بغداد ــ وكالات: رحب العراق أمس الاثنين بإعلان تركيا أنها ستسحب قواتها من قاعدة في شماله معربا عن أمله في استكمال الانسحاب. فيما تدور حرب شوارع بين القوات العراقية ومسلحي (داعش) في القطاع الشرقي من مدينة الرمادي في إطار حملة عسكرية لاستعادة كبرى مدن محافظة الأنبار.
وسحبت تركيا بعض قواتها إلى قاعدة أخرى داخل منطقة كردستان العراق الأسبوع الماضي وقالت إنها ستواصل الانسحاب من محافظة نينوى العراقية حيث تقع القاعدة. ولم تفصح عن عدد الجنود الذين ستسحبهم ولا عن مكان نقلهم.
وقالت الحكومة العراقية في بيان "ناقش مجلس الوزراء الأزمة مع تركيا وجدد ترحيبه بإعلان تركيا عن سحب قواتها من الأراضي العراقية." وذكرت تركيا أنها ستنشر القوات لتدريب مقاتلين عراقيين يحاربون (داعش).
ميدانيا، دخلت قوات الجيش العراقي المناطق السكنية وتعاملت مع قناصة أعلى البيوت، بينما شهدت مناطق أخرى اشتباكات استخدمت فيها قاذفات الصواريخ و"آر بي جي". وكانت طائرات الجيش العراقي قد ألقت مساء أمس الاول الأحد، منشورات فوق الرمادي تطالب فيها المدنيين بمغادرة المدينة. وقال التلفزيون العراقي إن المنشورات طلبت من السكان مغادرة المدينة خلال 72 ساعة، مما يشير إلى عزم الجيش تصعيد العمليات العسكرية الرامية إلى دحر الارهابيين. وكانت القوات الحكومية العراقية، التي أعلنت مرارا عن إطلاق عمليات لتحرير المدينة التي سقطت في مايو الماضي بقبضة داعش، قد قطعت في نوفمبر آخر خط إمداد للتنظيم الارهابي إلى المدينة. وتعهد رئيس الوزراء، حيدر العبادي، باستعادة المدينة، لكن الهجوم المضاد تأجل إلى أن أعادت القوات العراقية تنظيم صفوفها، وهو العامل الذي أدى أيضا إلى تأجيل حملات أخرى ضد داعش شمالا.
وبعد أن ضيق الجيش الخناق على الرمادي، قالت تقارير إن داعش منع المدنيين من المغادرة، بهدف استخدامهم دروعا بشرية، الأمر الذي قد يؤدي إلى إعاقة الهجوم على المدينة.
من جانبه، وقال صهيب الرواي محافظ الانبار لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الصعوبات التي تواجه القوات العسكرية في الرمادي هي وجود المدنيين في المدينة، مشيرا إلى مناشدتهم مرارا وتكرارا عبر مكبرات الصوت وعبر وسائل الاعلام والمنشورات عبر الطائرات بالخروج الا ان تنظيم داعش يمنعهم من الخروج ويستغلهم كدروع بشرية. وأضاف إن الكل يسعى سواء في الحكومة المحلية أو المركزية الى الحفاظ على حياة المدنيين وهذا بالتأكيد يؤثر على سير العملية العسكرية، مطالبا الجهات الفاعلة بإيجاد ممرات لخروجهم من مناطقهم دون تعرض حياتهم للخطر. وأكد الراوي أن مدينة الرمادي مطوقة بالكامل من قبل القوات الأمنية، حيث تمكنت هذه القوات من قتل المئات من عناصر داعش وتكبيدهم خسائر كبيرة ، لافتا إلى أنهم يعملون جاهدين رغم الحالة الاقتصادية الصعبة على تجهيز مقاتلي العشائر وتدريبهم جيدا وامكانية زجهم في ساحات القتال لتحرير المحافظة.