دمشق ـ الوطن:
التقت مؤخراً الفنانة السورية سلاف فواخرجي طلاب دبلوم السينما في دمشق لتتحدث عن تجربتها الفنية في التمثيل والإخراج.
كان من الطبيعي أن تبدأ فواخرجي حديثها بالعودة إلى البدايات وكيف أن حب التمثيل تملّكها، وقد ظل هذا الحب ضمن محيط العائلة إلى أن طلب منها المخرج ريمون بطرس دون أن يعرف أنها تهوى التمثيل والذي كان صديقاً لعائلتها أن تمثل معه في فيلم يقوم بالتحضير له، خاصة وأن الشخصية التي ستجسدها هي شخصية واقعية تشبهها كثيراً، مؤكدة فواخرجي أن بطرس علّمها أموراً كثيرة ما زالت تتذكرها حتى الآن عند القيام بأي دور، وأهم ما تعلمته كيف تنظر إلى الشخصية المقابلة لها وتخاطبها من خلال عينها، وشيئاً فشيئاً دخلت في لعبة التمثيل التي هي كذبة ولكن يجب على الممثل أن يصدقها ويؤمن بها عند الوقوف أمام الكاميرا، مشيرة إلى أنها تشعر بحالة تحوّل أمامها بحيث لا يمكن أن ترى أمامها إلا أطيافاً للمحيطين بها.
كما تحدثت فواخرجي عن تجربتها السينمائية الثانية “نسيم الروح” إخراج عبد اللطيف عبد الحميد الذي كان كما قالت اسماً على مسمى، منوهة إلى أن الجمهور بدأ من هذا الفيلم يعرفها جيداً.

رسائل الكرز
وعن تجربتها الإخراجية الأولى "رسائل الكرز" ومقارنتها بتجربتها التمثيلية الأولى تؤكد فواخرجي أن تجربتها الإخراجية الأولى كانت أهم من تجربتها التمثيلية الأولى، وهذا أمر طبيعي نظراً للفارق الزمني بينهما، فالتجربة الإخراجية خاضتها بعد نضوج فني وخبرة، في حين أن ذلك لم يكن موجوداً في التجربة التمثيلية الأولى التي كانت فيها ممثلة تعمل تحت إمرة مخرج، أما في تجربتها الإخراجية فكانت هي من تقود العمل وتعبّر من خلاله عما تريد، وتنوه فواخرجي كذلك في حديثها للطلاب إلى أنه لم يخطر ببالها في يوم من الأيام أن تميل باتجاه الإخراج، لكن ولأنها من النوع الذي يحب أن يتعلم دائماً ولديه أفكار بشكل دائم خاضت هذه التجربة لتقول ما تريده ولتعبّر عما تشعر به، وهذا لم يحدث إلا بعد تفكير وتحضير طويل، ولم تخفِ فواخرجي أن الخوف كان يتملكها من هكذا تجربة إلا أنه لم يمنعها من الإقدام عليها لأنها مغامِرة وتحب الخوض في التجارب لأقصى حد، مستفيدة من خبرتها الفنية التي كانت لا تكفي برأيها، لذلك اجتهدت كثيراً واعتمدت على ما يقوله لها إحساسها. من هنا تؤكد أنها راضية كل الرضا عن تجربتها السينمائية الأولى دون أن تدّعي أنها بلا أخطاء، ويسعدها أن الهدف من الفيلم برأيها تحقق، ورسائلها فيه قد وصلت للجمهور، وهذا هو الأهم.

حاتم علي مدرسة
وردّاً على بعض الأسئلة التي تناولت تجربتها التلفزيونية مع المخرج حاتم علي توقفت فواخرجي عند مجموعة من الأعمال التي شاركت فيها تحت إدارة حاتم علي ولاسيما "عصي الدمع" و"ملوك الطوائف" مشيرة إلى أن تجربتها معه كانت تجربة مختلفة، منوهة إلى أنه يمتلك شخصية قيادية بطريقة صامتة، وواثق مما يفعله ودائم القلق وهو يشبهها في هذه الحالة، مبينة أن لعلي قدرة كبيرة على بثِّ داخل الممثل الذي يقف أمامه تحدٍ كبير ليقدم أفضل ما عنده وهو بذلك يشكل حالة ومدرسة بطريقة اختياره للنص أو للممثلين، وأشارت إلى أن مسلسل "عصي الدمع" من الأعمال التلفزيونية السورية الهامة بفكرته، في حين تعتبر "ملوك الطوائف" محطة شديدة الأهمية في مسيرتها الفنية. وتبيّن فواخرجي أن المخرجين الذين يعملون على الممثل والتدخل باتجاه بناء الشخصية قلائل، لذلك تؤكد على أن الممثل يجب أن يجتهد ويبادر، موضحة أن علاقتها مع كل المخرجين كانت ولا زالت مميزة، إلا أنها أشارت إلى ضرورة أن يسود الحب والتفاهم فريق عمل أي مسلسل لأن ذلك يؤثر إيجابياً على ما سيقدَّم، العمل مع من نحب مختلف، مبينة أن لكل مخرج تعاملت معه طريقة مختلفة عن الآخر ولكنها كانت مع كل واحد منهم شريكة فاجتهدت وبادرت وكانت في تحدٍّ دائم مع نفسها لتقدم الأفضل. وما بين التمثيل والإخراج والفرق بينهما ترى فواخرجي أن الفارق كبير حيث في الإخراج يكون المخرج هو المسؤول عن كل شيء من الألف إلى الياء، ولا تنكر أن شخصيتها اختلفت بعد خوضها تجربة الإخراج، وأنها تستطيع أن تقول اليوم بعد هذه التجربة أنه كان لديها شغف كبير بالتمثيل وقد أصبح عندها اليوم شغف آخر هو الإخراج، تعبّر من خلاله عما تريد أن تقوله، معلنة أنها ستكرر هذه التجربة قريباً، أما على صعيد التمثيل ما بين السينما والتلفزيون والمسرح فلا فرق برأيها من حيث المبدأ، فالمهم أن يكون الممثل صادقاً وقادراً على تبنّي الشخصية التي سيجسدها مهما كان نوعها، مع إشارتها إلى ضرورة التكثيف في السينما لأن كل لقطة فيها لها وقتها وزمنها، ولأن فواخرجي بدأت مسيرتها الفنية من خلال السينما توضح أنها تعودت على التكثيف وكذلك تعلمت الصبر (تصوير لقطة قد يحتاج يوماً كاملاً) وهذا أفادها كثيراً في عملها في التلفزيون.
وإجابة عن أحد الأسئلة التي تناولت الخطوط الحمراء في عملها الفني تؤكد فواخرجي أن لا خطوط حمراء في عملها، انطلاقاً من إيمانها وثقتها بنفسها وقدرتها على أداء كل ما يُطلَب منها بالطريقة التي تراها مناسبة، شرط أن يأتيها الدور الذي تؤمن به وتصدقه.