دمشق ـ الوطن ـ وكالات:
أصدر الرئيس السوري بشار الأسد قانونا يفرض بموجبه تأشيرات دخول على الرعايا العرب والاجانب الراغبين في العبور الى سوريا، بحسب ما أعلنت صحف سوريا امس الاربعاء. فيما اكد الرئيس الاسد ان "الدولة مستمرة في محاربة الإرهاب والإرهابيين" وذلك خلال تفقد مركز للمهاجرين . في الوقت الذي اعتبر نائب وزير الخارجية ترشح الأسد للانتخابات المقبلة ضمانة لأمن واستقرار سوريا. وتزامن هذا مع تأكيد طهران أن "الانتخابات هي التي تقرر ما اذا كان للأسد مكانة شعبية". فيما اغلقت دمشق سفاراتها في الرياض والكويت وواشنطن. ونشرت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) على موقعها الالكتروني أمس النص الكامل للقرار الذي اقره مجلس الشعب في الرابع من مارس. ويستثني القرار الذي لن يطبق قبل ثلاثة اشهر، رعايا الدول المجاورة او الدول التي وقعت اتفاقات سابقة مع سوريا حول حركة الدخول والخروج. وينص القرار على انه "يحظر دخول أي شخص إلى الجمهورية العربية السورية أو الخروج منها إلا لمن يحمل جواز سفر ساري المفعول أو أي وثيقة تقوم مقامه تخوله حق العودة صادرة عن السلطات المختصة في بلده أو أي سلطة أخرى معترف بها". يضيف "يجب أن يكون جواز السفر أو الوثيقة مؤشرا عليها بسمة من احدى بعثاتنا الدبلوماسية أو القنصلية في الخارج أو أي هيئة أخرى تكلفها حكومة الجمهورية العربية السورية بذلك". ويستثني القرار "رعايا الدول العربية والأجنبية في مناطق الحدود المتاخمة للجمهورية العربية السورية الذين تم إعفاؤهم بموجب نص خاص أو وفق اتفاقيات ثنائية مبرمة بين البلدين"، ورعايا الدول "الذين تم إعفاؤهم بموجب اتفاقيات دولية تكون سوريا طرفا فيها". وقبل هذا القرار، كان يمكن لكل الرعايا العرب دخول الاراضي السورية من دون الاستحصال على تأشيرة. على صعيد اخر قال الرئيس بشار الأسد, امس, خلال زيارته مركز إيواء الدوير للمهجرين بمنطقة عدرا بريف دمشق, إن "الدولة مستمرة في محاربة الإرهاب والإرهابيين الذين شردوا المواطنين من منازلهم، وتواصل تقديم المستلزمات الأساسية للمهجرين إلى أن يعودوا إلى منازلهم". . واضاف خلال جولة له في مركز الإيواء، وفقا لوكالة "سانا" ، إن "الدولة تواصل تأمين المستلزمات الأساسية للمهجرين إلى أن يعود الجميع إلى منازلهم في عدرا وغيرها . وأوضح الأسد للقاطنين في مركز الإيواء أن "الدولة مستمرة في محاربة الإرهاب والإرهابيين الذين شردوا المواطنين من منازلهم ومارسوا جرائم بشعة بحقهما". وكان الآلاف من سكان مدينة عدرا العمالية نزحوا من منازلهم, أواخر شهر يناير الماضي, وذلك نتيجة تصاعد لأعمال العنف والعمليات العسكرية في عدرا العمالية بعد أن دخلها مقاتلون معارضون مؤخرا وسيطروا على أجزاء واسعة منها، في حين أعلن الجيش عن بدء عملية عسكرية باتجاه المدينة, حينها, والتي مازالت تحت سيطرة المقاتلين المعارضين حتى اللحظة. وبحسب منظمات دولية، فر من سوريا 2.5 مليون سوري بسبب الحرب، كما نزح 6.5 مليون شخص من منازلهم داخل سوريا. وفي سياق متصل رأى نائب وزير الخارجية فيصل المقداد أن "ترشح الأسد للانتخابات الرئاسية القادمة، هو ضمانة حقيقية لأمن واستقرار سوريا للمرحلة القادمة"، موضحا أن "الشعب السوري هو من يقرر العملية الديمقراطية، وأن الجولة الثالثة من مفاوضات "جنيف 2" لم تحدد حتى الآن". وأكد المقداد، في تصريح صحفي، أنه "على المعارضة أن تقول ما تريد، ونحن على استعداد لسماع وجهة نظرها"، مشيرا إلى أن "من يقرر العملية الديمقراطية هو الشعب". وأوضح أن "الأسد مثله مثل أي مواطن سوري، إضافة أنه ضمانة حقيقية لأمن واستقرار سوريا، ولقيادة المرحلة القادمة، لإعادة البناء وإعادة تموضع سوريا كقوة حقيقة في المنطقة وضمان حقيقة لمستقبل سوريا"، موضحا ان "حق الترشح يجب أن يتم من خلال الدستور الذي يعطي كل أبناء سوريا هذا الحق"، ومعربا عن اعتقاده بأن الأسد "ابن بار لسوريا، وقدم إنجازات منذ عام 2000 لا يمكن حصرها ،. وحول فيما إذا كانت الانتخابات ستنجح في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي تعيشها بعض المحافظات السورية وعدم تمكن المواطنين من الإدلاء بأصواتهم، أوضح أنه "في حال أقيمت الانتخابات، فإن كل الظروف الإيجابية سيتم توفيرها لكل المواطنين ليساهموا في ذلك، أما قانون الانتخابات العامة الذي يتم مناقشته في مجلس الشعب السوري، فيتم الآن مناقشة مشروع قانون الانتخابات العامة"، وقال: "نحن نعمل على عدم خلق حالة من الفراغ القيادي في سوريا لذلك سنحترم كل ما هو موجود في الدستور السوري وقانون الانتخابات في المضي قدما نحو الأمام. وفي خطوة غير متوقعة أغلقت دمشق سفاراتها في الرياض والكويت وواشنطن. ونقلت تقارير اعلامية عن مصادر دبلوماسية سورية " أنّ لا بعد سياسياً لهذا الموضوع. وأرجعت ذلك إلى مضايقات تتعرّض لها البعثات الدبلوماسية السورية في تلك الدول، خصوصاً مسائل تجديد الإقامات أو تحرّك داخل هذه البلدان أو منح دبلوماسين جدد تأشيرات دخول، أو تضييق على الدبلوماسيين السوريين خلال دخولهم وخروجهم. كذلك أوضحت المصادر أنّ ما حدث لا يسمّى "اغلاق للسفارات" رغم خلّوها من العاملين فيها، بل هو استدعاء من قبل وزارة الخارجية للدبلوماسيين للعودة إلى بلدهم من دون تعيين بدلاء عنهم. ونشر الموقع الرسمي للسفارة السورية في السعودية إعلانا على صفحته الرئيسية، موجّها إلى "مواطني الجمهورية العربية السورية المقيمين بالسعودية"، قائلاً فيه "نرجو ممّن تقدّم بطلب معاملة قنصلية، ولم يقم باستلامها التوجه للسفارة السورية بالرياض لاستلامها بموعد أقصاه 10 أيام من تاريخ 11 مارس 2014". بينما أعلنت السفارة السورية في واشنطن عن اعتذارها عن عدم استقبال معاملات تمديد وتجديد جوازات السفر للمتواجدين في الولايات المتحدة وكندا بدءاً من تاريخ 10/ 3/ 2014 لـ"أسباب فنية. وفي سياق متصل اعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، امس، أن واشنطن، لا تريد حل أزمة سوريا، وتعمل على إطالتها، لذلك لم ينجح "جنيف2"، وشدد على أن "الانتخابات هي التي تقرر ما اذا كان للاسد مكانة شعبية" . واعتبر لاريجاني أنهم "يريدون قتل الشعب السوري من خلال الإرهابيين، ثم يتخلصون من هؤلاء الإرهابيين على الأرض السورية"، مؤكداً في ذات الوقت على أن "فكرة تغيير الشرق الأوسط لن تطبق عبر الإرهابيين، وأزمات المنطقة ستصدر إلى الدول الغربية في نهاية المطاف". من جانبها أكدت بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في القصر الرئاسي ان جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي التقى أمس وزير الخارجية وليد المعلم .