سنغافورة ـ رويترز: هوت أسعار النفط أكثر من 5% أمس لتصل إلى مستويات لم تشهدها منذ مطلع الألفية الثالثة حيث أشاع هبوط اليوان الصيني ووقف التداول في سوق الأسهم الصينية بشكل طاريء للمرة الثانية هذا الاسبوع حالة من الاضطراب في الأسواق الآسيوية.
كما استمر التأثير السلبي للتخمة الهائلة في المعروض ومستويات الانتاج شبه القياسية على أسعار النفط التي فقدت حتى الآن 70% من قيمتها منذ بدء المسار النزولي لها في يونيو 2014 مما أضر بالشركات والحكومات التي تعتمد بشدة على إيرادات النفط.
وسمحت الصين لليوان بالهبوط أمس مما دفع أسواق الأسهم والعملات الاقليمية إلى الهبوط بشدة مع نزول اليوان في الأسواق الخارجية إلى مستوى قياسي جديد منذ بدء تداوله في عام 2010.
وفي انعكاس لحالة الضعف التي تعتري الأسواق العالمية بشكل عام هبط سعر مزيج برنت خام القياس العالمي أكثر من 5% توازي نحو دولارين ليصل إلى 32.16 دولار للبرميل وهو مستوى لم يشهده منذ ابريل 2004 وذلك قبل أن يتحسن قليلا إلى 32.23 دولار للبرميل.
وفي الولايات المتحدة انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط أيضا في المعاملات الآجلة أكثر من 5% إلى 32.10 دولار للبرميل وهو مستوى لم يشهده منذ أواخر عام 2003 قبل أن ينتعش قليلا إلى 32.20 دولار للبرميل.
وقال مايكل مكارثي كبير المحللين الاستراتيجيين في سي.ام.سي ماركتس في سيدني "مع انتاج أسواق النفط مليون برميل يوميا أكثر (من الطلب) ودون وجود بوادر تذكر على أي استجابة منطقية من جانب العرض فلا عجب أنا نشهد ضغوطا مرة أخرى".
كما قال محللون إن النزاع بين السعودية وإيران له تأثير نزولي على أسواق الخام. وقال بنك آي.ان.جي "على الجانب النزولي للأسعار سيلجأ كل من البلدين لاستغلال طاقته الانتاجية القصوى لزيادة حصته السوقية على حساب الطرف الآخر خاصة مع عودة ايران إلى السوق العالمية عقب الاتفاق النووي."
ويأتي انهيار سعر النفط على خلفية إنتاج شبه قياسي من المنتجين مثل اوبك وروسيا وأميركا الشمالية مما أدى إلى تنامي المخزونات بكميات فائضة عن حاجة السوق.
وقال محللون إن تنامي المخزونات الأمريكية ساهم أيضا في هبوط أسعار النفط.
وقال مكارثي "أرقام المخزونات الأمريكية تظهر نموا بواقع 16 مليون برميل في المقطرات والمنتجات الأخرى ولذا من الواضح أنهم ينتجون بمعدلات لا يمكن مواصلتها".
وتعني التخمة الهائلة في المخزونات أنه حتى إذا انخفض الانتاج الأمريكي هذا العام مع انحناء شركات الحفر أمام عاصفة انخفاض الأسعار فسيستغرق الأمر شهورا كثيرة للتخلص من الإمدادات الفائضة.