دمشق ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
جدد الرئيس السوري بشار الأسد التأكيد على وجوب وقف تدفق الارهاب وتمويله كخطوة أولى لمواجهة الارهاب مؤكدا أن المعارضة لا تعني العمل المسلح في حين امر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيشه بالرد بحزم على أي تهديد يواجهه في سوريا.
وقال الرئيس بشار الأسد في مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية إي إف إي إن الخطوة الأولى للقضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا تكمن في وقف تدفق الإرهابيين وخصوصا من تركيا إلى سوريا والعراق ووقف تدفق الأموال ومنع دخول الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم اللوجستي لتلك التنظيمات.
وشدد الرئيس الأسد على أن تركيا هي شريان الحياة الوحيد المتاح لتنظيم “داعش” الإرهابي.
وأوضح الرئيس الأسد أن الولايات المتحدة وفرت منذ البداية الغطاء السياسي للإرهاب في سوريا وهي غير جادة في محاربته وقال.. “طالما ظلت الولايات المتحدة غير جادة في محاربة الإرهاب فلا يمكن أن نتوقع من باقي الدول الغربية أن تكون جادة لأنها حليفة للولايات المتحدة”.
وقال الاسد تعاملنا مع ذلك بإيجابية.. ورددنا بإيجابية على كل مبادرة أطلقتها الدول المختلفة في العالم بصرف النظر عن النوايا الحقيقية وصدق المسؤولين الذين أطلقوا تلك المبادرات.. وبالتالي فنحن مستعدون اليوم للشروع في المفاوضات مع المعارضة.. لكن ذلك يعتمد على تعريف المعارضة.. فالمعارضة بالنسبة لأي شخص في العالم لا تعني العمل المسلح.. ثمة فرق كبير بين المسلحين والإرهابيين من جهة.. والمعارضة من جهة أخرى.. المعارضة مصطلح سياسي وليست مصطلحاً عسكرياً.. وبالتالي فإن الحديث عن هذا المفهوم يختلف عما هو قيد الممارسة.. لأننا حتى الآن نرى أن بعض البلدان تريد من المجموعات الإرهابية أن تنضم إلى طاولة المفاوضات.. تريد هذه الدول من الحكومة السورية أن تتفاوض مع الإرهابيين.. وهو أمر لا أعتقد أن أحداً يمكن أن يقبله في أي بلد من البلدان.
وحول التفاوض وإجراء الحوار مع مجموعات المعارضة التي اجتمعت في الرياض قال الأسد ما قلته ينطبق على هذا أيضاً.. لأن المجموعات التي تتحدث عنها خليط من المعارضة السياسية والجماعات المسلحة.. لنكن واقعيين.. فيما يتعلق بالمجموعات المسلحة في سوريا فقد أجرينا حوارات أصلاً مع بعض المجموعات.. كمجموعات وليس كتنظيمات.. وكان الهدف من ذلك التوصل إلى وضع تتخلى فيه هذه المجموعات عن سلاحها.. وإما أن تنضم إلى الحكومة أو تعود إلى حياتها الطبيعية بعد منحها العفو من قبل الحكومة.. هذه هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع المجموعات المسلحة في سوريا.. عندما تكون مستعدة لتغيير منهجها والتخلي عن سلاحها فإننا مستعدون.. أما أن نتعامل معها ككيانات سياسية فهو أمر نرفضه تماماً.. هذا أولاً.. فيما يتعلق بما يسمونه المعارضة السياسية فأنت كإسباني عندما تنظر إلى المعارضة في بلادك.. من البديهي أن تكون تلك المعارضة معارضة إسبانية مرتبطة بقواعد شعبية إسبانية.. بالمواطنين الإسبان.. لا يمكن أن تكون معارضة بينما ترتبط ببلد آخر أجنبي أو تخضع لإملاءات ذلك البلد.. بصرف النظر عن ذلك البلد.. مرة أخرى.. إن ذلك يعتمد على ماهية المجموعات التي نتحدث عنها
وفي سؤال حول ماذا طلب الرئيس فلاديمير بوتين مقابل المساعدة العسكرية الروسية
قال الاسد لم يطلب شيئاً بالمقابل.. وذلك لسبب بسيط هو أن المسألة ليست مسألة مقايضة.. في الواقع.. فإن العلاقة الطبيعية بين بلدين هي علاقة مصالح مشتركة.. والسؤال هو.. ما هي المصلحة المشتركة بين سوريا وروسيا… هل لروسيا مصلحة في أن يكون هناك المزيد من الإرهاب في سوريا.. في انهيار الدولة السورية.. في الفوضى… لا.. ليست لها مصلحة.. وبالتالي.. يمكن القول إن روسيا تريد في المقابل استقرار سوريا والعراق والمنطقة.. كما أننا لسنا بعيدين عن روسيا.. ودعني أذهب أبعد من هذا بالقول إننا لسنا بعيدين عن أوروبا
وفي موسكو قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "استخدام القوات الجوية والبحرية الروسية لأحدث أسلحة دقيقة التصويب أتاح إلحاق أضرار كبيرة ببنية الإرهابيين التحتية ما أدى إلى
تغيير الوضع في سوريا تغييرا نوعيا".
واضاف الرئيس بوتين في اجتماع عقده مع أركان وزارة الدفاع الروسية بمقرها في موسكو، أن عملية روسيا في سورية سببها الرئيسي يعود إلى نشوء تهديد "داعش" المباشر لنا، وليس إلى الاعتبارات المرتبطة بالمصالح الجيوسياسية أو الرغبة في اختبار أسلحة جديدة، ، بحسب وكالة
سبوتنيك.
وشدد بوتين على أن تنظيم "داعش" الإرهابي يشكل خطرا مباشرا على أمن روسيا، ولذا يقوم العسكريون الروس في سوريا بالدفاع عن وطنهم.
وأضاف "عملياتنا في هذا البلد لا تمليها أي مصالح جيوسياسية غامضة ، أو الرغبة في إجراء تدريبات وتجارب على منظومات أسلحة حديثة، رغم أهمية هذه الاعتبارات. بل إن الشيء الأهم في كل ذلك هو درء الخطر الذي يهدد روسيا بالذات".
وحذر الرئيس الروسي من مغبة "التحرش" بالعسكريين الروس في سوريا، بحسب سبوتنيك.
وأمر بوتين الجيش الروسي بالرد "بمنتهى الحزم" على اي قوة تهدده في سوريا، بعد ثلاثة اسابيع من اسقاط تركيا طائرة مقاتلة فوق الحدود السورية.
وقال بوتين خلال اجتماع مع مسؤولي وزارة الدفاع "آمر بالتصرف بمنتهى الحزم كل هدف يهدد الوحدات الروسية أو منشآتنا على الأرض سيدمر على الفور".
وفي اسطنبول قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن تركيا دعت روسيا للهدوء لكن لصبرها حدودا.
وفي مقابلة بثها على الهواء تلفزيون (إن.تي.في) قال وزير الخارجية أيضا إن نشر قوات تركية اضافية في العراق مؤخرا تم بعد زيادة المخاطر الأمنية
وكان التوتر بين واشنطن وموسكو حول النزاعين في سوريا والعراق حاضرا الخميس خلال المؤتمر الصحفي للناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي الذي خاض مواجهة كلامية مع مراسلة تلفزيون "روسيا اليوم" في واشنطن.
فقد هاجم الناطق جون كيربي مراسلة "روسيا اليوم" غاياني شيشاكيان واتهمها "بطرح اسئلة سخيفة جدا"، بعدما سألته بالحاح عن موقف واشنطن من نشر تركيا قوات في العراق.
من جانب آخر ابدت المعارضة السورية التي اجتمعت في الرياض استعدادها للتفاوض مع النظام، مشترطة رحيل الرئيس بشار الاسد "مع بداية المرحلة الانتقالية"، وذلك في ختام المؤتمر الذي استمر يومين وهدف الى توحيد مكوناتها السياسية والعسكرية تمهيدا للمفاوضات.