القاهرة ـ العُمانية
تحكي رواية "مائدة ٣١" للأديبة المصرية شيماء المارية، قصة فتاة تتعرض لفقدان جل ذكرياتها، وهو ما أثّر على طريقة اتخاذ القرار في حياتها، فهي رغم رغبتها في نسيان أخيها المسافر لأسباب خاصة، تتردد لكونها على وشك نسيان جزء محوري وواسع من حياتها التي عاشتها وسط أهلها.
تقول الكاتبة في روايتها التي صدرت عن دار المصري للطباعة والنشر: "ذكرى واحدة قد تفسد حياتك إلى الأبد، قد تجعلك تتمنى نسيان كل شيء، فهل تمنيت يوماً النسيان ودعوت به؟ أم أنك ترى ذكرياتك لحظة شديدة التميز مهما كانت مؤلمة؟ هل ظننت يوماً أن النسيان هو الحل الأمثل للهروب من تلك الفوضى التى عمّت داخلك؟ أو ذلك الألم الذى كان يبدو حينها أكبر من أن تتحمله؟ حسناً، ماذا إن وقع عليك الاختيار؟".
وتضيف متسائلة: "هل تدرك جيداً أن ذاكرتك ليست كالحاسب الآلي تمحو منه ما تريد وتحتفظ بما تريد؟ هل أنت على استعداد لفقدان كل شيء؟ هل تدرك أنهم مهما أخبروك عن حياتك الماضية لن يُخبرك أحد أبداً بما تريد أن تعرفه؟ أحياناً نتمنى النسيان بشدة، وحينما نقف على أعتابه نكون أول المتشبثين بأطراف الذكرى".
ولا تخفي المارية تأثرها في تجربتها السردية بالأديبين الراحلين يوسف السباعي ويوسف إدريس، وترى أن مهمة الروائي بصفة خاصة والأديب بصفة عامة هي القراءة قبل الكتابة حتى يكون لديه مخزون أدبي وقاموس لغوي خاص به يتماشى مع شخصيته.
يُذكر أن شيماء الماريه وُلدت في عام 1983، وتخرجت في جامعة طنطا، قسم الإعلام، وسبق أن صدر لها مجموعتان قصصيتان هما" بنت أجندة" (2011) ، و"في بيتنا دكر" (2013).