مقتل عناصر بالقاعدة في غارة أميركية
صنعاء ــ عواصم ــ وكالات: قتل وأصيب العشرات جراء المواجهات المستعرة بين قوات هادي و جماعة الحوثي وسط غارات عنيفة لمقاتلات التحالف في تعز جنوبي اليمن، في حين طالب المبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد بوقف لإطلاق نار يكون أكثر فاعلية. يأتي ذلك في وقت قتل فيه 4 أشخاص، يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة في وسط اليمن، في غارة لطائرة أميركية بدون طيار.
وشنت مقاتلات التحالف، غارات جوية مستهدفة مواقع للحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح بمحافظة تعز جنوب صنعاء. وقالت مصادر يمنية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن مقاتلات التحالف قصفت مواقع الحوثيين وقوات صالح في مديرية المسراخ، و مواقع أخرى في منطقة الغفيرة بمديرية المعافر. وبحسب المصادر، فإن دوي انفجارات عنيفة سمعت وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة من على المواقع المستهدفة، دون أن تتضح الخسائر التي خلفها القصف على الفور. في غضون ذلك، اندلعت مواجهات عنيفة بين الحوثيين، وقوات الجيش الوطني والمقاومة في مديرية المسراخ وسط تقدم نوعي للمقاومة على مواقع كانت في قبضة الحوثيين وقوات صالح. ولا تزال الاشتباكات مستمرة حتى اعداد الخبر ويستخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بحسب المصادر ذاتها. وتدور مواجهات مسلحة في تعز منذ نحو تسعة أشهر، مخلفة خسائر مادية وبشرية كبيرة، بينهم مدنيون، وبحسب ائتلاف الإغاثة الإنسانية في المحافظة، فإن المواجهات خلفت خلال الشهر الماضي 101 قتيل من المدنيين و 1617 جريحا توزعت بين عمليات قنص وقصف جماعة الحوثي و صالح.
هذا، واعترضت مضادات الصواريخ التابعة للقوات المسلحة السعودية صاروخاً أطلق من الأراضي اليمنية فجر أمس الأربعاء قرب مركز تندحة التابع لمحافظة خميس مشيط في منطقة عسير. وأفاد التحالف أن الصاروخ الذي يعتقد بأنه أطلق بواسطة الحوثيون في اليمن، لم يسفر عن وقوع أي إصابات بشرية أو مادية. وفي جيزان، كان اللواء ناصر الدويسي مدير شرطة جيزان ورئيس اللجنة الأمنية للمنطقة أكد أن الصواريخ التي يطلقها الحوثيون من داخل الأراضي اليمنية على السعودية، اعترضتها الصواريخ المضادة التابعة للدفاع الجوي السعودي باتريوت، وفجرتها قبل الوصول إلى أي هدف. وأشار الدويسي إلى أن الصاروخين الأخيرين التي شهدتهما المنطقة كانا موضع متابعة دقيقة من قبل الدفاع الجوي، ولم يتم اعتراضهما إلا عند نقطة في سماء منطقة صحراوية حتى تسقط الشظايا بعيدا عن السكان والممتلكات. وأوضح الدويسي أن هناك فرقا أمنية مشتركة تباشر عملها فور اعتراض أي صاروخ، ومهمتها جمع شظايا الصاروخ، والكشف عن نوعيته ومحتوى مواده والتعامل معها.
سياسيا، أشار المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مساء امس الاول الثلاثاء إلى الصعوبة في مفاوضات السلام بين أطراف النزاع، طالبا دعم مجلس الأمن الدولي للتوصل إلى "وقف إطلاق نار دائم وشامل". وقال اسماعيل ولد الشيخ أحمد أمام مجلس الأمن إن المفاوضات الأخيرة في سويسرا "كشفت عن انقسامات عميقة بين الجانبين على طريق السلام والتوصل إلى اتفاق مستقبلي"، لافتا إلى أن "الثقة بين الطرفين ما زالت منعدمة". وأضاف "يجب أن أعترف أنه مرت أيام خشيت فيها ألا يتمكن الطرفين من إحراز تقدم حيال أي من النقاط الأساسية". وتابع "جميعنا نعرف أن الطريق إلى السلام في اليمن ستكون طويلة وصعبة، لكننا نعرف أيضا أن الفشل ليس خيارا". وأعلن شيخ أحمد أمام سفراء الدول الـ15 في المجلس "أنا في حاجة إلى دعم من المجلس لضمان وقف دائم وشامل لإطلاق النار قبل الجولة المقبلة من المحادثات". وأضاف "أنا أعول على دعمكم في الأشهر المقبلة". ولتثبيت الهدنة، أوصى المبعوث الأممي "باتفاقيات أكثر صرامة وآليات أكثر قوة لضمان احترامها".
على صعيد اخر، قالت مصادر قبلية لرويترز إن طائرة أميركية دون طيار قتلت أربعة يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة في وسط اليمن في أول هجوم من نوعه منذ سبتمبر. وقالت المصادر إن ضربة الطائرة دون طيار استهدفت سيارة الرجال أثناء سيرها في منطقة ناطع على الطريق بين محافظتي البيضاء وشبوة فدمرت السيارة وتركت أربع جثث متفحمة بداخلها. من جانب اخر، قال مسؤول يمني إن مسلحين مجهولين قتلوا بالرصاص ضابطا في جيش اليمن برتبة عقيد وقياديا في المقاومة الجنوبية في عدن الليلة الماضية في أحدث عملية اغتيال في سلسلة اغتيالات شهدتها المدينة الجنوبية يعتقد ان مسلحيين وراءها. وقال المسؤول ان المسلحين فتحوا النار على سيارة يستقلها القيادي بالمقاومة الجنوبية جلال العوبلي والعقيد الذي لم تعرف هويته في حي دار سعد في شمال عدن مما أدى الى مقتلهما.
ويشن إرهابيون من القاعدة في جزيرة العرب وجناح (داعش) في اليمن هجمات في شتى انحاء جنوب اليمن بما في ذلك عدن منذ سنوات. وتزايد معدل الهجمات في عدن منذ يوليو منذ ان سيطرت قوات محلية تدعمها حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي والتحالف العسكري الذي تقوده السعودية على المدينة الجنوبية وانتزعتها من قوات الحوثي بعد قتال في الشوارع استمر شهورا.
وحالة عدم الاستقرار في عدن وهي أكبر مكسب يحققه هادي في الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر تهدد بتقويض الحملة الدائرة لصالحه ضد الحوثيين ووحدات من الجيش موالية لرئيس اليمن السابق علي عبد الله صالح.