[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
إن تاريخ الصحافة التركية، يرجع إلى عهد السلطان محمود الثاني، الذي ارتقى عرش السلطنة العثمانية عام 1808م، حيث امر السلطان بإصدار اول صحيفة باسم " تقويم وقائع" وصدرت في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1831م، واعتبرت اول صحيفة تصدر في الامبراطورية العثمانية، وقد اختار اسم هـذه الجريدة السلطان بنفسه، وذلك ايماناً منه بضرورة انشاء صحيفة تعبر بصورة رسمية عن شؤون الحكومة الداخلية والخارجية، وتتولى نشر وجهات نظر الحكومة على افراد الشعب.
وهذا يؤكد أن نشأة الصحافة في تركيا في بدايتها كانت صحافة رسمية تعبر عن اتجاهات الدولة.
وفي ستينات القرن التاسع عشر، ازداد الاهتمام بالصحافة واتسعت رقعة اصدار المطبوعات وكان من اهم الصحف التي صدرت في تركيا وفي اوروبا صحيفة (ترجماني احوال)، واصدرها كل من شيناسي واغا افندي في عام 1860 وصحيفة (تصويري افكار) التي اسسها شيناسي ايضاً عام 1862.
كما صدرت صحيفة تونا عام 1865م وهي اول صحيفة صادرة في ولاية تونا في فترة حكم (مدحت باشا) لهذه الولاية وقد أسسها فيليب شاهين اوغلو من ديار بكر.
وصحيفة مخبر تأسست عام 1867 وكانت بدايتها على شكل كتابات لكل من علي صوافي وضياء باشا.
وبعد شهر من صدورها في 11 اذار/مارس 1867 تم اغلاق هذه الجريدة بسبب احدى المقالات وبطلب من المجلس الوطني في تركيا.
ثم اعيد اصدار هذه الجريدة في لندن بتاريخ 31 اب/أغسطس 1867 من قبل علي صوافي الذي فر من المعتقل، وفي العدد الاول لصحيفة المخبر الصادرة في لندن كتبت الجملة التالية: (وجدت المخبر بلداً لا يمنع فيه قول الحقيقة) وصدرت من جديد هذه المقدمة (الجملة) تحمل اهمية كبيرة من ناحية الكشف عن الاشتباكات الداخلية والخارجية في فترة صدور الجريدة.
اهم الصحف السياسية التي صدرت خارج تركيا هي صحيفة (الحرية) التي اصدرها (نامق كمال) وزملاؤه في لندن بتاريخ 29 حزيران/يونيو 1869 تحت اسم (جمعية العثمانيون الجديدة).
وكانت توجد العديد من الصحف التي كان لها تأثير في الحياة السياسية والادبية في تلك الفترة وهذه الصحف هي: صحيفة (الزوراء) التي كان يديرها (احمد مدحت افندي) في بغداد عام 1869م، وبرزت صحيفة (عبرت) التي أسسها نامق كمال وزملاؤه في استنبول عام 1871م، صحيفة (سراج) في استنبول عام 1873م مؤسسها ابو الضياء توفيق، صحيفة (تصويري افكار) الصادرة من جديد عام 1909م، ايضاً صحيفة (صباح) التي أسسها لأول مرة شمس الدين في عام 1878 ومن ثم قام احمد مدحت افندي بإصدارها مرة اخرى تحت اسم (ترجماني حقيقت) عام 1878م، صحيفة (ميزان) التي اصدرها المؤرخ مراد بيك في استنبول عام 1886.
اما اول من اهتم بموضوع الطباعة فهم اليهود، حيث يذكر الكاتب اليهودي (افرام غالانتي) أن اول من جلب مطبعة إلى الاراضي العثمانية، هم اليهود وكان ذلك عام 1492م وهي السنة نفسها التي شهدت "رحيلهم" بأعداد كبيرة من اسبانيا في حكم الملك فرديناند، وان تلك المطبعة تم نصبها في استنبول.
إن اليهود يعدون جلب مطبعة احد الاوجه المكملة لتوجهاتهم الاقتصادية والتجارية. وكان اليهود يدركون أن الصحافة افضل وسيلة لتحقيق اهدافهم السياسية والاقتصادية، ومنذ ذلك الوقت استخدموا هذه الاداة الفعالة كما يحدث في الوقت الحاضر للتأثير في الرأي العام سواء على مستوى الاقليات والدول او حتى الرأي العام العالمي، برزت موجة الصحافة المستقلة التي صدرت خلال 1866ـ1867م في مدن استنبول وازمير، والتي استمرت حتى تسلم السلطان عبد الحميد الثاني الحكم في الامبراطورية العثمانية، اذ اعتلى العرش في 31آب/أغسطس عام 1876م، وامر بوضع دستور للبلاد وجاء في المادة الثانية عشرة منه "ان الصحافة حرة ضمن دائرة القانون".