الفلسطينيات يرابطن في طرقات القدس دفاعا عن المسجد..والبرلمان العربي يدين

القدس المحتلة ـ الوطن:
جددّ المستوطنون أمس، اقتحامهم للمسجد الأقصى من باب المغاربة، بحراسة معززة من عناصر الوحدات الخاصة، والتدخل السريع بشرطة الاحتلال.
وطالب ما يسمى "ائتلاف منظمات الهيكل" المزعوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعمل على إنارة ما يسمى" شمعدان الهيكل" في داخل مسجد قبة الصخرة الذي يزعم اليهود أنه مقام على أنقاض "الهيكل".
ودعا الائتلاف في رسالة بعثها إلى نتنياهو، إلى جعل هذا الأمر على رأس جدول أعماله.
وقال رئيس الائتلاف المحامي "افيعاد فيسولي" لإذاعة "صوت حي" الإسرائيلية إن" وضع الشمعدان في مبنى الهيكل يؤكد أن لليهود أيضًا حقا بحرية العبادة في جبل الهيكل، كما هو الأمر مع أبناء سائر الأديان الأخرى".
وأضاف أن "أبناء سائر الأديان بإمكانهم التعبّد في جبل الهيكل دون قيود، فيما يحرّم ذلك على اليهود منذ 2000 عام".
وبالرغم من اقتحامات اليهود اليومية للمسجد الأقصى بحراسة قوات الاحتلال، إلا أنه زعم وجود تمييز بحق اليهود في المسجد، وقال "يتعرض اليهود في جبل الهيكل للتمييز العنصري، ويتم سحب حقوقهم فيه، وتثبيت الشمعدان في مبنى الهيكل هو الخطوة الأولى التي من شأنها أن تحدث تغييرًا جذريًا في هذا الشأن". وفق زعمه
وفي السياق، أقامت منظمات "الهيكل" ، مؤتمرًا بعنوان "شبيبة الهيكل الأول"، من أجل التباحث في موضوع بناء "الهيكل" المزعوم، وتقديم إرشادات حول كيفية إنارة "شمعدان الهيكل"، بمناسبة عيد الأنوار العبري الحالي، وشارك في المؤتمر حاخامات ومرشدين يهود ينشطون في "الترويج للهيكل".
فيما تصدى العشرات من المصلين بالتكبيرات لاقتحامات المستوطنين في المسجد الأقصى المبارك، وسط إطلاق دعوات يهودية لاقتحامات جماعية، احتفالا بما يسمى "الحانوكا" وبداية الشهر العبري.
ورغم هطول الأمطار والبرد القارص، إلا أن العديد من المصلين توافدوا من القدس والداخل الفلسطيني وتواجدوا بكثافة داخل مساجد الأقصى ورواق المسجد القبلي وأسواره وساحاته.
وقام ضابط قوات الاحتلال بتهديد المصلين وملاحقتهم خلال ترديدهم التكبيرات، وأبلغهم بتحرير هوية من يكبر، ونمنعه غدا من دخول المسجد الأقصى. كما قامت مجموعة من المستوطنين بالخروج عن مسارها والتوجه نحو المصلين المتواجدين في رواق المسجد القبلي واستفزازهم، وتصويرهم بكاميراتهم وأجهزتهم النقالة.
وقال أحد المصلين: "الحمدالله ما زلنا موجودين على هذه الأرض المباركة ونشكر الله على أمطار الخير، ولابد أن ننقل رسالة للعالم العربي والاسلامي على تواجد هؤلاء المصلين الثابتين الصامدين، الذين أصروا على التوافد للمسجد رغم الأجواء الباردة، لأن المسجد عقيدتنا وعنوان الأمة الاسلامية، وهذا يدل على أننا سنبقى صامدين ثابتين أمام المستوطنين الذين يدنسون المسجد صباحا ومساء".
وأضاف: "سنبقى ندافع عن المسجد الأقصى شرف الأمة الاسلامية والعربية مهما كانت الظروف، ونوجه رسالة للمستوطنين والمؤسسة الإسرائيلية أنه رغم مخططاتكم إلا أننا سنبقى في الأقصى ونفشلها".
وتابع "من هذه الأرض المباركة من محراب صلاح الدين، نؤكد أن المسجد الأقصى للمسلمين، ولا يوجد لليهود أي ذرة تراب فيه، ولن يقسم ولن يضعوا فيه أي هيكل".
وعبر عن إعتزازه وفخره بهذه الوجوه النيرة التي تزيد أعدادها يوما بعد يوم، قائلا: "هذا يدل على أن المسجد الأقصى عقيدتنا وسنفديه بأرواحنا ودمائنا وأولادنا، لذلك سنبقى صامدين مرابطين على هذه الأرض وأمام المسجد، وسنبقى للمستوطنين بالمرصاد".
وفي ذات السياق مازالت قوات الاحتلال تفرض قيودا على دخول النساء للمسجد الأقصى من خلال حجز هوياتهن، وتفقد أسماءهن ضمن ما يسمى "القائمة السوداء".
وواصلت النساء الممنوعات من دخول المسجد الأقصى تواجدهن أمام بابي الملك فيصل وحطة رغم الأمطار والبرد القارص.
واقتحم ساحات المسجد الأقصى صباح اليوم 78 مستوطنا، بينمت اقتحمت آخر مجموعتين من المستوطنين ساحات المسجد الأقصى من باب المغاربة، وسارت في مسلك الهروب وخرجت من باب السلسلة، تحت حراسة أمنية مشددة.
في وقت أدان أحمد الجروان رئيس البرلمان العربي اقتحام مجموعة من المستوطنون الصهاينة، باحات المسجد الأقصى المبارك بفلسطين، من جهة باب المغاربة ، بحراسات معززة ومشددة من قوات الإحتلال الإسرائيلي.
وقال الجروان، في بيان له، أن مثل هذه الاقتحامات المستمرة لباحات المسجد الأقصى من المستوطنين الصهاينة والمدعومة من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي تهدف إلى استفزاز مشاعر الفلسطينيين، وصب الزيت على النار على الوضع المتوتر أصلا جراء تكرار الإعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، في مخطط مفضوح لفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد.
وطالب بتحرك دولي لوقف مثل هذه الإعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وفلسطين، حمايةً للمقدسات وتطبيقا للقانون الدولي، مشيرًا إلى أن الاستمرار في محاباة إسرائيل في تصرفاتها العدوانية لا يدعم السلام في المنطقة بل يعمل على زيادة فتيل الأزمة.