلق عليه محلياً اسم "بيبي مريم" ولكن التنقيبات التي جرت في موقع المدينة بينت أن المسجد الذي ذكره ابن بطوطة يوجد في مكان آخر، وأن بيبي مريم ذلك البناء الرائع ما هو إلا ضريح لزوجة حاكم قلهات بهاء الدين إياز. كما يلاحظ في المدينة بقايا آثار البيوت وتعتبر قلهات من أهم المواقع التي تقف شاهداً على التجارة الإسلامية القديمة في المحيط الهندي، والتي لها جذب سياحي خاصة بعد أن كشفت التنقيبات الأثرية الحديثة عن العديد من الشواهد الأثرية في المدينة.

المعرض المصاحب
ثم قام سعادته بافتتاح المعرض والمقام بمركز فتح الخير والذي ضم نتائج التنقيبات الأثرية تُعرض فيه عدد من القطع الأثرية المكتشفة في موقع قلهات ومواقع رأس الجنز ورأس الحد، وعرض لمراحل تأهيل وترميم موقع قلهات، إضافة إلى عرض لموقع رأس الجنز وما يحتويه من مفردات ثقافية وتاريخية، كما ضم المعرض ركنا للمخطوطات يحوي نماذج لأهم المخطوطات العُمانية، وصور فوتوغرافية للمخطوطات وعرض مرئي وثائقي عن المخطوطات وآخر عن العملات، ومعرض للإصدارات الخاصة في مجال الآثار والمخطوطات وسيكون المعرض مفتوحا لجمهور في الفترتين الصباحية والمسائية إلى يوم الجمعة الموافق 21 مارس الجاري.