[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/mohamedabdel.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]محمد عبد الصادق[/author]
” أتمنى أن يغير المواطن العربي ثقافته التي تفضل العمل المكتبي وتستنكف تعلم الحرف اليدوية والمهن الفنية, لابد أن يتعود الشاب العربي أن يعمل بيديه ويتقن الأعمال والحرف التي يحتاجها المجتمع, ولا مانع من تحويل مساره التعليمي إذا كان هناك تشبع أو وفرة في تخصصه ويتجه لمجال عمل يحتاجه سوق العمل من خلال الالتحاق بالمعاهد الفنية أوالدورات التدريبية المتخصصة, بدلاً من انتظار الوظيفة المكتبية.”

ودعنا 2015 بحلوه ومره, بكل ما فيه من نجاحات وانتكاسات, ولكن طوينا صفحته وأصبح ماضياً وتاريخاً, ونستقبل عاماً جديداً نتمنى أن يكون أحسن من سابقه, يحدونا الأمل أن يعم الخير والمحبة والسلام شعوب العالم جمعاء وأن يحمل لنا 2016م الخير والرخاء و تتحقق فيه الأمنيات والإنجازات حتى لو كانت خجولة, وتخيب فيه الظنون السيئة, وتختفي الأحداث المؤسفة, والأخبار المحبطة, وتتلاشى الضغوطات الاقتصادية التي تنغص عيشة المواطن واستقراره , أحلم باكتشافات علمية توفر حلولاً تساعد البشر على تحسين نوعية حياتهم وتسد حاجتهم من الغذاء والمياه دون الإضرار بالبيئة أو التأثير الضار على المناخ وإنتاج أدوية جديدة تخفف آلام المرضى و تشفي الأمراض المستعصية, أحلم أن تختفي الصراعات والحروب, والمجاعات, ويعود التعاون والتقارب من أجل عمار الأرض وخير البشرية.
أتمنى أن يدرك الشباب العربي قيمة العمل ويتحلى بالطموح والقدرة على إعمال الفكر والوصول للإبداع في شتى المجالات وألاً يفقد الحلم والخيال والتطلع للمستقبل وألاّ يشغل باله بالتفاهات ويبتعد عن الخرافة والجهل وإهدار الوقت فيما لا يتفع ولا يفيد , ويتخلص من داء الاتكالية وآفة الكسل وينأى بنفسه عن الأفكار الهدامة, ويتسلح بالعلم والمعرفة والجد والمثابرة على تحصيل العلم, ويثق في قدراته وينمي مهاراته ويؤمن بأهمية دوره في بناء المجتمع, وبأنه القوة الفاعلة القادرة على التغيير والتحديث والابتكار وأن بمقدوره تحقيق التنمية لوطنه وولوج المستقبل دون خوف.
عليه أن يستغل حيويته ونشاطه فيما ينفع مجتمعه, ويحسن استثمار الفرص المتاحة, ويثبت أنه على قدر المسؤولية.
أتمنى أن يؤمن الجيل القديم بأهمية تواصل الأجيال, ويمد يد المساعدة للأجيال الشابة, وألاّ يبخلوا بخبراتهم وعلمهم ونصائحهم على الشباب, وأن يتذكروا فضل الأجيال التي سبقتهم, وكيف أخذت بأيديهم وساندتهم وهم بعد في بداية الطريق, وفي نفس الوقت , على الجيل الجديد التخلي عن الغرور, والتحلي بالصبر والسعى للتواصل مع الأجيال القديمة للحصول على خبراتهم والتواضع في طلب العلم والمعرفة , وألاّ يعيش الشباب في وهم أنهم يعلمون كل شيء ويفهون كل شيء, وأن الجيل القديم في حالة نزاع أو صراع معهم للنيل من كفاءتهم أو تحقير إنجازاتهم, فسنة الحياة التواصل بين الأجيال, وانتقال المعرفة وتراكم الخبرات من جيل إلى جيل لما فيه مصلحة الوطن الذي لا يتقدم إلاّ بالاستقرار والتلاحم والتعاون بين أجياله المختلفة دون أن يجور جيل على آخر.
أتمنى أن تتلاشى الويلات ويختفي العنف من العالم, وأن يحل الأمن والسلام مناطق الصراع في بلادنا العربية, و تعود قيم الرحمة والإنسانية و التسامح والغفران بدلاً من التنمر والتربص والافتراس. أتمنى أن تعود البسمة لوجوه أطفال سوريا واليمن وليبيا والعراق, ويزول البلاء والكرب وتنقشع الغمة عن البلاد العربية المأزومة, ويعود اللاجئون لديارهم, ويتوقف صوت الدمار والخراب, ويحتكم المتصارعون لصوت العقل , لتعود عجلة الحياة وتتوحد السواعد, وتبذل الجهود لبناء وإعمار هذه البلدان العزيزة على قلب كل عربي أصيل.
أتمنى أن يعود للإنسان رشده ويرأف بحال أمنا الأرض, ويكف يده عن الإضرار بالبيئة, وعدم الجور على مصادر المياه, ويتوقف عن إزالة الغابات والمناطق الخضراء من أجل الحصول على منافع استهلاكية زائلة؛ ضارباً عرض الحائط بتداعيات تلك الممارسات على كوكب الأرض من تصحر وارتباك في منظومة المطر والجفاف وقدوم الأعاصير والفيضانات وارتفاع مياه البحار والمحيطات وتعريض مناطق واسعة من العالم للغرق والاختفاء, أتمنى أن يرشد الإنسان استهلاكه للموارد الطبيعية ويعمل حساب الأجيال القادمة, ويتجه لمصادر الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة.
أتمنى في العام الجديد أن تتخلص الدول العربية البترولية من فتنة النفط, وتنفك من أسر المصدر الوحيد للثروة, وتتجه لتنويع مصادر دخلها, واستغلال إمكانياتها البشرية والطبيعية, في إحداث تنمية مستدامة, وتوليد فرص عمل حقيقية تستوعب الأيدي العاملة الجديدة الداخلة لسوق العمل , وإفساح المجال للمبادرات الشبابية والعمل الحر بعيداً عن الروتين الحكومي , وأن ترشد الحكومات إنفاقها فيما يصب في صالح مجتمعاتها والحد من الإسراف والبنود الترفيهية.
أتمنى اختفاء عبارة « حقي في النفط» من قاموس الشباب, واستبدالها بعبارات :»حقي في الحصول على فرصة عمل كريمة», وحقي في المعرفة والحصول على نوعية تعليم متطور, وحقي في الحصول على الرعاية الصحية و الاجتماعية , حقي في ممارسة هواياتي الرياضية والثقافية.
أتمنى أن يغير المواطن العربي ثقافته التي تفضل العمل المكتبي وتستنكف تعلم الحرف اليدوية والمهن الفنية, لابد أن يتعود الشاب العربي أن يعمل بيديه ويتقن الأعمال والحرف اليدوية التي يحتاجها المجتمع, ولا مانع من تحويل مساره التعليمي إذا كان هناك تشبع أو وفرة في تخصصه ويتجه لمجال عمل يحتاجه سوق العمل من خلال الالتحاق بالمعاهد الفنية أوالدورات التدريبية المتخصصة, بدلاً من انتظار الوظيفة المكتبية.
أتمنى أن يثق القطاع الخاص العربي في إمكانياته وقدراته, و يتخلص من تحفظه في الاستثمار والتوسع بموارده وأمواله الخاصة داخل بلده, بدلاً من الاعتماد كلياً على الإنفاق الحكومي والركون إلى الاقتراض من البنوك, فالمرحلة الراهنة تتطلب من رجال الأعمال والقطاع الخاص بعض المخاطرة, وإعلاء المصلحة الوطنية, والإيمان بحق الوطن في إقامة المشروعات على أرضه وتشغيل أبنائه ويكفي الحكومات تقديم الخدمات وتوفير البنية الأساسية اللازمة لإقامة تلك المشروعات في ظل قوانين وتشريعات متطورة و مرنة تجذب الاستثمار وتشجع المستثمرين وتعطي للقطاع الخاص حقوقه, دون الافتئات على حق الدولة أوالمجتمع.