[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/tarekashkar.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]طارق أشقر [/author]
يطل علينا غداً الجمعة يوم جديد سمته المميزة بأنه اليوم الأول من عام2016 الذي يأتي وسط حالة من الترقب في كافة أنحاء المنطقة العربية المتأثرة غالبيتها بتراجع أسعار النفط ومايليها من إجراءات احترازية.
وأينما ساد الترقب، بالضرورة ان توجد فسحة من الأمل، طالما الانسان هو الذي يشعر بحجم الترقب وقادر على تقليل حجمه ، في حين ان الأمل هو ايضا صنيعة انسانية للتكيف مع اي واقع جديد يكون غير متوافق مع فطرة الانسان الميالة للبحث عن السعادة والفرح والاحساس بهما ولو هرباً.
وفي السياق نفسه المتعلق بتلازم المنغصات وفسحة الأمل وسيرهما خطين متوازيان لامناص من تلازمهما في الحياة الانسانية، يسيطر على ساحة السلوك الانساني المنغصات المرورية المتمثلة في حوادث السير التي تظل تشكل الهاجس الأكبر لكل مهتم بالسعي للتقليل منها، خصوصا وانها جزء أصيل من سلوك الانسان المستخدم للطريق سواء كان طرفاً أول او ثاني بلغة المرور ، أو اي طرف آخر وجد نفسه في دائرة المتأثرين بوقوع القدر الذي نسأل الله اللطف فيه دائما.
وفيما تراجعت أعداد الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية في السلطنة في السنوات الأخيرة، والذي جاء بفضل الله واتساع دائرة الوعي بأهمية الانتباه وأخذ الحيطة والحذر خلال القيادة في الطرقات، مما يحسب انجازاً لصالح الجهات القائمة بتنظيم المرور بالبلاد، فضلا عن انه اضافة حضارية لصالح سلوك المواطن والمقيم الذي ادرك بوضوح أهمية اتباع قواعد المرور والالتزام بها من أجل صون حياة كافة مستخدمي الطريق سواء كانوا سائقي سيارات او راكبيها او مشاة أو غيرهم ، إلا ان ذلك التراجع في اعداد الوفيات ينبغي ان يكون محفزاً لمستخدمي الطريق ليسعوا جاهدين لتراجع أعداد الحوادث نفسها البسيطة منها والجسيمة، لينعكس ايجابا على أعداد الاصابات ، بل على عشم الوصول الى معدل (صفر) حوداث ان كان ذلك ممكناً.
إن زيارة خاطفة يقوم بها اي مستخدم طريق لأي من أجنحة الطوارئ او العظام بأحد المستشفيات المرجعية، ربما تكون كافية بأن يأخذ الزائر منها العبر والعظة، ليخرج بعدها من المستشفى وهوعلى قناعة تامة بأهمية ان يبقى منتبهاً ومستيظاً وقتما كان مستخدما للطريق كسائق سيارة مهما اختلف تصنيفها خفيفة كانت أو ثقيلة او معدة او شاحنة أو حتى عابر طريق من المشاة .
كما ان مثل هذه الزيارات التي يرجى منها الكثير على مستوى تعزيز الوعي المروري، يمكنها ان تكون فرصة للتنبيه بخطورة الانشغال بأي شيء آخر اثناء القيادة بغير القيادة، خصوصا الهاتف النقال الذي يبدو ان سرعة التطور في برامجه وخواصه الترفيهية سبقت مسارات التطور في اجراءات تجنب استخدامه اثناء القيادة مثل خاصية التحدث بدون حمل الهاتف
، والسماعة المصاحبة للهاتف وغيرها من الخواص التي شكلت حتى وقت قريب نقلة نوعية في استخدامه مما اسهم في تقليل اثار وجوده بصحبة السائق. غير ان الفرحة بالنقلة في مجال الهاتف لم تستمر طويلا، فتجاوزتها نقلات أخرى مثل تطبيقات الواتساب والاسناب شات وغيرها، التي يبدو انها في حاجة إلى تطبيقات صوتية مرادفة لتطبيقاتها المكتوبة والمصورة لتفي بحاجة من يجد نفسه في مضطراً للتعاطي مع تلك التطبيقات اثناء قيادة السيارة رغم ان ذلك خطأ كارثي.
وكيفما كانت وتيرة التطور في تطبيقات الهاتف ، او في مستوى انشغالات الحياة أثناء القيادة ، تظل قيادة السيارة سلوك انساني ينبغي ان يحرص فيه على اتباع اقصى درجات الحذر والانتباه ، خصوصا وان أي خطأ ينجم عن القيادة خارج نطاقات الحذر كثيرا ما تكون تداعياته خطيرة على حياة الانسان. وبهذا نأمل في أن يطل علينا العام الميلادي الجديد ونحن أكثر وعيا بخطورة الجلوس خلف المقود رغم متعته ، خصوصا وان الخيط الفاصل بين متعة القيادة وخطورتها خيطاً رفيعاً تتقاسم طرفيه كل من القدر المحتوم والانتباه الملزوم به كل سائق سيارة . .. فنسأل الله السلامة للجميع.