آلام مستمرة وصمود لن يقهر لعائلتي أبو جمل وعليان

رسالة فلسطين المحتلة ـ من رشيد هلال وعبد القادر حماد:
أعربت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية عن ادانتها واستنكارها الشديد لإقدام جيش الاحتلال الاسرائيلي على اقتحام منازل الشهداء واغلاقها بالإسمنت المسلح تمهيدا لهدمها.
وأكد د. مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية على أن هذه الجرائم لن تثني أبناء الشعب الفلسطيني من مواصلة ما اختاره من طريق الكفاح والتصدي لممارسات الاحتلال وقطعان المستوطنين، معتبرا أن ما جرى لمنازل عوائل الشهداء "الجمل وعليان" في جبل المكبر هو حلقة في سلسلة الجرائم والاعتداءات الهمجية التي يقوم بها جيش الاحتلال ومحاولة بائسة منه لوقف الانتفاضة والسيطرة عليها.
واعتبر أن هذه الجرائم تعد بمثابة دليل دامغ على انتهاج الحكومة اليمين المتطرفة "لسياسة العقاب الجماعي التي تعد خرقا فاضحا لكافة الاعراف والمواثيق الدولية، داعيا في الوقت ذاته إلى تصعيد وتيرة الانتفاضة بالتوازي مع توسيع حملات المقاطعة والعزل لاسرائيل وسحب الاستثمارات منها معاقبة لها على ارتكابها لمثل هذه الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني.
ودعا د . البرغوثي جماهير الشعب الفلسطيني للالتفاف حول عوائل وأسر الشهداء ومؤازرتهم والتمترس معهم لصد هجمات واعتداءات جيش الاحتلال والوقوف في وجهه كي يتراجع عن سياساته القمعية سيما وان ابناءهم وبناتهم قدموا ارواحهم واغلى ما يملكون تضحية وفداء لحريتنا وكرامتنا مطالبا المجتمع الدولي للوقوف عند مسؤولياته والضغط على اسرائيل لوقف جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
وحول أوضاع تلك العائلات فتستمر الآلام والمعاناة التي حلت على منازل عائلتي الشهيدين أبو جمل وعليان.. فجثامين أبنائهم (علاء وبهاء) محتجزة ومنازلهم أغلقت وهدمت، ولم يبق لهم سوى الصبر والصمود ليراهن عليه الاحتلال أن يقهره، لكن أهالي الشهداء صابرون صامدون رغم كل ذلك. بعد أن هدم منزل عائلة الشهيد عليان واغلق منزل أبو جمل، تؤكد العائلتان "الحجر لن يكون أغلى من أرواح الشهداء... وما خلفه الاحتلال من تخريب ودمار هي وقود لنا ونستمد منها القوة والعزيمة بأننا لن نرضخ للاحتلال."
واقتحمت قوات كبيرة من الوحدات الخاصة قرية جبل المكبر بالقدس المحتلة، وانتشرت على مداخل القرية واغلقت كافة الطرقات المؤدية الى منزل الشهيدين علاء وبهاء، قبل اقتحامهما وطرد السكان بالخارج رغم برودة الطقس وهطول الأمطار.
وقال والد الشهيد علاء أبو جمل بحسب تقرير صحفي بثته وسائل اعلام فلسطينية:" اقتحم الاحتلال البناية بأكملها المكونة من 3 طوابق، وأخرجنا بالقوة من داخلها، وقام بتفتيش بعض الغرف وتخريب محتوياتها، ثم شرعت القوات بإغلاق نوافذ المنزل وصب الباطون داخله، واستمرت العملية حوالي 8 ساعات، وتم صب 180 كوبا من الباطون داخل المنزل، البالغة مساحته 100 متر مربع."
وأوضح والد الشهيد علاء ان المنزل يعود لشقيقة الشهيد صفاء أبو جمل، وكانت تعيش فيه مع زوجها وطفلتين، وقرار الهدم والمصادرة جاء لهذا المنزل بناء على معلومات سرية بأنه يعود للشهيد علاء.
وأضاف والد الشهيد أن الحجر لا يساوي أمام تضحية علاء..."الحجر في غيره.. وما بتهمنا قرارات الاحتلال التي تريد معاقبة اهالي الشهداء بكل الوسائل."
ولفت والد الشهيد علاء أن بلدية الاحتلال سلمت (اخطارات هدم إدارية) لمنزل محمد أبو جمل – شقيق الشهيد علاء-، بحجة البناء دون ترخيص، وهو قائم منذ عام 2001، ولمنزل الشهيد علاء أبو جمل، علما انه قائم منذ عام 1995.
ونفذ الشهيد علاء أبو جمل في شهر أكتوبر الماضي، عملية دهس وطعن ادت الى مقتل واصابة عدة مستوطنين.
اما والد الشهيد بهاء عليان فوقف فوق انقاض منزله المهدم.. ليرجع بذكريات تعود لسنوات السبعينات.. عندما اغلق الاحتلال منزل والده بعد اعتقاله بتهمة مقاومة الاحتلال.. ويعيد التاريخ نفسه اليوم بإغلاق منزله بعد تنفيذ ابنه عمليه طعن واطلاق نار في اكتوبر الماضي.
وقال والد الشهيد بهاء في تصريحات صحفية:" لا بأس أن نكون اليوم بالعراء فما يحدث اليوم هو فصل جديد في فصول النكبة واللجوء الفلسطيني.. اليوم سأنصب خيمة أمام منزلي ولن اترك هذا المكان.. سأتحمل برد الشتاء والمبيت في العراء في خيمة.. فبرد شتاءنا لن يكون ابرد من برودة الثلاجة علی جسد بهاء."
وأضاف والد الشهيد: البيت اليوم وكأنه لم يكن.."فالحجر لن يكون أغلى من روح بهاء" وهذه احدى وصايا الشهيد.. اليوم سنواصل معركة استعادة جثامين أبنائنا لدفنهم حسب الأصول الإٍسلامية.
ولفت أن الاحتلال شرد باغلاق المنزل 8 أفراد بينهم طفلان، لافتا ان الاحتلال هدم جدران المنزل الخارجية والداخلية وخرب النوافذ والتمديدات الكهرباء باستخدام أدوات الهدم اليدوية.
وكان الاحتلال قد شرد العام الماضي 36 مقدسيا من عائلات الشهداء المقدسيين الذين ارتقوا خلال عام 2014، وأوضح مركز معلومات وادي حلوة في تقريره السنوي أن سلطات الاحتلال نفذت قرارات (هدم ومصادرة العام الماضي لأربعة شهداء مقدسيين، بقرارات من "قائد الجبهة الداخلية لجيش الاحتلال"، وبمصادقة المحكمة الاسرائيلية العليا، حيث اغلقت سلطات الاحتلال منزل الشهيد عدي أبو جمل بالباطون، كما فجرت منزل الشهيد غسان أبو جمل وتفجر معه منزل شقيقه الملاصق له "معاوية أبو جمل"، كما فجرت منزل الشهيد محمد جعابيص وتفجر معه منزل شقيقه شاكر جعابيص، كما فجر الاحتلال منزل الشهيد ابراهيم العكاري، اضافة الى اغلاق غرفة من منزل عائلة الشهيد معتز حجازي بالباطون.