احتفالات بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش العراقي

بغداد ــ وكالات: تمكنت القوات العراقية والعشائر من إحباط أكبر هجوم لـ (داعش) على قضاء حديثة ومحيطها، حيث أعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان لها عن انسحاب الارهابيين من منطقة بروانة واستعادتها والقضاء على عناصره وأسلحته الثقيلة بالكامل، كما تم تأكيد مقتل مايسمى بوزير حرب (داعش). يأتي ذلك فيما صرح وزير الدفاع العراقي خالد متعب بأن معركة تحرير الموصل ستكون "قريبة وأشد هولا على الأعداء"، في وقت احتفل العراق فيه بالذكرى 95 لتأسيس الجيش العراقي في السادس من يناير عام 1921.
وأعلنت خلية الإعلام الحربي في العراق عن مقتل ما يسمى بـ (وزير حرب داعش) مع ثلاثة من مرافقيه بضربة جوية في معركة حديثة بالأنبار. وقالت الخلية في بيان عاجل إن "صقور الجو من طيران القوة الجوية العراقية، تمكنوا من قتل الوزير الداعشي في ناحية بروانة التابعة لقضاء حديثة في الأنبار". وأفادت مصادر إخبارية موثوق بها من داخل الأنبار أن المدعو "ثامر محمد مطلوب حسين المحلاوي" المسمى بوزير دفاع داعش قد قتل في بروانة بقصف جوي. وثامر محمد مطلوب المحلاوي الملقب بـ(أبو معاذ) هو قائد الهجوم العسكري لتنظيم داعش على مدينة حديثة ويعتبر أحد أبرز قادة داعش وعمل مع الزرقاوي وكذلك أبو عمر البغدادي وكلف من قبل أبوبكر البغدادي بالهجوم على حديثة. وكذلك قتل بالهجوم هدوان الراوي أحد أبرز قادة داعش في المنطقة الغربية للعراق. وبالتوازي صدت القوات العراقية هجوماً لداعش بالسيارات المفخخة على بروانة، ووصلت تعزيزات عسكرية إلى المكان. وفي الرمادي فجر مسلحو داعش مبنى مستشفى المدينة مع اقتراب القوات العراقية منه، من دون أن يسفر ذلك عن وقوع إصابات. وإلى الشرق من الرمادي تقدم الجيش في المعارك جنوب الفلوجة.
من جانبه، صرح وزير الدفاع العراقي خالد متعب أمس، بأن معركة تحرير الموصل ستكون "قريبة وأشد هولا على الأعداء"، وحث القوات العراقية على أن تكون على أهبة الاستعداد. وقال في خطاب لمناسبة الذكرى 95 لتأسيس الجيش العراقي إن "قادم الأيام سيشهد معارك تحرير ما تبقى من الأراضي العراقية من سيطرة داعش". وأضاف أن "معركة تحرير نينوى ستكون أقرب مما يُتوقع وستكون أشد هولا، وعلى القوات العراقية أن تكون على أهبة الاستعداد". وأوضح أن "جيش العراق تخطى المرحلة الصعبة وعاد بخطوات صحيحة، وسنستمر في ضرب الفساد والمفسدين" ، مشيرا إلى أن "معارك تحرير تكريت وبيجي والرمادي شكلت نسقا قتاليا ومعارك نموذجية".
وكان رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الركن عثمان الغانمي، بحث مساء امس الاول مع نائب قائد قوات التحالف الدولي في مجال التدريب الجنرال شلاميرس الاستعدادات والخطط لتحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش. وذكر بيان لوزارة الدفاع العراقية أن الغانمي التقى شلاميرس وناقشا الاستعدادات والخطط من ناحية التدريب والتجهيز والتسليح للقطعات المكلفة بتحرير محافظة الموصل من دنس "الإرهاب المجرم" بالإضافة إلى توفير كافة المستلزمات المطلوبة لها لتكون على أهبة الاستعداد لانطلاق ساعة الصفر. وأشاد الغانمي "بكل الجهود التي تدعم القوات المسلحة العراقية وأن كل خطوة بهذا الاتجاه تساهم بشكل فعال في حسم المعركة مع الإرهاب وطردهم من العراق". وقال "ان ملامح النصر بدأت تلوح بالأفق من خلال تقدم قواتنا الأمنية في جميع القواطع وتحرير اغلب المناطق التي كان يسيطر عليها داعش وعودة العوائل لمناطقها". من ناحية أخرى، ذكرت مصادر عسكرية عراقية أن قياديا كبيرا في قوات الحشد الشعبي قتل في معارك مع تنظيم داعش غربي مدينة سامراء التابعة لمحافظة صلاح الدين شمال بغداد. على صعيد اخر، احتفل العراق أمس بمناسبة الذكرى 95 لتأسيس الجيش العراقي، واستهل رئيس الحكومة العراقية القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي مراسم الاحتفال بوضع إكليل من الزهور على نصب الجندي المجهول ايذانا ببدء احتفالات العراق بهذه المناسبة. وقال الرئيس العراقي فؤاد معصوم، في كلمة بهذه المناسبة إن "الانجاز الاهم المتحقق في الانتصارات الاخيرة في الحرب مع داعش هو ما يعيشه العراقيون من اطمئنان لاستعادة الثقة بالجيش على تحقيق مأمول منه في حماية الشعب والمدن وتطهيرها من المجرمين وبهذا تتأكد عمق الصلة والثقة بين الشعب وجيشه وهي صلة عبر عنها الشعب بقوة حين كانت الجماهير سندا للقوات المسلحة في الدفاع عن أمن العراق وسيادته". وأضاف أن "ابطال الجيش العراقي يحتفلون بذكرى تأسيس الجيش العراقي في ساحات الشرف". وحضر وزير الدفاع العراق خالد العبيدي مراسم تخرج دفعة جديدة من ضباط الجيش العراقي من خريجي الكلية العسكرية في حفل مهيب تخلله استعراض عسكري لطلبة الكلية.
وتخوض القوات العراقية حربا شرسة مع (داعش) منذ منتصف عام 2014 حيث استولى التنظيم الارهابي على أكثر من 40 بالمئة من مساحة العراق، لكن القوات العراقية تمكنت خلال عام 2015 من تحرير مناطق واسعة في محافظات صلاح الدين وبعقوبة والانبار ولم يتبق لدى التنظيم سوى 15 بالمئة من الاراضي العراقي وابرزها محافظة نينوى. من جانبه، قال التحالف الدولي، إن الولايات المتحدة قادت أمس 19 ضربة جوية استهدفت التنظيم الارهابي في العراق وضربة واحدة في سوريا. ونفذت 19 ضربة قرب ثماني مدن عراقية وأصابت عددا من الوحدات التكتيكية والمواقع القتالية والمخابئ والمعدات المختلفة. وذكر بيان التحالف أن الضربات تركزت قرب الرمادي وكسك وأصابت أيضا عددا من مسلحي داعش وعددا من العربات والمباني. وفي سوريا قال التحالف إن ضربة جوية واحدة أصابت مبنى للتنظيم قرب الرقة.
في سياق منفصل، لقي 6 أشخاص مصرعهم وأصيب 12 آخرون في حوادث أمنية متفرقة في العاصمة العراقية بغداد. وأفاد مصدر أمني أن شخصين قتلا وأصيب سبعة آخرون بانفجار عبوة ناسفة قرب سوق الرشيد لبيع الخضار في منطقة الدورة جنوبي بغداد. كما أدى انفجار مماثل قرب محال تجارية في المنطقة ذاتها إلى مصرع شخصين وإصابة خمسة آخرين. في سياق متصل قتل شخصان بنيران أطلقها مسلحون مجهولون يستقلون سيارة مدنية من مسدسات كاتمة للصوت باتجاه عجلة مدنية لدى مرورها في منطقة الشعلة، شمال غرب بغداد .