العبادي يدعو العرب لتبني موقف موحد ضد التوغل التركي * قتيل وجرحى في تفجيرات بديالى
بغداد ــ وكالات:
أحرزت القوات العراقية تقدما ملحوظا في العملية العسكرية، التي بدأتها أمس الاول لاستعادة السيطرة على مدينة الرمادي غربي العراق من (داعش)، فيما أكد مسؤول أميركي أن التنظيم الارهابي وزع منشورات تطالب مقاتليه بالتنكر في زي قوات الأمن العراقية. في وقت تمكنت فيه القوات الجوية العراقية من تصفية العشرات من مسلحي (داعش) بينهم ثمانية قياديين دون أن تكشف حتى اعداد الخبر عن هويتهم. يأتي ذلك بينما دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الدول العربية إلى تبني موقف موحد ضد التوغل التركي في الأراضي العراقية.
وقال الناطق باسم قوات الحشد الشعبي كريم النوري "إن العمليات في الرمادي محسومة خصوصاً بعد استعادة مناطق مهمة جدا فيها". وأضاف "إن الحشد هو الذي طوق المدينة فيما الاقتحام تقوم بقية القوى". يأتي ذلك فيما تواصل القوات الأمنية العراقية وجهاز مكافحة الإرهاب التقدم في عمليات محور شمال الرمادي للدخول الى مركز القضاء، حيث تمكنت القوات العراقية من تحرير عدد من أحياء المدينة بعد ضربات جوية من طائرات الجيش والقوة الجوية على مواقع التنظيم الارهابي داخل مركز الأنبار.
واعتمد جهاز مكافحة الإرهاب في خطواته السريعة وضرباته المتتالية تكتيك التجسير السريع لعبور الفرات من ضفافه الغربية إلى الشرقية بعدما قطع داعش كل الجسور الواصلة الى المدينة، متجاوزاً معوقات داعش من عبوات، بإنزال سريع في حي البكر بعدما وصل غطاؤه الناري لما بعد حي التأميم والحميرة .
واستثمرت القوات التقدم السريع في محور شرق الرمادي حيث حصيبة الشرقية ومن البو ذياب باتجاه شارع ستين . وفرضت العملية التي انطلقت لدخول الرمادي إسناداً من مختلف الصنوف الأمنية من مركز الأنبار وصولاً لحدودها الشرقية مع العاصمة العراقية بغداد. كما صاحب تقدمهم البري غطاء جوي عراقي وطيران التحالف الأميركي. وتشارك أربع فرق عسكرية عراقية في عملية الرمادي وامتداد المركز الشرقي صوب الفلوجة والطريق الدولي شمالها.
من جانبه، اعلن مسؤول امني عراقي ان قوات جهاز مكافحة الارهاب تستعد لاقتحام منطقة الحوز التي تضم المجمع الحكومي الواقعة وسط مدينة الرمادي بعد فرض سيطرتها على عدد من الاحياء وسط المدينة. وقال ضابط رفيع في جهاز مكافحة الإرهاب لوكالة الصحافة الفرنسية ان "قواتنا تستعد الان لاقتحام منطقة الحوز الذي يتواجه فيها المجمع الحكومي" وسط المدينة.
هذا، ونقلت وكالة أسوشيتد برس للانباء، عن المتحدث باسم التحالف الدولي ضد (داعش)، العقيد ستيف وارن، قوله إن هناك 250 إلى 350 من ارهابيي التنظيم في الرمادي، وكذلك بضعة مئات خارج المدينة على محيطها الشمالي والغربي. وأبلغ وارن صحفيي وزارة الدفاع (البنتاجون) "أعتقد أن استعادة الرمادي حتمي. لكن ستكون هناك معركة صعبة حتى يحدث ذلك، وسيستغرق الأمر بعض الوقت". وأضاف وارن أن المسؤولين الأميركيين عثروا على منشور في الفلوجة كان يوزع على مقاتلي داعش، مطالبا إياهم بالتنكر في زي قوات الأمن العراقية ثم تصوير أنفسهم وهم يرتكبون الفظائع، مثل قتل وتعذيب المدنيين ونسف المساجد. وجاء في نسخة من الوثيقة التي وزعت للصحفيين أن التسجيلات المصورة يجب أن توزع على المنافذ التلفزيونية "لتصوير الصراع على أنه حرب طائفية". ووقعها مسؤول أمني وعسكري يدعى أبو حجر العيساوي، ويرجع لمطلع أكتوبر. وعبر وارن عن اعتقاده بأن الوثيقة صحيحة، لكن لم ترد حتى الآن تقارير بأن مقاتلي داعش يتنكرون في زي القوات العراقية. وأشار وارن إلى أن القوات العراقية أسقطت منشورات تبلغ السكان الطرق التي يستخدمونها للفرار.
ويقوم (داعش) قبل الانسحاب من مواقعه بتفخيخ الشوارع والطرق المنازل ويهرب من خلال انفاق قد تكون كذلك مفخخة وتحوي على كمية كبيرة من المتفجرات. وعثرت القوات الامنية خلال عمليات التمشيط للاحياء التي حررتها على كميات كبيرة من الاسلحة والاعتدة بينها صواريخ عملاقة مصنعة من قوارير غاز الطبخ. من جهة أخرى قال مسؤول بغرفة عمليات الأنبار إن حي الضباط شهد قتالا كثيفا، حيث قتل جندي وأصيب 14 حتى اعداد الخبر.
وفي السياق، نقلت وكالة رويترز عن إحدى القنوات العراقية قولها إن "قوات الجيش استطاعت القضاء على عشرات المسلحين لـ"داعش" بينهم ثمانية قياديين في ضربات وجهتها طائرات "إف-16" في الأنبار". الى ذلك، أكد قائد شرطة الأنبار اللواء هادي رزيج أن عددا من العائلات العراقية تمكنت من الخروج من الرمادي بالرغم من تهديدات تنظيم داعش لهم . وقال رزيج لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :"كان لدينا تواصل منذ لحظة بدء الهجوم على مدينة الرمادي صباح امس الاول بضرورة الحفاظ على أرواح المدنيين الذين اعتبرهم داعش رهائن يحتمي بهم حيث أخرجت القوات الأمنية العشرات منهم خلال عملية الاقتحام التي نفذتها قوة مكافحة الإرهاب في الرمادي". وأضاف أنه "رغم صعوبة الأجواء مع عملية الاقتحام التي تشهد قصفا وتقدما واقتحاما خرجت العديد من العائلات باتجاهات مختلفة من داخل مدينة الرمادي إلى خارجها مستغلين انكسار داعش وتراجعه" ، مشيرا إلى وجود تنسيق مستمر مع القوات الأمنية للتعامل الإنساني مع المدنيين وإنقاذهم. وأوضح أن" المئات من المدنيين حتى اللحظة محاصرون داخل الرمادي رغم ضراوة المعركة وشدتها وخطورتها عليهم" وأن كل الجهود تبذل لمحاولة إخراجهم خلال الساعات المقبلة.
ومثلت خسارة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار المترامية الأطراف ضربة كبرى للحكومة العراقية في مايو هذا العام. كما كانت أكبر هزيمة منذ اجتاح مسلحو داعش مناطق في شمال العراق وغربه، ومنها الموصل، ثاني أكبر مدينة عراقية في صيف 2014. ومنذ اجتياح الرمادي، دمر داعش جميع الجسور في أنحاء المدينة. كما هدم مركز قيادة عمليات الأنبار، وانتشر في المناطق السكنية في المدينة، لإقامة مراكز قيادة أقل وضوحا.
سياسيا، دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الدول العربية إلى تبني موقف موحد ضد "التوغل التركي" في الأراضي العراقية. وأكد العبادي في بيان صدر أمس الأربعاء عقب لقائه مع سفراء الدول العربية في بكين، على الانتصارات التي حققتها القوات العراقية ضد "داعش" وآخرها في الرمادي. وأبلغ رئيس الحكومة العراقية السفراء العرب بـ"الإجراءات التي اتخذها العراق لمواجهة انتهاك سيادته الوطنية من قبل تركيا وإدخالها قوات دون موافقة الحكومة العراقية"، مشيرا إلى أن "الموقف الدولي معنا وعلى الدول العربية اتخاذ موقف موحد مع حرصنا على علاقات حسن الجوار".
على صعيد اخر، أفادت مصادر طبية عراقية في ديالى بأن مدنيا قتل وأصيب سبعة أخرون بانفجار سيارتين مفخختين في اطراف قضاء الخالص شمال شرق بعقوبة. ونقل موقع " شفق نيوز" الالكتروني الاخباري عن مصدر عراقي قوله إن سيارتين مفخختين انفجرتا، استهدفتا مرآب لنقل الركاب وأحد أسواق بيع الفواكه ما خلف قتيلا وسبعة جرحى. وأضاف المصدر أن "الهجومين تسببا بالحاق اضرار مادية جسيمة بعدد من السيارات والممتلكات والمحال التجارية" وعلى خلفية الهجومين قطعت القوات الامنية الطريق الرابط بين الخالص ومدينة بغداد لساعات عدة لإجراءات احترازية لتلافي اي هجمات ارهابية محتملة.