[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
تقول معلومات وزارة المصالحة في سوريا إن ملفات عدة يشتغل عليها تنبيء بقرب حصول مصالحات في أكثر من مكان في سوريا .. العودة إلى حضن الوطن الطيب باتت رائجة بعدما اكتشف من شذوا أنه غرر بهم، ووعدوا بطيب الأيام، فاذا بها أكذوبات من العيار الرخيص، وأن من وعدوا كانوا المتآمرين على بلادهم وعلى دولتهم وعلى جيشهم وشعبهم وآمالهم في العيش الكريم، وعود أراد أصحابها تصفية حساب الأكثر، وهو مثال النكايات، بل هو قمة تحقيقهم لشعار إسرائيل أولا وأساسا.
سيعود أكثر السوريين الى السلام الذي كان والأمن الذي ليس من بعده والاستقرار الذي لم يكن له شبيه في دول الأمس واليوم .. يعودون الى الدفء الوطني الذي خلاصته حنان البلد على أبنائه. اذ ليس هناك أجمل من عيش كريم كان يتغزل فيه كل من زار سوريا، وكان كل سوري محسودا من أبناء المنطقة على ترف عيشه وهناءة حياته ورخص أسعاره وكل ما يحتاجه المرء في يومياته.
أبسط استفتاء يمكن اجراؤه لدى السوريين في أي مكان سوف يعطينا الاجوبة الخارجة من قلب محب لوطنه، ويكاد يكون متفقا عليه، بأن الجميع يريد سوريا كما كانت، ويريدها بكل حالاتها .. لكن ليس من بلد يحترق بهذه الطريقة يعود الى سابق عهده، ومع ذلك ثمة من يصر على أن سوريا ما أن تنتهي أزمتها حتى نراها في كامل عافيتها وعلى ذات الطريق التي سلكته منذ ما قبل الكارثة.
فلابد من سوريا مهما طال الزمن ووقت الأزمة، اشتاق الجميع إليها، من صمدوا فيها، ومن نزحوا عن قراهم وريفهم ومدنهم او من خرجوا منها الى العالم الآخر أكان عربيا ام غربيا. الكل يشكو البعاد والشوق الى ما كان .. وكلهم يعرفون سحر الذي كان، بل سمعت حوارات عن سوريا الأمس من عديدين يرددون وجع الخروج من الجنة التي كانت كما سموها.
اكتشف كل سوري نقيض ما كان يعيشه في بلاده قبل الأزمة في كل مكان رحل إليه. العالم كله سواء كان قريبا او بعيدا جاف القلب ليس له مشاعر التربة التي انشأت وربت وكبرت وصنعت الرجل والمرأة وهما يكافحان على أرض كلها خير وبركة. كما اكتشف كل سوري صدق النظرية التي تقول إن من لاخير فيه لوطنه لا خير فيه لعالمه الشخصي والعام.
لاشك أنه موسم التأوهات من قبل كل سوري يعيش انتظار جلاء العاصفة التي تضرب وطنه .. احساس صريح ممزوج بالألم على كل دقيقة مرت في سورية وعلى كل التفاتة باتجاه مشهد جميل كان يجب ان يعلق بالبال . فليس هنالك احلى من سورية الا سورية، وليس اغلى منها الا هي بكل حلوها ومرها ، برائحة البازورية العابقة ليل نهار ، بسوق الهال ، وسوق الحميدية ، وكل تراث واقف يحكي قصة ابنائه الذي اشتاقوه وعلمتهم الغربة معنى الالتصاق الوطني .
سورية على الطريق الصحيح والسليم باتجاه العودة الى تراثها الحي ، سواء في مصالحاتها، ام في غربة أبنائها عنها .. مرحلة ستعبر ، لكن اكبر مؤامرة في تاريخها ستسقط وهي تسقط الى غير رجعة، ولن ينجح من ظن أنه سيجني ما خطط له من تدمير وتخريب وقتل للوصول الى أهدافه الدنيئة.
استفاق السوريون جميعا وتلك مرحلة العودة الى الجذور وما أحلاها من نعيم.