بشار الجعفري يتهم تركيا بدعم (داعش) وبوتين لم يبحث مع كيري مشاركة الأسد في الانتخابات القادمة

دمشق ــ الوطن ــ عواصم ــ وكالات:
أحكم الجيش السوري أمس، سيطرته على عمق مدينة الشيخ مسكين بريف درعا ودوارها الرئيسي وجامع العمر، قاطعا طرق إمدادات المسلحين في ريف درعا باستهدافها نارياً، يأتي ذلك فيما سقط 11 قتيلا على الأقل من إرهابيي (النصرة) بينهم قادة بالتنظيم المتطرف بنيران الجيش السوري في مدينة الشيخ مسكين بريف درعا الشمالي. فيما اتهم بشار الجعفري مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة تركيا بتقديم مساعدة مباشرة لتنظيمات إرهابية تحارب داخل سوريا. في وقت نفى فيه الكرملين ما تناقلته وسائل الإعلام حول طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإشراك الرئيس السوري بشار الأسد في انتخابات 2017، وذلك أثناء لقائه مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
وتابعت وحدات الجيش السوري في درعا عملياتها العسكرية على محور مدينة الشيخ مسكين وسط فرار جماعي للإرهابيين منها ودمرت تجمعات وراجمة صواريخ للتنظيمات الإرهابية بالريف الشرقي. وقال مصدر عسكري في تصريح لـ (سانا) إن وحدات من الجيش واصلت تقدمها على محور مدينة الشيخ مسكين بريف درعا الشمالي وتقدمت داخل المدينة على عدة محاور وصولا إلى منطقة الدوار والمساكن العسكرية. وأشار المصدر إلى أن وحدات الهندسة في الجيش السوري قامت بإزالة المفخخات والعبوات الناسفة التي زرعتها التنظيمات الإرهابية في المناطق الشمالية والشرقية لمدينة الشيخ مسكين بعد سقوط عدد من أفرادها قتلى ودحر من تبقى منهم من تلك المناطق لافتا إلى أن التنظيمات التكفيرية نقلت غرفة عملياتها من الشيخ مسكين إلى مدينة نوى بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في عمليات للجيش خلال اليومين الماضيين.
إلى ذلك ذكرت مصادر ميدانية لـ (سانا) أن وحدة من الجيش أوقعت 7 إرهابيين قتلى ومصابين كانوا يتحصنون بأحد الأوكار عند دوار مدينة الشيخ مسكين ودمرت لهم مربض هاون في الجزء الشرقي من المدينة بالتزامن مع تدمير سيارتين وإيقاع 8 إرهابيين بين قتيل ومصاب كانوا بداخلهما على طريق إبطع/الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي. وقُتل مسؤول عمليات (جبهة النصرة) في مدينة درعا إلى جانب مسؤول مايسمى بـ (لواء جند الرحمن) التابع للمسلحيين المدعوّ يوسف العمّار في الاشتباكات مع الجيش السوريّ في مدينة الشيخ مسكين. كذلك سيطر الجيش السوريّ على معسكر اللواء اثنين وثمانين وتلّ الهشّ بالكامل، وبذلك يكون قد أحكم سيطرته على الجزء الشماليّ الشرقيّ من مدينة الشيخ مسكين.
وفي وقت سابق، أحكمت وحدات من الجيش سيطرتها على قرية برج القصب والنقطة 1044 بالريف اللاذقية الشمالي وفرضت السيطرة على مساحات جديدة في محيط مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي وعلى جبلي مهين الكبير والصغير وبلدة مهين ومستودعاتها وقريتي الحدث وحوارين بريف حمص الجنوبي الشرقي، في وقت أوقعت فيه وحدات ثانية 10 قتلى بين صفوف إرهابيي مايمسى بـ (جيش الفتح) الارهابي في ريف حماة الشمالي وقضت على 21 إرهابيا بينهم متزعم في تنظيم (النصرة) في جبل شحشبو واللطامنة ومعركبة، فيما دمر سلاح الجو السوري مقرات وتحصينات لإرهابيي تنظيم (داعش) في منطقتي دير حافر والباب بريف حلب ومحيط حقل شاعر وجنوب بيارات تدمر بريف حمص الشرقي. وفي التفاصيل أعلن مصدر عسكري السيطرة على مساحات جديدة في ريف اللاذقية الشمالي بعد تكبيد التنظيمات الارهابية خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد. وقال المصدر في تصريح لـ (سانا) " إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية نفذت عمليات اتسمت بالدقة وسرعة التنفيذ أحكمت خلالها سيطرتها على قرية برج القصب والنقطة 1044 بريف اللاذقية الشمالي". ولفت المصدر إلى القضاء على أعداد من الإرهابيين وتدمير ما بحوزتهم من أسلحة وذخيرة مبينا أن السيطرة تبعتها عمليات تمشيط للمنطقة وتفكيك العبوات الناسفة التي زرعها الارهابيون لإعاقة تقدم الجيش. وكانت وحدات من الجيش أحكمت سيطرتها في 24 الشهر الجاري على تلة الشيخ محمد والمرتفع 5ر1281 شمال شرق تلة كتف الغدر بالريف الشمالي الشرقي بعد القضاء على عدد كبير من الإرهابيين بعضهم من جنسيات غير سورية. وتواصل وحدات الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية عملياتها العسكرية في ريف اللاذقية الشمالي موسعة نطاق سيطرتها حيث شهدت الأسابيع القليلة الماضية فرار مئات الإرهابيين المرتزقة عبر الحدود التركية باتجاه مموليهم في نظام أردوغان الاخواني وذلك جراء تكبدهم خسائر كبيرة بعد سيطرة الجيش العربي السوري على أغلبية التلال الحاكمة في ريف اللاذقية الشمالي.
إلى ذلك أعلن مصدر عسكري فرض السيطرة على مساحات جديدة في محيط مدينة الشيخ مسكين خلال العملية العسكرية التي بدأتها وحدات الجيش والقوات المسلحة صباح أمس في ريف درعا الشمالي. وقال المصدر في تصريح لـ (سانا) إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة أحكمت سيطرتها على تل الهش ومعسكر اللواء 82 بالكامل المحاذي لمدينة الشيخ مسكين شمال مدينة درعا بنحو 22 كم. وأكد المصدر تكبيد التنظيمات الارهابية خسائر كبيرة بالأفراد وتدمير عدد من آلياتهم خلال العملية المتواصلة بنجاح على اتجاه المدينة التي ينتشر فيها إرهابيون من (النصرة). وكانت وحدات الجيش فرضت سيطرتها أمس على عدد من المواقع داخل مدينة الشيخ مسكين ومحيطها بعد ساعات قليلة من بدء العملية العسكرية الرامية إلى اجتثاث الإرهابيين منها.
وفي وقت لاحق من ظهر أمس أشار المصدر إلى أن وحدة من الجيش أردت عددا من الإرهابيين قتلى وأصابت آخرين ودمرت ما بحوزتهم من ذخيرة وعتاد حربي شمال مزرعة الغزلان في بلدة عتمان الواقعة إلى الشمال من مدينة درعا. ولفت المصدر إلى سقوط أعداد من الإرهابيين بين قتيل ومصاب وتدمير عتاد حربي وأسلحة كانت بحوزتهم في رمايات نارية وجهتها وحدة من الجيش على أوكارهم وبوءرهم في مخيم النازحين بدرعا البلد.
سياسيا، ذكر بشار الجعفري مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، في رسالة بعث بها إلى أمين عام الأمم المتحدة ومجلس الأمن نشرت على الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة أمس أن الجماعات المسلحة تشن "حربا إرهابية غير مسبوقة" ضد سوريا منذ عام 2011، مضيفا أن الإرهابيين يتمتعون بدعم القوى الإقليمية بما فيها تركيا وحكومات دول أخرى. وتحدث الجعفري عن أشكال متنوعة للتدخل التركي في شؤون بلاده، بما في ذلك "مشاركة القوات المسلحة التابعة لنظام الرئيس التركي بصورة مباشرة في عمليات عسكرية هجومية دعما للإرهابيين". ومن بين الاتهامات التي وجهها الدبلوماسي السوري إلى أنقرة، تقديم المساعدة للإرهابيين في التسلل إلى الأراضي السورية. واعتبر الجعفري أن أردوغان يريد "إنعاش الإرث الاستعماري العثماني"، مشيرا في هذا الخصوص إلى سعي أردوغان إلى حماية الناطقين باللغات التركية الذين يقطنون في الدول الأخرى. كما تحدث الدبلوماسي عن تورط أنقرة في جرائم ترتكب بحق اللاجئين السوريين الذي فروا من هجمات "داعش" والنصرة" والتنظيمات الإرهابية الأخرى. واعتبر أن تهريب البشر يتم "بعلم وبدور مباشر" لمنظمات تركية تسيطر عليها حكومة أردوغان. ودعا الجعفري المجتمع الدولي إلى وضع حد للانتهاكات والجرائم التي ترتكبها الحكومة التركية ضد سوريا وضد اللاجئين السورييين. كما أشار الدبلوماسي في هذا الخصوص إلى حادثة إسقاط قاذفة (سوــ 24) الروسية في الأجواء السورية من قبل سلاح الجو التركي يوم 24 نوفمبر الماضي، معتبرا أن هذه الجريمة تمثل دليلا آخر على تورط أنقرة في تقديم الدعم العسكري المباشر للتنظيمات الإرهابية في سوريا ومحاولات التستر عن تهريب النفط من سوريا وتوريد الأسلحة للمسلحين.
من جانبه، نفى المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أمس ما تناقلته وسائل الإعلام حول طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإشراك الرئيس السوري بشار الأسد في انتخابات 2017، وذلك أثناء لقائه مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري. قائلا "لا إن ذلك عار عن الصحة".
وجرى أثناء اللقاء مع وزير الخارجية الأميركي بحث آفاق التسوية السياسية في سوريا والعملية المتعددة المراحل لهذه التسوية. وأكد الرئيس بإصرار على أنه لا يمكن تقرير مستقبل النظام السوري الداخلي من الخارج، وأن الشعب السوري فقط قادر على ذلك". وكانت وكالة "بلومبرغ" قد نقلت عن "مصادر مطلعة" في وقت سابق أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد لوزير الخارجية الأميركي جون كيري ضرورة إشراك الرئيس السوري بشار الأسد في الانتخابات عام 2017.
وبحسب الوكالة، فإن الرئيس الروسي أعرب خلال لقائه مع الوزير الأميركي في 15 ديسمبر عن قناعته بأن الأسد سيفوز بالانتخابات في حال مشاركته. وأشار الرئيس الروسي إلى أن موسكو لا تعارض مشاركة جماعات المعارضة السورية في العملية السياسية، لكن ذلك فقط في حال تخليها عن القتال. من جانبه لم يتفق كيري مع بوتين وأشار إلى أن واشنطن قد بدأت إعداد قواعد للتصويت ستحد من فرص الأسد في تحقيق الفوز.
يذكر أن موسكو أعلنت مرارا أن مسألة تحديد شكل الدولة السورية في المستقبل واختيار قيادتها يعودان للسوريين فقط.