القدس المحتلة ــ الوطن:
استشهد أمس شابين فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي، بينما سقط عشرات الآخرين جرحى عقب إصابتهم بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء اندلاع مواجهات في مدن وبلدات الضفة الغربية والقدس المحتلتين وقطاع غزة. يأتي ذلك بينما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أمس الاول بأغلبية ساحقة مشروع قرار بعنوان (حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير).
واستشهد الشاب محمود محمد الأغا (25 عامًا) خلال المواجهات التى اندلعت واستمرت حتى وقت متأخر أمس، مع قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الشاب الأغا ارتقى جراء إصابته بجراح خطرة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في منطقة الفراحين شرق مدينة خانيونس.
وفي رام الله بالضفة الغربية المحتلة، استشهد الشاب محمد عبد الرحمن عياد (21عامًا) بعد تعرضه لنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب قرية سلواد إلى الشمال من رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة خلال محاولته دهسهم دون وقوع إصابات في صفوفهم. وزعم موقع (والا) الاسرائيلي أن فلسطينياً حاول دهس مجموعة جنود خلال مواجهات قرب قرية سلواد بشمالي رام الله، فيما جرى استهدافه بالرصاص.
وفي سياق متصل، أصيب 5 شبان فلسطينيين بأعيرة حية في أقدامهم و5 آخرون بعيارات معدنية مغلفة بالمطاط في مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم. حيث أفاد نائب مدير الاسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر ببيت لحم محمد أبو ريان لـوكالة (وفا) الفلسطينية بأن طاقمهم قدم الاسعاف لـ5 شبان أصيبوا بالرصاص الحي في الأقدام، ونقلوا إلى مستشفى بيت جالا لتلقي العلاج ووصفت حالتهم بالمتوسطة، فيما تم نقل أحدهم إلى مستشفى الجمعية العربية لإجراء عملية جراحية، إضافة إلى 5 إصابات بأعيرة 'مطاطية'.
وفي السياق، أصيب خمسة فلسطينيين بالرصاص الحي خلال مواجهات عنيفة مع جنود الاحتلال في بلدة بيت فوريك شرق نابلس. ووفق مصادر فلسطينية في البلدة، فإن أربعة فلسطينيين أصيبوا بأعيرة نارية بالأطراف، إضافة إلى خامس بالكتف، كما أصيب العشرات بحالات اختناق. وسبق ذلك أن أغلق الاحتلال حاجز بيت فوريك؛ بسبب تواجد مجموعة من المستوطنين في المنطقة.
وفي القدس المحتلة، أصيب شاب فلسطيني بجروح، خطيرة على حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة جراء اطلاق جنود الاحتلال النار عليه، بعد ادعائهم بأنه ينوي تنفيذ عملية دهس. وقالت شرطة الاحتلال الاسرائيلي إن الشاب كان يقود سيارة مسرعة تجاوزت طابور السيارات الواقفة على الحاجز، متجها نحو مجموعة من الجنود، وترجل من مركبته مهرولاً نحوهم، فأطلق الجنود النار عليه لاشتباههم بأنه ينوي تنفيذ عملية. وأضافت شرطة الاحتلال أنه تمت إصابة الشاب بقدمه والسيطرة عليه واعتقاله، ويجري التحقيق في تفاصيل الحادث. وذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال أغلقت الحاجز على كلا الاتجاهين، بتزامن مع منع طواقم الإسعاف من تقديم العلاج للجريح.
وفي قطاع غزة، أصيب نحو 17 فلسطينيا أحدهم وصفت جروحه بالحرجة. بينما أصيب 7 منهم بالرصاص الحي في المواجهات شرق مخيم البريج، وسط قطاع غزة. ونقل المصابون إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح المجاورة لتلقي العلاج، ووصفت حالة أحدهم بالخطيرة، والبقية بالمتوسطة. وتشهد أكثر من منطقة حدودية في قطاع غزة اشتباكات بين جنود الاحتلال والفلسطينيين.وذكرت مصادر فلسطينية أن المواجهات تتركز في منطقة شرق حي الشجاعية، إلى الشرق من مدينة غزة، وكذلك في منطقة شرق البريج في المحافظة الوسطى، وبالقرب من معبر بيت حانون شمال القطاع.
سياسيا صوتت 177 دولة لصالح قرار يكفل للفلسطينيين حقهم في تقرير المصير، ويعيد هذا القرار تأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، بما في ذلك الحق في أن تكون له دولته المستقلة (فلسطين)، ويحث جميع الدول والوكالات المتخصصة ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة على مواصلة دعم الشعب الفلسطيني ومساعدته على نيل حقه في تقرير المصير في أقرب وقت. ووفقا للقرار، تؤكد الجمعية العامة للأمم المتحدة الضرورة الملحة للقيام، دون تأخير، بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ في عام 1967، وتحقيق تسوية سلمية عادلة ودائمة وشاملة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، استنادا إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومرجعيات مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية، وخارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية، لإيجاد حل دائم للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني على أساس وجود دولتين.