كابول ــ وكالات : شن انتحاري من حركة طالبان هجوما بسيارة ضد مطعم فرنسي يرتاده الأجانب في وسط كابول أمس الجمعة، في اعتداء يعتبر الأحدث بين سلسلة نفذها المتمردون في الآونة الأخيرة. وأصيب أربعة أشخاص على الأقل في الهجوم على مطعم "لوجاردان" الذي يملكه أفغاني والذي تسبب بانفجار قوي واشتعال النيران في المبنى. ويأتي الهجوم غداة إعلان أفغانستان عن محادثات رباعية في باكستان تعقد في الـ11 من يناير بهدف إطلاق مفاوضات السلام مع حركة طالبان. وقال الناطق باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد على تويتر "هذا المساء، نفذ هجوم ضد مطعم للغزاة الأجانب". على حد تعبيره.
وأكد قائد الشرطة القضائية في كابول فريدون عبيدي ومصدر غربي لوكالة الصحافة الفرنسية أن الهدف كان مطعم "لو جاردان" الفرنسي الذي يملكه أفغاني ويقع في حي يضم مقرات العديد من المنظمات غير الحكومية الأجنبية. وقال مصور وكالة الأنباء الفرنسية إن الشرطة فرضت طوقا في محيط المكان وإن الدخان كان يتصاعد من المطعم. وأعلنت وزارة الصحة الأفغانية أن أربعة أشخاص نقلوا إلى المستشفى لإصابتهم بجروح بدون تأكيد جنسياتهم. ونفت تقارير إعلامية أشارت إلى مقتل صبي في العاشرة من العمر. وتستهدف حركة طالبان عادة القوات الأفغانية وقوات الأطلسي وكذلك مطاعم وفنادق يرتادها الأجانب.
ويأتي الانفجار بعد أيام على قيام قائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف بزيارة إلى كابول في محاولة للتحضير لإطلاق محادثات سلام جديدة مع متمردي طالبان. واتفق الطرفان على جولة أولى من الحوار بين أفغانستان وباكستان والولايات المتحدة والصين في الـ11 من يناير من أجل وضع خارطة طريق شاملة للسلام، كما أعلن مسؤولون في كابول. وكانت باكستان ــ الداعمة تاريخيا لحركة طالبان ــ استضافت أول جولة من المحادثات في يوليو لكن المفاوضات تعثرت بعدما أكد المتمردون وفاة زعيمهم الملا عمر. وتعتبر أفغانستان أن مساهمة باكستان في عملية السلام حيوية لحمل حركة طالبان إلى طاولة المفاوضات. لكن محللين يحذرون من أن إجراء مفاوضات جوهرية لا يزال أمرا بعيد المنال. والاثنين الماضي وبعد يوم على زيارة شريف، فجر انتحاري من طالبان سيارته المفخخة قرب مطار كابول ما أدى إلى مقتل مدني في هجوم استهدف قافلة لقوة حلف شمال الأطلسي. وتقاتل القوات الأفغانية حاليا لطرد متمردي طالبان الذين سيطروا على مناطق واسعة في منطقة سانغين الغنية بالأفيون في ولاية هلمند بجنوب البلاد. وهجوم الجمعة يعيد إلى الأذهان الهجوم على مطعم لبناني كان يرتاده الكثير من الأجانب أيضا في يناير 2014 خلف 21 قتيلا بينهم 13 أجنبيا. وحاول الزبائن آنذاك الاحتماء تحت طاولات المطعم حين فجر انتحاري سترته الانتحارية أمام المدخل المحصن للمطعم، فيما قام انتحاريان آخران بالدخول مطلقين النار. وفي ديسمبر السنة الماضية فجر انتحاري نفسه قرب حشد كان يحضر مسرحية في المركز الثقافي الفرنسي في إحدى المدارس التي يديرها فرنسيون ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة أكثر من عشرين بجروح.