اتهامات متبادلة بانتهاك وقف النار تهدد بعرقلة المحادثات

جنيف ــ عواصم ــ الوطن ــ وكالات:
توصل طرفا الصراع اليمني أمس، مع تواصل جلسات محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة في سويسرا، الى اتفاق يقضي بتبادل مئات السجناء في إطار إجراءات لبناء الثقة، وذلك عبر وساطة قبلية، يأتي ذلك على وقع اتهامات متبادلة بين جماعة الحوثي وحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بانتهاك وقف لإطلاق النار والذي بدوره يهدد بعرقلة محادثات السلام الجارية.
وتحدث الشيخ مختار الرباش، عضو لجنة شؤون الاسرى التابعة للمقاومة الشعبية في مدينة عدن الجنوبية، عن وجود "اتفاق على تبادل 375 اسيرا حوثيا و285 اسيرا من المقاومة الشعبية".واوضح ان الاتفاق تم التوصل اليه "بعد وساطة من القبائل والمقاومة الشعبية"، وانه من المقرر تنفيذه لاحقا في جبل العر، في اشارة الى المنطقة الواقعة بين محافظة الضالع التي تسيطر عليها القوات الموالية للحكومة، ومحافظة البيضاء التي يسيطر عليها الحوثيون.
واكد الشيخ الرباش ان قافلة تنقل الاسرى الحوثيين المقرر تسليمهم، انطلقت من عدن الواقعة تحت سيطرة القوات الموالية المدعومة من التحالف باتجاه المكان المحدد لعملية التبادل.
واضاف "يفترض ان قافلة مماثلة على متنها اسرى المقاومة، تتجه الى مكان التبادل انطلاقا من صنعاء" التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، منذ اكثر من عام.
واكدت مصادر عسكرية مقربة من الحكومة اليمنية، انه من المقرر ان تتم عملية تبادل لمئات الاسرى.
وفي حال اتمام التبادل، سيكون ذلك من المرات النادرة التي تجري فيها عمليات مماثلة بين طرفي النزاع، منذ بدء التحالف غاراته الجوية الداعمة لقوات الرئيس هادي في مارس الماضي.
الى ذلك، تبادلت جماعة الحوثي وحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الاتهامات بانتهاك وقف لإطلاق النار يهدف إلى تسهيل محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة فيما تبدو الهدنة متماسكة إلى حد كبير أمس الأربعاء.
وبدأ وقف إطلاق النار الذي يستمر سبعة أيام أمس الاول الثلاثاء مع انطلاق محادثات في سويسرا بين ممثلي الحكومة والحوثيين في محاولة لوقف القتال المستمر منذ تسعة أشهر وراح ضحيته قرابة ستة آلاف شخص ودفع قوى خارجية للتدخل.
ونقلت وكالة سبأ الخاضعة لسيطرة الحوثيين عن المتحدث باسم القوات المسلحة الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح والمتحالفة مع الحوثيين العميد الركن شرف غالب لقمان قوله "الآن وفي هذه الليلة يجري تصعيد خطير بري وبحري وجوي من قبل دول تحالف العدوان ومرتزقتهم على مختلف المناطق."
وقال لقمان "البوارج الحربية التابعة للتحالف قصفت مدينة اللحية في الحديدة بشكل كثيف وفي محافظة تعز تجري محاولات زحف من قبل قوات اللجان الشعبية مسنودين بالطيران باتجاه الجحملية مستغلين التزام الجيش بالهدنة." وذكرت وكالة أنباء تحمل اسم سبأ أيضا لكنها تابعة لحكومة هادي أن خمسة مقاتلين من المقاومة الشعبية وثلاثة مدنيين قتلوا نتيجة لقصف شنه الحوثيون في تعز خلال الساعات الست التالية لبدء وقف إطلاق النار.
ونقلت الوكالة عن مصدر طبي قوله إن 17 شخصا أصيبوا.
ونقلت صحيفة الرياض السعودية عن العميد ركن أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف العربي قوله إن التحالف ملتزم بوقف إطلاق النار لكنه مستعد للرد على أي انتهاك من جانب الحوثيين.
وأضاف عسيري في مصر حيث يرافق ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان في زيارة رسمية "الهدف الاستراتيجي من عمليات التحالف هو إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن عبر عودة الشرعية."
من جهتها، أفادت مصادر يمنية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن مقاتلات التحالف قصفت مواقع للحوثيين في الجبهتين الشرقية والغربية للمدينة، تزامناً مع اندلاع مواجهات عنيفة بين الحوثيين وقوات الجيش والمقاومة الشعبية.
وأوضحت المصادر أن الغارات نفذت بعد "الخروقات التي ارتكبها مقاتلو الحوثيين وصالح، حيث شنوا قصفاً عنيفا وعشوائيا على الأحياء السكنية منذ أمس الاول وهو ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين".واستهدف القصف أحياء ثعبات و جبل جره ووادي القاضي والمناخ وقرى صبر.
وذكرت مصادر في المقاومة الشعبية أن اشتباكات عنيفة شهدتها الجبهتين الشرقية والغربية للمدينة، عقب هجمات شنها الحوثيون وقوات صالح على مواقع المقاومة في محاولة لاستعادة السيطرة عليها، لافتة إلى أن مقاتلي الجيش والمقاومة صدوا تلك الهجمات.
وقالت إن مقاتلي الجيش والمقاومة سيستمرون في القتال حتى يتم "تحرير" بقية المواقع التي لا تزال في قبضة الحوثيين وقوات صالح.
في وقت لاحق، أعلنت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، مقتل جندي سعودي بعد يوم من وقف إطلاق النار مع جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وقالت القيادة، التي تتخذ من الرياض مقرا لها في بيان لها اليوم إن" وكيل الرقيب أحمد المبطي من منسوبي القوات البرية قتل أثناء أدائه واجب الدفاع عن حدود المملكة على الحد الجنوبي بقطاع نجران ( جنوب غرب المملكة) على الحدود مع اليمن".