رسالة سيدني – من الموفد العام فهد الزهيمي:

توج القارب الموج مسقط بلقب سلسلة سباقات الإكستريم 2015 وذلك بعد أن اكتسح القوارب المشاركة مساء أمس في الجولة الختامية والتي اقيمت مدينة سيدني الأسترالية خلال الفترة من 10 إلى 13 ديسمبر الجاري وبعد أربعة أيام من السباقات التي احتدمت في قلب مدينة سيدني بين ثماني فرق من مختلف دول العالم، وجاء تتويج الموج مسقط بعدما تمكن من مواصلة صدارة الترتيب العام منذ الجولة الرابعة وحتى الجولة الختامية، وقد اقتنص الموج مسقط المركز الأول في الترتيب العام بإجمالي 87 نقطة بعد منافسة ضارية ضد الفريق الدنماركي اس أي بي الذي حاز على المركز الثاني بعد حصل على 74 نقطة وفريق ريد بل في المركز الثالث برصيد 70 نقطة ما جعل فريق الموج الأول في تاريخ سلسلة الإكستريم للظفر بلقب البطولة أربع مرات.
وبعد التتويج أعرب البحار ناصر بن سالم المعشري عضو طاقم القارب الموج مسقط عن سعادته الغامرة بالفوز باللقب حيث قال: أهدي هذا النصر لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظّم - حفظه ورعاه -، ولجميع الجماهير، وقد كانت المنافسة قوية جدا خاصة كلما اقتربنا من المراحل النهائية للموسم وأنا فخور جدا برفع علم السلطنة عاليا في منصة التتويج. من جانبه أشاد ديفيد جراهام الرئيس التنفيذي لمشروع عُمان للإبحار بالجهود الجبّارة التي قدّمها فريق الموج مسقط طيلة الموسم حيث قال: أنا فخور بالعمل مع فريق الموج مسقط الذي بذل قصارى ما بوسعه للظفر بالبطولة، لقد كان هدفنا الأول والأخير من مشاركتنا في سلسلة سباقات الإكستريم تحقيق النصر والتفوّق على الفرق الأخرى، وما هذا الفوز إلا ثمرة تعاون الفريق وتماسكه لحصد نتائج عالية جولة بعد جولة.

معرض عالمي

من جانب آخر أسدل الستار على المعرض الترويجي للسلطنة والذي ينظمه مشروع عمان للإبحار ووزارة السياحة ضمن الجولة الختامية لسلسلة سباقات الإكستريم 2015 والتي أقيمت بمدينة سيدني الأسترالية خلال الفترة من 10 إلى 13 ديسمبر الجاري، وحول هذا المعرض قال سالم بن عدي المعمري مدير عام الترويج السياحي بوزارة السياحة: تشارك وزارة السياحة في المعرض بخيمة مجهزة في مكان الفعالية المطل مباشرة على دار الأوبرا، ونقوم من خلالها بتقديم خدمات ترويجية سياحية وذلك بإنشاء مركز معلومات سياحية مصغر يحتوي لعرض معلومات ترويجية عن السلطنة بجانب توزيع مطبوعات ومطويات وخرائط على الزوار الذين يتم تزويدهم بمعلومات شارحة عن السلطنة ومعالمها الحضارية والتاريخية ومقوماتها البيئية والسياحية والثقافية مع الرد على جميع الاستفسارات والتوضيحات المطلوبة بالإضافة إلى تخصيص مكان لتناول الضيافة العمانية التمر والقهوة. وأضاف المعمري: تمثل الفعاليات الرياضية الكبرى التي تشارك بها تجمعات عالمية وقارية على مستوى الحضور الرسمي والرياضي وبالتأكيد الجماهيري فرصة سانحة للاستثمار الأمثل في الترويج السياحي للسلطنة وبالتالي فإن حدثا رياضيا ضخما مثل الجولة الختامية لسلسلة سباقات الإكستريم 2015 والتي اقيمت مدينة سيدني الأسترالية خلال الفترة من 10 إلى 13 ديسمبر الجاري يعد حدثا دوليا يستحق المشاركة والتواجد لما سيحظى به من اهتمام وحضور جماهيري عال مثلما سيحظى أيضا بتغطية إعلامية متخصصة من أهم وأكبر المؤسسات الإعلامية الدولية ولهذا كان حرص الوزارة على المشاركة في هذا الحدث الذي تشارك به السلطنة بقاربين هما الموج مسقط وقارب الطيران العماني من أجل الإسهام في التعريف بالسلطنة والترويج لها كوجهة سياحية تمتلك العديد من المقومات السياحية الثرية التي تستحق الزيارة.

مقومات سياحية

وقال سالم المعمري: يأتي اقامة المعرض الترويجي للسلطنة انطلاقا من حرص وإدراك وزارة السياحة حول أهمية الاستفادة القصوى من مشاركات السلطنة في الأحداث الرياضية الدولية والقارية الكبرى وإمكانية الترويج سياحيا وثقافيا للسلطنة من خلال الاشتراك في الفعاليات السياحية والثقافية التي تنظم على هامش هذه المشاركات، بحكم أن السلطنة تتمتع بمقومات سياحية عديدة ومتفردة بفضل ما حباها الله من تنوع جغرافي ومناخي حيث نمتلك القدرة على اجتذاب السياح طوال العام بفضل العوامل الطبيعية والجغرافية والمقومات البيئية السياحية من جهة وبفضل اهتمام الحكومة الرشيدة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – في النهوض بعملية التنمية الشاملة واستكمال مشروعات البنى الأساسية في كافة أنحاء السلطنة، ولهذا تجد مثلا في الجانب المناخي الجغرافي أن هنالك سياحة صيفية في السلطنة لوجود مناطق منخفضة أو معتدلة الحرارة مقارنة بغيرها من دول المنطقة حيث تبرز خلال هذه الفترة مواقع مرتفعة مثل الجبل الأخضر وجبل شمس في محافظة الداخلية ومواقع ساحلية مثل الأشخرة والجازر في جنوب الشرقية والوسطى لإطلالها على المحيط الهندي بالإضافة إلى الأمطار الموسمية التي تنزل صيفا على محافظة ظفار، والتي أصبحت وجهة سياحية مهمة تستقطب أعدادا متزايدة من السياح و بالذات من دول مجلس التعاون. وأضاف: هنالك عوامل ومقومات أخرى تساعد على ذلك وأبرزها الاستقرار والازدهار الذي ظلت تنعم به السلطنة خلال الخمسة وأربعين عاما الماضية، وهنالك أيضا الانسان العماني من خلال حسن استقباله وترحيبه واستعداده لخدمة ومساعدة الضيف والذي يمثل عاملا مهما يتيح للسائح أن يعيش تجربة السياحة العربية الأصيلة ويتعرف على هذا الإرث الحضاري الثري والمتنوع الذي يتمتع به المجتمع العماني في مختلف محافظات السلطنة، ويعزز ذلك بكل تأكيد توافر عدد كبير من المشروعات السياحية كالفنادق متعددة الدرجات ومختلف المرافق التي تقدم الخدمات الضرورية للسياح والزوار.

استراتيجية عمانية

وحول الجانب الترويجي السياحي، قال مدير عام الترويج السياحي بوزارة السياحة: تقوم الوزارة ومن خلال خطط ترويجية مدروسة بجهود الترويج للسلطنة عن طريق أكثر من جانب وذلك وفق أحدث الأساليب والطرق الممكنة والتي تتطور يوما بعد يوم بما يواكب ما تشهده صناعة السياحة العالمية من نمو وتطور في جميع القطاعات ذات العلاقة، وتعكف الوزارة حاليا على اعداد الاستراتيجية العمانية للسياحة 2040 والتي من أبرز عناصرها عملية الترويج السياحي للسلطنة، فبخلاف المشاركة فيما يقارب 16 معرضا من كبريات معارض السفر والسياحة العالمية في جميع قارات العالم، فإن هنالك الجوانب المتعلقة بالترويج الإعلامي الرقمي عبر المواقع الإلكترونية الرسمية وحسابات التواصل الاجتماعي للوزارة والبوابة السياحية الإلكترونية، وهنالك أيضا الإعلانات الترويجية التي تجدها في أهم عواصم ومدن العالم والحملات التسويقية التي تنشر وتبث عبر أشهر الصحف والقنوات الإذاعية والتلفزيونية العالمية، بالإضافة إلى التنسيق المشترك مع الطيران العماني ومع شركة عمان للإبحار الذي يشارك في أهم السباقات العالمية وغيرها من القنوات والوسائل التسويقية التي تخدم خططنا الترويجية في هذا الإطار. وقال أيضا: تولي السلطنة أهمية قصوى للأسواق السياحية التقليدية والصاعدة في جانب التسويق السياحي، فقد قامت الوزارة بافتتاح مكاتب تمثيل خارجية في الأسواق السياحية الرئيسية التي تستهدفها والتي تخدم مصالحها في الدولة التي يقع فيها مقر المكتب بجانب الدول المحيطة بها حيث تقوم مكاتب التمثيل السياحي بعمل برامج التسويق مع كبريات شركات السفر والسياحة والطيران العالمية من أجل ابراز السلطنة كوجهة سياحية بما تملكه من تنوع بيئي وإرث ثقافي وتاريخي بجانب تواصل هذه المكاتب مع أهم وأبرز شركات ومؤسسات العلاقات العامة والإعلام والنشر السياحي الدولية المتخصصة حيث بلغ عدد مكاتب التمثيل السياحي الخارجية للوزارة 11 مكتبا، تغطي 21 دولة مختلفة.

أسواق سياحية جديدة

وقال مدير عام الترويج السياحي بوزارة السياحة: كلفت الوزارة مؤسسة عالمية لدراسة أسواق سياحية جديدة وهي الصين وأميركا واسبانيا ودوّل شرق آسيا، والهدف من الدراسة تحييد حجم هذه الأسواق ومدى إمكانية الدخول اليها والترويج للسلطنة في هذه الدول، والدراسة تم الانتهاء منها وخلال هذا الشهر سيتم عرضها على المسؤولين بالوزارة لاعتمادها واختيار السوق الانسب للدخول اليه خلال العام القادم وفقا لنتائج هذه الدراسة، كما تم تعيين شركتين عالميتين للترويج الإليكتروني والعلاقات العامة على ان تبدأ هذه الشركات في العمل مع بداية عام ٢٠١٦ وذلك لما للترويج الإليكتروني من أهمية في المرحلة الحالية مستخدمة كافة وسائل التواصل الاجتماعي، كما أن الجهد التسويقي المبذول خلال الأعوام السابقة بدأت السلطنة في قطف ثماره حيث تشير البيانات الإحصائية المقدمة من قبل المركز الوطني للإحصاء بأن إعداد السياح القادمين إلى السلطنة في هذا العام سوف يتعدى المليوني سائح.
وأضاف: قامت الوزارة في اعتماد خطة تسويقية لعام ٢٠١٦م سوف تركز على الترويج النوعي بالتنسيق والتعاون مع الشركاء من القطاع الخاص (شركات الطيران والمكاتب السياحية والفنادق) وبالتنسيق مع مكاتب التمثيل السياحي في الخارج، والجهد المشترك بين الوزارة ومشروع عمان للإبحار والطيران العُماني لعب دورا كبيرا في استقطاب المسابقات البحرية الى السلطنة خاصة سباقات الابحار الشراعي وبلا شك أن استضافت السلطنة لجولة من سباق كأس أميركا الذي سيقام بالسلطنة العام القادم هو احد نتاج هذا التعاون وسوف يعمل على وضع السلطنة على خارطة السياحة الرياضية البحرية النوعية، وتسعى وزارة السياحة جاهدة في استخدام وسائل ترويجية نوعية تتماشى مع متطلبات كل الاسواق المستهدفة وتسعى من خلالها استقطاب السياحة المنتقاة التي تحترم العادات والتقاليد والتي سوف تساعدنا على استمرارالمنتج السياحي للأجيال القادمة.

لقاء البحار بالأطفال

أقيم يوم أمس قبل انطلاق منافسات الختام لقاء بين ربّان كافة الفرق المشاركة وبين مجموعة من البحارة الناشئين في رياضة الإبحار الشراعي قدموا من أكاديميات مختلفة من العاصمة الأسترالية سيدني، وهدف اللقاء إلى أن يتعرّف الأطفال على التحدّيات التي يواجهها البحّارة حتى يصلوا إلى مستوى الاحتراف وأثناء ممارسة التدريبات وخوض السباقات الفعلية. وقد ألقى كلّ ربان كلمة بسيطة احتوت على مجموعة من الإرشادات التي تمكّن البحار من تحقيق نتائج معتبرة كما تطرّق البعض إلى بعض النصائح التي تفيد الرياضي في رفع مستوى لياقته وصحته البدنية بما يساهم في رفع أدائه ويدفعه إلى تقديم المزيد أثناء السباقات الفعلية. وأشار البعض أن قوارب بحجم فئة الإكستريم يتطلّب العمل الجماعي من كافة أفراد الفريق والتواصل الجيد بينهما وذلك للتعامل بحكمة ومرونة في شتّى الظروف خاصة مع تقلّبات وتغيّرات الرياح وارتفاع الأمواج على البحر وغيرها من العوامل التي تستدعي النباهة الكاملة والسيطرة على حركة القارب واتجاهه. بعد ذلك تنوّعت أسئلة الأطفال الموجهّة للبحارة المحترفين والتي تمحورت حول تجارب البحارة خلال قطعهم لمشوارهم الاحترافي والتي كانت الإجابة عنها أن الرياضي يجب أن يتحلّى بالصبر وأن يواظب على الاستمرار ومواصلة المسير كي يصل إلى مستويات يشار إليها بالبنان. ولدى ربّان قوارب الإبحار رصيد كبير من النجاحات سواء على مستوى بطولات دولية أو حتى حصد ميداليات في منافسات الألعاب الأولمبية، ما جعل منهم القدوة المناسبة للأطفال، حيث اختتم اللقاء بأن الحصول على ذهبية أو فضية هي في نهاية المطاف ثمرة العمل الدؤوب والمتواصل لسنين عديدة تبدأ في وقت وسنّ مبكّر ثم تتطوّر وتتحسّن حتى الوصول للقمة.