وسط إدانات دولية واسعة واجتماع طارئ لمجلس الأمن

* الصين تحض بقوة (الشمالية) على احترام التزامها بنزع السلاح النووي
* الأطلسي يعتبر أنها "تعرض الأمن الإقليمي والدولي للخطر
* (الذرية) تراها تشكل انتهاكا أكيدا لقرارات مجلس الأمن الدولي
*ألمانيا: بيونج يانج وضعت نفسها في مواجهة مبادئ المجتمع الدولي
*سيول: سنتخذ كل الإجراءات الضرورية للتوصل إلى فرض "عقوبات إضافية
* أميركا: نراقب الوضع ونواصل تقييمه بتنسيق وثيق مع شركائنا الإقليميين
*روسيا: التجربة تشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي وتعقد الوضع

سيول ـ وكالات: أكدت كوريا الشمالية امس الاربعاء انها اجرت اول تجربة لقنبلة هيدروجينية، في خطوة تعكس تصميم هذه الدولة على دفع برنامجها النووي قدما رغم المعارضة الدولية. وتلقى الخبراء في المجال النووي امس الاربعاء بتشكيك كبير الاعلان الكوري الشمالي، مشيرين الى ان النشاط الزلزالي الذي رصد يوازي بنظرهم تفجير قنبلة أقل قوة. لكن هذا لم يمنع الاسرة الدولية من اطلاق سيل من الادانات ضد بيونج يانج. وقال التلفزيون الكوري الشمالي الرسمي "أجريت اول تجربة لقنبلة هيدروجينية للجمهورية بنجاح. واوضح ان القنبلة "صغيرة الحجم"، مضيفا "مع النجاح الكامل لقنبلتنا الهيدروجينية التاريخية، ننضم الى صفوف الدول النووية المتقدمة". وتستخدم في القنبلة الهيدروجينية او القنبلة النووية الحرارية تقنية الانصهار النووي. وهي تسبب انفجارا اقوى بكثير من الانفجار الناجم عن الانشطار الذي يولده اليورانيوم والبلوتونيوم فقط. وعرض التلفزيون امرا موقعا من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون يحمل تاريخ 15 ديسمبر باجراء التجربة ودعوة الى بدء سنة 2016 على "الوقع العظيم لاول تفجير لقنبلة هيدروجينية". واشارت بيونج يانج الى ان الامر أعطي قبل يومين من عيد ميلاد زعيمها. واجرت بيونج يانج ثلاث تجارب لقنابل نووية يستخدم فيها الانشطار الذري في 2006 و2009 و2013. وادت هذه التجارب الى فرض عقوبات دولية عليها. وكان كيم جونج-اون المح خلال جولة تفقدية لموقع عسكري اخيرا الى ان بلاده صنعت قنبلة هيدروجينية، لكن واشنطن شككت في صحة تصريحاته. وقال التلفزيون امس الاربعاء "هذه التجربة الاخيرة التي جاءت ثمرة لتقنيتنا ويدنا العاملة تؤكد ان الوسائل التكنولوجية التي قمنا بتطويرها جيدة". يشكل اعلان كوريا الشمالية الاربعاء اجراء اول تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية تحديا جديدا للمجتمع الدولي الذي عبر عن غضبه واستيائه من الخطوة، معتبرا اياها "انتهاكا" لقرارات الامم المتحدة. وبعد ساعات من اعلان بيونج يانج اجراء تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية، قال دبلوماسيون في الامم المتحدة ان مجلس الامن الدولي سيعقد اجتماعا في نيويورك في هذا الشأن. من جهته ندد الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرج الاربعاء بإقدام كوريا الشمالية على اجراء تجربة لقنبلة هيدروجينية، معتبرا انها "تعرض الامن الاقليمي والدولي للخطر". وقال ستولتنبرج في بيان "ادين التطوير المستمر لاسلحة نووية وبرامج صواريخ بالستية الذي تقوم به كوريا الشمالية، وكذلك ادين لهجتها النارية والتهديدية". واعتبر ستولتنبرج ان "تجربة الاسلحة النووية التي اعلنت عنها كوريا الشمالية تعرض الامن الاقليمي والدولي للخطر وتشكل انتهاكا فاضحا لقرارات مجلس الامن الدولي". واضاف "ادعو كوريا الشمالية الى التقيد التام بواجباتها والتزاماتها الدولية. وعلى كوريا الشمالية التخلي بالكامل عن الاسلحة النووية والبرامج الموجودة للصواريخ النووية والبالستية، بطريقة دائمة يمكن التحقق منها، والبدء بمحادثاث نزيهة وصادقة حول نزع السلاح النووي". بدوره أدان وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير" بأشد العبارات" إعلان كوريا الشمالية عن إجرائها تجربة ناجحة لتفجير قنبلة هيدروجينية . ونقلت الخارجية الألمانية امس الاربعاء عن شتاينماير قوله إن كوريا الشمالية "تضع نفسها بذلك في مواجهة مبادئ المجتمع الدولي وتهدد الأمن الإقليمي والدولي". في الوقت نفسه، استدعت وزارة الخارجية الألمانية سفير كوريا الشمالية لدى برلين إلى مقر وزارة الخارجية. وقالت الناطقة باسم البعثة الاميركية في الامم المتحدة هاجر شمالي ان الاجتماع "سيعقد بطلب من الولايات المتحدة واليابان بشكل جلسة مشاورات مغلقة بين الدول الـ15 الاعضاء". ولم يحدد موعد جلسة المجلس). وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية يوكيا امانو ان "التجربة النووية لكوريا الشمالية تشكل اذا تأكدت انتهاكا اكيدا لقرارات مجلس الامن الدولي مؤسفا جدا". وكانت اولى الادانات جاءت من كوريا الجنوبية المجاورة واليابان، حليفتي الولايات المتحدة التي انتقدت بعنف "الاستفزازات" الكورية الشمالية، لكنها اكدت في الوقت نفسها انها غير قادرة على تأكيد ما اذا كانت بيونغ يانغ اجرت تجربة لقنبلة هيدروجينية كما تقول. وصرح الناطق باسم مجلس الامن القومي نيد برايس في البيت الابيض "ابلغنا بنشاط زلزالي في شبه الجزيرة الكورية بالقرب من مركز الاختبارات الكوري الشمالي". واضاف "نراقب الوضع ونواصل تقييمه بتنسيق وثيق مع شركائنا الاقليميين". وتابع برايس "لا يمكننا تأكيد هذه المعلومات حاليا (...) لكننا ندين كل انتهاك لقرارات مجلس الامن الدولية وندعو كوريا الشمالية من جديد الى احترام التزاماتها وتعهداتها الدولية". وفور الاعلان عن التجربة، دعت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون-هي الى اجتماع عاجل لمجلس الامن القومي. وقالت الحكومة الكورية الجنوبية في بيان تلاه رئيس مجلس الامن القومي عبر التلفزيون "ندين بشدة اجراء كوريا الشمالية لتجربتها النووية الرابعة في انتهاك واضح لقرارات مجلس الامن الدولي على الرغم من تحذيراتنا وتحذيرات الاسرة الدولية". واضافت "سنتخذ كل الاجراءات الضرورية" للتوصل الى فرض "عقوبات اضافية من مجلس الامن الدولي (...) ليدفع الشمال ثمن التجربة النووية". في طوكيو، قال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي "ادين هذه التجربة" التي تشكل تهديدا خطيرا لامن بلدنا (...) وتحديا خطيرا للجهود الدولية لمنع الانتشار" النووي. واثارت التجربة ايضا استياء الصين، الحليفة الاساسية لكوريا الشمالية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هويا شونيينج في مؤتمر صحفي "نحض بقوة جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية على احترام التزامها بنزع السلاح النووي ووقف اي عمل يزيد الوضع سوءا". في موسكو، اكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان "اذا ما تأكدت هذه التجربة، فستكون خطوة جديدة من بيونج يانج على طريق تطوير اسلحة نووية، وتشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي وقرارات مجلس الامن الامن الدولي". ودان الاتحاد الاوروبي التجربة. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موجيريني "اذا تأكدت، فانها تشكل انتهاكا خطيرا لالتزامات الدولية لجمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية كما حددتها قرارات عدة لمجلس الامن الدولي". واضافت ان التجربة "تشكل تهديدا للامن" في كل منطقة جنوب شرق آسيا، داعية بيونج يانج الى استئناف حوار "يتسم بالصدقية" مع الاسرة الدولية "ووقف هذا السلوك غير القانوني والخطير". واعتبرت فرنسا التجربة "انتهاكا" للقرارات الدولية، دعت الرئاسة الفرنسية الى "رد قوي من جانب الاسرة الدولية". واعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ان التجربة "استفزاز" و"انتهاك خطير" لقرارات الامم المتحدة. واضاف هاموند الذي يزور الصين حاليا "ناقشت الموضوع اليوم مع نظيري الصيني مستشار الدولة يانغ جيشي واتفقنا على العمل مع الاعضاء الآخرين في مجلس الامن من اجل رد دولي صارم". وسيجري هاموند محادثات ايضا مع نظيريه الياباني والكوري الجنوبي الاربعاء. واعتبر الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ ان تجربة قنبلة هيدروجينية "تعرض الامن الاقليمي والدولي للخطر". كما نددت استراليا "بأشد العبارات" التجربة الكورية الشمالية، معتبرة بانها تؤكد وضعية هذا البلد ك"دولة مارقة"، بحسب ما قالت وزيرة الخارجية جولي بيشوب.