[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
مفكرة التاريخ العربي مثقلة بالحملات التي استباحت الأرض العربية، قتلت ودمرت، غيرت ديموغرافيا، وعبثت بالحياة، طال وقتها لكنها انهزمت في النهاية ثم انقرضت.
فمن الحملات الصليبية الى حملات المغول الى حملات العثمانيين الى...
صلة وصل وتتابع، وكلها الوصول الى خزائن الشرق تحت استار كاذبة..
يكفي ما فعله الصليبيون من تدمير مدينة المدن القدس وقتل جميع أهلها، ومافعله المغول من تدمير بغداد أم الحضارة الإسلامية، ثم مافعله الاتراك من القضاء على مدن باكملها..
ثم ماجاء بعدها حين وصل نابليون الغازي وما فعلت حملته في يافا الفلسطينية من قتل لأهلها جميعا حيث ذبح اكثر من ثلاثة آلاف في حملة واحدة.
ثم جاء الغزاة من الفرنسيين والإنجليز الذين نحتفل هذا العام بمرور مائة عام على سايكس بيكو المخزية التي اخرجت العثمانيين من الباب لتدخل هي مكانهم ولتحل لعنة على أبناء المنطقة العربية وما ادت اليه من تقسيم ثم من خلق الجرثومة التي تدعى إسرائيل.
لم تتوقف الحملات على العرب..
ابرزها الحملة الثلاثية على مصر عام 1956، ثم الحملة العالمية العربية بتنفيذ إسرائيلي عام 1967، ثم الهجوم المتعدد الاجناس على لبنان بقيادة إسرائيل ايضا منذ العام 1975 الى الاجتياح المباشر الإسرائيلي عام 1982..
ولم يتوقف الصراع على المنطقة وفق المفكرات الغربية التي لم ترد لها ان تتوقف، فكانت الحرب الايرانية العراقية ثم احتلال العراق للكويت، حيث دخلت المنطقة في طقس جديد، حين بدأت حملة جورج بوش الاب على العراق ولم تتوقف حتى في عهد من بعده كلينتون، الى ان جاءت الحملة الاميركية الكبرى بقيادة بوش الابن من اجل تغيير وجه المنطقة ايضا..
ومنذ ذلك التاريخ الاستعماري الاميركي، عادت النبرة القوية تجاه الأمة لتطغى على الشأن السياسي، وحاول الاميركي المعتز بوجود قواته المباشر هنا، ان يفرض مشيئته لكن المقاومة العراقية اذاقته الويل فخرج مذموما مقتولا هاربا، لكنه عاد من الشباك مطيحا بحال المنطقة الهاديء نسبيا الى فوضى قاتلة ادت الى حملة الناتو ضد ليبيا، ثم مازالت الحملة العالمية العربية ضد سوريا قائمة وهي شبيهة بالحملات الصليبيية التي اختصر مراحلها صلاح الدين الايوبي في معركة حطين، ونرجو ان تكون معارك الجيش العربي السوري الكبرى المقبلة اختصارا للحرب على بلاده كمعركة حلب او الرقة او ماشابه.
هو غيض من فيض ما نذكره في هذه العجالة، وهو جزء من تأريخ لتاريخ طويل لايمكن اختصاره ببضعة اسطر، انما المهم ان الذي تعرضت له المنطقة العربية والآمة العربية لم تعشه امم اخرى رغم المذابح الطويلة في اوروبا بصراعاتها الدينية المعروفة.
فما نعيشه اليوم حملات عسكرية بكل معنى الكلمة، سواء كانت مباشرة مثلما فعل الاميركي في العراق او الناتو في ليبيا، او غير مباشرة كما يجري في سوريا تحت اسماء مستعارة وكلها في النهاية تمثيل لقوى استعمارية غربية ثم قوى عربية.
ومن المؤكد ان التاريخ المقبل وحسبما من سيكون الحكام في سوريا والعراق ولييا وغيرها، فانه سيظل يذكر الحملات التي شنت على بلاده، او تؤخذ من زاوية حروب مدمرة اريد لها العبث بالعالم العربي من اجل بقاء إسرائيل وبقاء الهيمنة الاستعمارية رغم ان النفط لم يعد مغريا على ما يبدو لتلك الدول الاستعمارية، بل ربما تريد تقزيم ثرواته للمن ينتجه من العرب، ومن ثم شل طموح أصحابه.