تشكيل فريق اعلامي لدعم قضايا السرطان "مبادرة تأصل للشراكة والمسؤولية الوطنية "

• وزير الاعلام : جميعنا مسؤولون ومشاركون وعندما نتحدث عن السرطان علينا لزاما أن نتحدث بصوت عال عن المرض

• رئيس الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان : حتى ننجح لا بد من التركيز على موضوع التوعية والكشف المبكر

• أمين عام الجمعية العمانية للسرطان : الحلقة محاولة للوصول لمفهوم شركاء الإعلام وتفعيله للحد من عبء السرطان
تقرير : جميلة الجهورية

جاء إعلان معالي الدكتور عبد المنعم الحسني وزير الإعلام في الحلقة التأسيسية للاعلاميين حول العلاقة بين الاعلام ومكافحة السرطان عن مبادرته لتشكيل فريق اعلامي متخصص لدعم الجمعية العمانية للسرطان وقضايا السرطان ، نموذجا يعكس اهمية دعم مؤسسات المجتمع المدني ، وتأصيل مفهوم الشراكة والمسؤولية الإجتماعية والوطنية التي لا تتأتا إلا بمبادرات ووعي صناع القرار ، والدفع بالقطاعات ودمجها بقضايا المجتمع .
الإعلان الذي اطلقه وزير الإعلام لاقى ترحيبا واسعا من ضيوف مجلس التعاون الخليجي والمشاركين في الحلقة التدريبية التي يشارك فيها أكثر من 30 إعلامي من مختلف القطاعات الاعلامية بالسلطنة ودول مجلس الخليج .

ليس خيارا وإنما مسؤولية
حيث أكد معاليه بحضور الدكتور الشيخ خالد بن جبر آل ثاني رئيس الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان على ما تقوم به الجمعية العمانية للسرطان من جهود كبيرة في المجتمع ، وتلتزم به من مسؤوليات وطنية لها أن تجد التقدير والغحترام والدعم والمساندة ، مشيرا إلى تنظيم الحلقة التدريبية التأسيسية للاعلامين والهدف منها في تقريب المعلومات وتبسيط المفاهيم ، ونقل رسالة الجمعية العمانية للسرطان بالسلطنة للمجتمع .
وقال معاليه : ان هذا العمل ليس خيارا وإنما مسؤولية اجتماعية في المقام الاول ، وعلينا جميعا كعاملين في الإعلام مسؤولية أكبر لارتباطنا اليومي بالناس والعالم من حولنا ، ولذلك عندما نتحدث عن مرض السرطان وما يعانيه المرضى في كل العالم من مغالطات لعدم فهم المرض ، فإنه علينا لزاما ان نتحدث بصوت عالي ، وثقة عن كل الجهود التي تقام في مكافحة السرطان ، لذلك جميعا مسؤولون ومشاركون في هذه المسؤولية .

التوعية والكشف المبكر
الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني رئيس الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان يلقي الضوء على اهم مشكلتين في المنطقة وهما ضعف التوعيه والكشف المبكر عن المرض ، وقال : حيث اننا قد مررنا بتجارب كنا نعاني الكثير منها ، الا انه الان قد تغير الحال وأصبح يوجد وعي أكثر ، إلا اننا نتساءل هو ذلك الوعي الذي نطمح له ؟! قي الواقع ما نتمناه هو أكثر من ذلك ، ولذلك دائما ما نقول الوقاية خير من العلاج .
وأوضح ان تعريف السرطان انه نمو غير طبيعي في الخلايا ، ويبدأ مبكرا في العمر ، حيث ولا يزيد في فترة معينة ، ولذلك الله سبحانه وتعالى انعم على الانسان بالعقل ليفكر ، في أن يحاول التقليل من الإصابة ، والتعرف على المرض ، بحيث اذا ما تم اكتشاف اي عوارض ، يتجه مباشرة إلى المستشفى ، فكلما بكرة في مرحلة العلاج ارتفعت نسبة الشفاء .
وقال : أما على مستوى قضية الوعي ، فنعتقد أننا ما زلنا في دول المنطقة نوجه الوعي على مستوى معين ، ونتغافل عن صغار السن ، فمن الضروري ان نبدأ ببرامج التوعية من وقت مبكر والاهتمام بالتوعية بالممارسات الصحية والغذاء الصحي ، والرياضة والاضرار البيئية والصحية .
واشار الشيخ خالد إلى قضية الرياضة واهميتها في التقليل من الاصابة بالمرض الى ما حوالي 40% ، ولذلك اذا ما تم التركيز على الرياضة فانه يتم التركيز على الصحة العامة ، والتحسين من مستويات المناعة ، ولذلك نصح الشيخ خالد بممارسة الرياضة والمشي يوميا ولو لنصف ساعة يوميا .
وأكد ان القضية كبيرة ويحتاج التركيز على نشر الوعي لدوره في إحداث التغيير في المجتمع ، قائلا : حتى ننجح لا بد من التركيز على موضوع التوعية والكشف المبكر .
واضاف ان الغرب قبل 15 عاما معدل الاصابات لديه 450 حالة لكل مائة ألف ، واليوم هبط العدد الى أكثر من 220 حالة لكل مائة ألف ، وهو شي جيد ، وفي منطقة الخليخ العربي كان عدد الاصابات حوالي 92 حالة لكل مائة ألف واليوم تعدى الرقم 150 حالة لكل مائة ألف ، بمعنى هناك زيادة لاكثر من 30% .
وقال : لعل لها مبرراتها التي ربما تعود للنمو السكاني وزيادة التعداد السكاني من الوافدين للوافدين في المنطقة ، تحسن مستوى الحياة و الصحة وارتفاع العمر ، والتي كان لها عواملها ، فاغلب الاغذية هي مستوردة ولا نعلم حجم الرقابة عليها وهل تشملها جميعا أم جزء بسيط منها ، فجميع هذه العوامل ساعدت على ظهور المرض وان كنا لا زلنا في الطبيعي ، إلا ان السؤال إلى اين ذاهبين !؟ ولذلك علينا كجمعيات نفع عام أن نركز على هذه النقاط في المنطقة حتى يستفيد الجميع .

على الصحفيين مسؤولية كبيرة
من جانبه أعرب الدكتور وحيد الخروصي أمين عام الجمعية العمانية للسرطان عن أهمية هذه الحلقة التدريبية وما لها ان تأصل له في تاريخ الجمعية وقال :ان إقامة هذه الحلقة المميزة و الفريدة مهمة جدا و تمثل الشراكة ما بين ثلاثة أطراف و هي الاعلام و الجمعية العمانية للسرطان و الشركة الداعمة (روش) و هو تكامل من اجل الهدف ، حيث أن هذه احدى الوسائل التي تستعين بها الجمعية على تطوير العمل في مجال التوعية و مشاركة قطاع الاعلام وخاصة الصحفيين الذين لهم دور بارز و مهم و مؤثر و يشكلون جزء من العلاج لهؤلاء المرضى من خلال برنامج التواصل مع المجتمع وكذلك برنامج تنمية الموارد البشرية و هم يتحملون الجزء الاكبر فى توعية المجتمع و مسؤوليتهم كبيرة و خدماتهم جليلة للحد من هذا المرض.
واكد أن الجمعية تفتقر إلى الاعلام وبحاجة ماسة لنشر أنشطتها و خدماتها وإنجازاتها حتى تتمكن من مواصلة خدمة المجتمع جمبا إلى جنب للوصول الى الهدف المنشود ،
وقال خلال ذلك وما تعبر عنه هذه الحلقة : ان دعم الاطباء بقسم الاورام بمستشفى السلطاني و دعم شركة روش و بدعم من وزارة الاعلام لهو خير دليل على حب الشراكة للوصول للنجاح.
وبين الدكتور وحيد محاولتهم بالوصول لمفهوم فكرة شركاء الإعلام وفهم مستقبله وواقعة وحقيقته و تفعيله من خلال وضع خطة قادرة على تدعيم العلاقة بين الجمعية ووسائل الإعلام من أجل الوصول إلى الدعم وتمكين المجتمع، وذلك للحد من عبء السرطان والذي إذا تُرك سيكون له تأثير سلبي على االمستوى الاجتماعي والاقتصادي ، و الأسر المتضررة ستكون في حالة من الفوضى و التردي و التخبط.
وقال :إن معالجة السرطان وتشخيصه في المراحل المبكرة عن طريق الفحص المنتظم المتكرر مهم و ضروري للوقاية والعيش حياة طبيعية دون ضرر و توتر و خسارة .
واشار إلى حاجة الجمعية العمانية للسرطان، الى الإعلام كشريك للعمل خصوصا الصحفيين وذلك ليس فقط على مستوى علاج المرض وانمابالسيطرة عليه من خلال جهود الوقاية والتوعية والتثقيف والتدريب والبحوث.

الحلقة الاعلامية
وقد تميزت الحلقة التدريبية التي نظمتها وزارة العلام بالتعاون مع الجمعية العمانية لمكافحة السرطان ، وشركة روش باعصف الذهني والنقاشات التي أثراها المشاركين الاعلاميين ، وتنوعت بأوراق العمل التي قدمها الدكتور وحيد الخروصي امين عام الجمعية العمانية للسرطان حول الجمعية وانجازاتها ورسائلها الانسانية والوطنية في المجتمع ، اضافة إلى ورقة عمل للدكتور زاهد المنذري نائب رئيس مركز الاورام بالمستشفى السلطاني ، ونائب رئيسة الجمعية العمانية للسرطان ، والذي عرف مرض السرطان وانواعه واستعرض بعض الارقام حول خط سير المرض واهم طرق الكشف والعلاج التي يلجأ لها الاطباء ، في حين وقف الدكتور طاهر اللواتي استشاري أول جراحة الأورام ورئيس وحدة جراحة أورام الثدي بالمستشفى السلطاني والمركز الوطني للأورام ، على أهم احصائيات وسجلات السرطان والعلاج بالخارج ، كما كان للدكتور أيمن الندى من المستشفى السلطاني ورقة قدمها بالانابة عن الدكتور باسم البحراني تناول فيها طرق علاج السرطان .