احتفالا بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد لمسيرة النهضة المباركة نظّم مشروع عُمان للإبحار مهرجانا للإبحار الشراعي بمنتزه كلبوه في ولاية مطرح وذلك خلال نهاية الإسبوع المنصرم، حيث استقطب المهرجان أكثر من 8000 زائر توافدوا للاستمتاع بمجموعة من الأنشطة الترفيهية والتفاعلية المتنوّعة التي خصّصت للأطفال والعائلات والتي كان أبرزها مشاهدة تشكيل العلم الوطني على البحر على يد 90 طالبا يمارسون رياضة الإبحار الشراعي بمدرسة بندر الروضة للإبحار الشراعي. وخلال الاحتفالية التي استقبلت الزائرين بألوان علم السلطنة الزاهية كرّم سعادة مراد بن علي الهوتي - عضو مجلس الشورى ممثّل ولاية مطرح الطلبة المشاركين في تشكيل العلم على قوارب الأوبتسمت الصغيرة والذين تراوحت أعمارهم بين 8 إلى 12 عاما.
وقد كان تشكيل العلم الوطني على البحر ابتهاجا بالعيد الوطني المجيد وتعبيرا وعرفانا من الطلبة الصغار للمقام السامي بما تحقق من إنجازات على أرض الوطن منذ بزوغ شمس النهضة المباركة، كما تزامن مع تشكيل القوارب للعلم عزف مجموعة من الكشافة لمقطوعات وأغانٍ وطنية ساهمت في رسم لوحة جميلة وباهية أمام مرأى زوّار المهرجان.
وحول المناسبة أشار ديفيد جراهام الرئيس التنفيذي لمشروع عمان للإبحار إلى أن البحر والإبحار هما عناصر شكلّت ملامح الأصالة العمانية إلى جانب غيرها من المكوّنات كالجبال الشاهقة والرمال، وهي العامل وراء غرس روح الاكتشاف والإطلاع منذ القدم لدى أبناء عُمان والتي جعلت من السلطنة عبر الأجيال والعصور مقصدا للتجارة، وما دور مشروع عُمان للإبحار إلا إعادة إحياء هذا التراث التليد وغرسه في نفوس الناشئة ليحملوا رسالة أجدادهم وأسلافهم وليرفعوا علم السلطنة عاليا في مختلف المحافل والسباقات الدولية. وقد هدف المهرجان بحدّ ذاته إلى إشراك المجتمع في هذا المحفل وإتاحة الفرصة لمختلف فئاته للتعرّف على رياضة الإبحار الشراعي بمفهومها المعاصر وإلى سبر أغوار تاريخ عمان البحري الحافل.
وأكّد الرئيس التنفيذي أن الجهود القائمة والمبذولة في مشروع عمان للإبحار لم تكن لترى النور لولا رؤية حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظّم ـ حفظه الله ورعاه ـ وقيادته الحكيمة للسلطنة وهي ما جعلت وتجعل من رفع العلم فخرا كبيرا للبحارة وفرق الإبحار الشراعي التي تشارك في السباقات الدولية للإنجاز وتحقيق النتائج المشرّفة.
كما شهد المهرجان حضور صالح بن سعيد الجابري – ربّان سفينة جوهرة مسقط ومدير مدرسة الإبحار الشراعي في بندر الروضة حيث أكد أن الإقبال على المهرجان كان علامة فارقة تدلّ على الاهتمام المتزايد من المجتمع برياضة الإبحار الشراعي كرياضة ونشاط صحيّ يمكن للأطفال من مختلف الأعمار ممارستها والاحتراف فيها، مضيفا أن الجهود المتواصلة منذ تأسيس عمان للإبحار عام 2008م لتعريف شريحة أكبر من الناشئة على الرياضة تؤتي بثمارها.
هذا ومن بين الأنشطة التي أقيمت لجمهور المجتمع والعائلات ألعاب مخصّصة للأطفال وأركان ترفيهية مسليّة، وعروض موسيقية على يد كشافة من المديرية العامة للكشافة والمرشدات، وركن للأطعمة والمشروبات، وأنشطة مرحة للرسم على وجوه الأطفال، علاوة على فرص لتجربة رياضة الإبحار على قوارب الهوبي 16، وركن أتاح للزائرين التعرف على الأنشطة التي تقدّمها SEAOMAN من رحلات للغوص وحجز دورات في قيادة القوارب الآلية وغيرها، وركن ترفيهي من ريد بُل.