أعلنت وزارة الصحة بأن أعداد الزيارات للعيادات الخارجية بمؤسسات وزارة الصحة قد بلغت أكثر من (15) مليون زيارة خلال عام 2014م، وقد تبع الزيادة في أعداد المرضى المراجعين بالعيادات الخارجية والمنومين بالمستشفيات زيادة في الخدمات الأخرى كخدمات المختبرات الطبية والأشعة وخدمات الأسنان، كما بلغ عدد الحالات المعالجة في الأقسام الداخلية بالمستشفيات 319 ألف حالة تقريباً لعام 2014م، كما كانت جملة العمليات الجراحية التي أجريت في هذه المستشفيات حوالي 95 ألف عملية خلال 2014م.

وقد جاء اهتمام وزارة الصحة بالمستويين الثاني والثالث من الرعاية الصحية، إدراكاً منها بأن التقدم الصحي الذي يتمثل في انخفاض معدلات الأمراض المعدية مع ارتفاع متوسط العمر المتوقع عند الولادة سيحول الاحتياجات المستقبلية إلى مكافحة المشكلات الصحية الناتجة عن الأمراض غير المعدية والتي تتطلب رعاية طبية مستمرة ومتقدمة.
وفيما يتعلق بخدمات الرعاية الصحية الأولية ـ ذات التكلفة المنخفضـة والفاعلية العالية ـ فإن وزارة الصحة قد حرصت من خلال خططها الخمسية على دعم وتطوير مؤسسات الرعاية الصحية الأولية واعتبارها المدخل الأساسي لتقديم كافة أوجه الرعاية الصحية للسكان.
وقد شمل ذلك التوسع في نشر المؤسسات الصحية التي تقدم الرعاية الصحية الأولية على امتداد محافظات السلطنة، ودعم تلك المؤسسات وتطويرها لتقديم رعاية صحية أولية وفق مستوى عالٍ من الجودة، وقد أثمرت تلك الجهود بصورة واضحة، حيث شهدت الحالة الصحية للمجتمع العماني تطوراً ملحوظاً. وبنهاية عام 2014م، فقد بلغت جملة مؤسسات الرعاية الصحية الأولية الحكومية في السلطنة إلى (233) مركزاً صحياً ومجمعاً ومستشفى محلياً، منها (230) تديرها وزارة الصحة وتشمل (72) مركزاً صحياً بأسرّة، و(108) مراكز صحية بدون أسرّة، و(21) مجمعاً صحياً و(29) مستشفى محلياً. وكانت السلطنة بالمقاييس العالمية وما زالت من الدول المتقدمة في مجال تحسين حياة سكانها، حيث احتلت السلطنة مركزاً متقدماً في الحفاظ على حياة الأطفال، ففي عام 1970م، كان (118) طفلاً من كل 1000 مولود حي يموتون قبل السنة الأولى من العمر، وانخفض هذا العدد إلى (45) في عام 1985م، ثم إلى (9.8) لكل (1000) مولود حي في عام 2013م، وفي عام 1970م كان (181) طفلاً من كل (1000) مولود حي يموتون قبل سن الخامسة، وانخفض عام 1985م إلى (52) ثم إلى (11.8) عام 2013م، وهذا التقدم الذي حققته السلطنة من أجل بقاء الطفل ونموه تم الاعتراف به وتوثيقه على المستوى الدولي.
ويعزى التحسن في هذه المؤشرات إلى اهتمام السلطنة بمكافحة أمراض الطفولة الخطرة عن طريق تطبيق برنامج التحصين الموسع الذي استهدف الأمراض الآتية: الدرن (السل الرئوي) والتهاب سنجابية النخاع الحاد (شلل الأطفال) والدفتيريا والسعال الديكي والتيتانوس والحصبة، هذا وتم أيضاً إضافة لقاحات ضد التهاب الكبد الفيروسي والحصبة الألمانية والغدة النكافية وطعم المستدمية النزلية النوع بـ (هيموفيلس إنفلونزا)، ومنذ يوليو 2003م تم استخدام الطعم الخماسي تماشياً مع التطور الدولي في تطوير إجراءات التحصين ضد الأمراض الخطرة، وفي عام 2008م تم إضافة طعم ضد المكورات الرئوية وكذلك طعم ضد شلل الأطفال بالحقن كإضافة للطعوم الأخرى، وبسبب ارتفاع معدلات التحصين بنسب تقارب من 100% بقيت السلطنة خالية من مرض شلل الأطفال للسنة السادسة عشرة على التوالي.
تجدر الإشارة إلى أنه لم يتم تسجيل أي حالة تيتانوس (كزاز) حديثي الولادة منذ عام 1995م، ومـرض الدفتريا (أو الخناق) منذ عام 1992م، كما أنه لم يتم تسجيل أي من حالات الحصبة في عام 2014م، بعد أن كانت (68) حالة في عام 1995م. وبسبب سرعة انتشار بعض الأمراض المعدية فقد ارتفعت معدلات الإصابة بالإسهال لدى الأطفال الأقل من خمس سنوات خلال عام 2014م بنسبة 1.3% مقارنة بعام 2010م، وفي المقابل فقد إنخفض معدل الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الحادة لدى الأطفال الأقل من خمس سنوات خلال عام 2014م بنسبة 1.4% مقارنة بعام 2010م، كما انخفضت أعداد الحالات المؤكـدة المصابة بالملاريا من (32) ألف حالة عام 1990م إلى (1193) لعام 2010م واستمر هذا الإنخفاض في العام 2014م ليصل إلى (1001)، علماً بأن أغلبها حالات عدوى وافدة.