دمشق ــ الوطن ــ وكالات: قتل مساء أمس، زهران علوش قائد التنظيم الإرهابي الذي يعرف بـ (جيش الإسلام) وعدد من قياداته الأخرى، في غارة جوية روسية استهدفت اجتماعا لهم في الغوطة الشرقية بريف دمشق. بحسب ماأكدت مصادر أمنية سورية. يأتي ذلك، فيما دعت وزارة الخارجية الروسية إلى إجراء تحقيق أممي في الأنباء عن تهريب مواد تستخدم لإنتاج غاز السارين من تركيا إلى سوريا.
وأفادت فضائية (الميادين) اللبنانية بمقتل علوش وأخيه و13 قيادياً تابعاً له و٧ قياديين من فصائل مسلحة أخرى بغارة جوية روسية على منطقة أوتايا بغوطة دمشق الشرقية. كما ذكرت قناة (روسيا اليوم) نقلا عن مصادر أمنية سورية تأكيدها مقتل زهران علوش وعدد من قياداته، حيث أوضحت القناة إن مراسلها بالعاصمة السورية دمشق نقل عن المصادر قولها إن الغارة الجوية التي استهدفت علوش وأدت إلى مقتله ونائبه بالإضافة إلى عدد من قيادي التنظيم الإرهابي، كانت في بلدة أوتايا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، حيث استهدفت الغارة مقر اجتماع لقيادة التنظيم الإرهابي بعشرة صواريخ نتيجة ملاحقة استخباراتية للأجهزة الأمنية السورية.
وفي وقت سابق، أفاد مايسمى بالمرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، أن طائرات حربية لا يعلم ما إذا كانت روسية أم سورية استهدفت اجتماعاً لقيادة التنظيم المسلح في غوطة دمشق الشرقية قرب منطقة أوتايا.
إلى ذلك، دعت وزارة الخارجية الروسية إلى إجراء تحقيق أممي في الأنباء عن تهريب مواد تستخدم لإنتاج غاز السارين من تركيا إلى سوريا. وناشدت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم الوزارة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة في سوريا بتولي التحقيق في فضيحة اندلعت في تركيا عام 2013، عندما كشف نائب معارض في البرلمان التركي عن تهريب مكونات ضرورية لإنتاج السارين من أراضي تركيا إلى مسلحين مرتبطين بتنظيم (القاعدة) في سوريا. وأعادت زاخاروفا إلى الأذهان أن النيابة العامة في مدينة اضنة التركية بدأت التحقيق في هذه الفضيحة في العام نفسه، لكن هذا التحقيق تعطل، وتمكن المشتبه بهم الرئيسيين في القضية من تجنب العقاب. وتابعت أنه بعد مرور فترة قصيرة على هذه الحادثة، التي حظيت باهتمام واسع على نطاق العالم، وقع الهجوم الهمجي باستخدام هذه المادة السامة بالذات في غوطة دمشق الشرقية يوم الـ21 من أغسطس 2013، والذي أسفر، حسب بعض المعطيات، عن مقتل وإصابة قرابة 1400 شخص. وأضافت الدبلوماسية الروسية أن الدراسة الشاملة لجميع ملابسات هذا الهجوم، تشير إلى محاولات فبركة أدلة على تورط عسكريين سوريين في الهجوم. واعتبرت أن هذا الهجوم الاستفزازي جاء بغية إثارة تدخل عسكري أجنبي من أجل الإطاحة بالحكومة الشرعية في سوريا. وأعربت زاخاروفا عن أملها في أنه سيتم عاجلا أم آجلا الكشف عن الهوية الحقيقية لمرتكبي هذه الجريمة ومموليها، مشددة على أن آلية التحقيق المشتركة الخاصة بسوريا لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة يجب أن تساهم في الجهود الرامية إلى الكشف عن الحقيقة. ودعت زاخاروفا القائمين على هذه الآلية إلى التحقيق في المعلومات التي قدمها البرلماني التركي وتقديم تقرير بهذا الشأن إلى مجلس الأمن الدولي.
من جانب آخر قال جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن هناك تفاهما روسيا أميركيا بشكل عام حول قائمة التنظيمات التي تنشط في الشرق الأوسط والتي يجب اعتبارها إرهابية. لكنه أقر بأن بعض الخلافات بشأن قائمة هذه التنظيمات الإرهابية مازالت قائمة بين الدول الأخرى المشاركة في مجموعة دعم سوريا. وحول إمكانية إرسال مراقبين أمميين إلى الحدود التركية -السورية، قال جاتيلوف إنه لم يتم النظر في هذه الفكرة من وجهة النظر العملية حتى الآن. لكنه أعاد إلى الأذهان أن آخر قرار تبناه مجلس الأمن بشأن سوريا، يشدد على ضرورة استحداث آلية للرقابة على وقف إطلاق النار.