إسرائيل تعمل أذرعها القاتلة في الأراضي المحتلة
الاحتلال يمنع الفلسطينيين من المشاركة في الجنازات
إضراب في سعير والشيوخ وفاء للشهيدين المشني وكوازبة

رسالة فلسطين المحتلة ـ من رشيد هلال وعبدالقادر حماد:
استشهد مواطن وأصيب ثلاثة آخرون جراح احدهم وصفت بالحرجة، امس الاربعاء، إثر قصف صاروخي من قبل طائرة استطلاع إسرائيلية شمال غرب بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية أن الشاب موسى زعيتر (23 عاما)، استشهد جراء إصابته بشظايا قذيفة صاروخية، وأصيب ثلاثة آخرون بجروح وصفت بين متوسطة وخطيرة ونقلوا إلى مستشفى كمال عدوان في البلدة لتلقي العلاج.
وتزامن القصف الصاروخي مع اطلاق بحرية الاحتلال ثلاث قذائف صوب المنطقة المستهدفة.
من جانبها نعت "كتائب شهداء الأقصى" التابعة لحركة "فتح" الشهيد الفلسطيني، وتبنت "وحدات نبيل مسعود" التابعة لـ "كتائب الأقصى" عبر مكبرات الصوت الشهيد موسى زعيتر (23 عاما) من مخيم "جباليا" شمال القطاع، داعية إلى المشاركة في مسيرة تشييعه من مسقط رأسه.
وانطلق الموكب الجنائزي للشهيد من المشفى إلى مخيم جباليا، وسط صيحات المشاركين في مسيرة التشييع بالانتقام لدمائه.
وكانت طائرة استطلاع وزوارق حربية إسرائيلية قد قصفت صباح امس، شواطئ بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وقوارب الصيادين في عرض البحر بعدد من القذائف، حيث استشهد الشاب زعيتر وأصيب ثلاثة آخرين.
وباستشهاد زعيتر يرتفع عدد الشهداء الذين قضوا منذ انتهاء الحرب على غزة وتوقيع اتفاق التهدئة بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال في السادس والعشرين من (أغسطس) 2014 برعاية مصرية، إلى خمسة شهداء، إضافة إلى شهداء انتفاضة القدس الذين قضوا على السياج الفاصل شرق قطاع غزة، والذين يزيد عددهم على 22 فلسطينيا.
وتعرض قطاع غزة في السابع من (يوليو) 2014 لعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة استمرت لمدة 51 يوما، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، حيث استشهد جراء ذلك 2323 فلسطينيا وأصيب الآلاف، وتم تدمير آلاف المنازل، وارتكاب مجازر مروعة.
من جهته، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن سلاح الجو استهداف مجموعة حاولت زرع عبوات ناسفة قرب السياج الأمني شمالي القطاع.
ونقلت القناة الاسرائيلية العاشرة عن الجيش قوله إنه استهدف خلية عسكرية بعد اقترابها من السياج، ومحاولتها زرع العبوات.
وعلى إثر ذلك، حذر الجيش مزارعيه من الاقتراب من حدود القطاع حتى كيلو متر واحد، وذلك خشية الرد على عملية الاستهداف.
وتزامن مع القصف الإسرائيلي توغل 5 جرافات عسكرية إسرائيلية داخل حدود بلدة بيت لاهيا، لمسافة تزيد على 50 متراً، بحسب شهود عيان.
وأفاد الشهود بأن الجرافات الإسرائيلية قامت بأعمال تجريف بمحاذاة السياج الفاصل بين شمال القطاع وإسرائيل، في ظل تحليق مكثف للطائرات الحربية الإسرائيلية (بدون طيار) في سماء موقع الحدث.
من جانبها أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن هستيريا القتل بدم بارد التي تجتاح جنود الاحتلال، لن تجلب للكيان لا الأمن والأمان، ولن تحصد إلا مزيد من المقاومة، ولن تكسر عزيمة شبابنا عن مواجهة الاحتلال.
واعتبرت الجبهة أن قيام الاحتلال بإطلاق النار على فتيان وشبان فلسطينيين في كل من الخليل وبيت لحم جنوب الضفة والتي أدت إلى استشهاد ثلاثة شهداء وهم الشهيد محمد احمد كوازبة (23 عاما) والشهيد عدنان عايد حامد الحلايقة (17 عاما) والشهيد سرور أحمد أبو سرور (17عاماً)، هي احدى حلقات الهجمة الإسرائيلية الإرهابية ضد شعبنا، وتأتي في إطار الحرب الشاملة التي يرتكبها الاحتلال من أجل إجهاض الانتفاضة.
وأكدت الجبهة على أن اتساع نطاق هذه الجرائم لجنود الاحتلال المدججين بأعتى أنواع الأسلحة في مواجهة شبان متسلحين بالإرادة والعزيمة هو بمثابة فشل ذريع للعنجهية الصهيونية وللسياسات الإجرامية الممنهجة، وعجز عن وقف الانتفاضة ومواجهة استمرار العمليات.
وطالبت الجبهة المؤسسات الدولية إلى القيام بدورها في وقف مسلسل هذه الجرائم التي تصب في خانة جرائم الحرب، وأساليب العقاب الجماعي، التي تنتهجها دولة الإرهاب الإسرائيلي.
وفي سياق آخر شيعت جماهير غفيرة جنوب الضفة الغربية المحتلة، بعد ظهر امس الأربعاء، جثامين ثلاثة شهداء ارتقوا أمس برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي رغم محاولات الاحتلال منع المشيعين من المشاركة في الجنازات.
ففي مخيم عايدة للاجئين شمال بيت لحم، شيع المواطنون جثمان الشهيد سرور أبو سرور إلى مقبرة المخيم، فيما اندلعت مواجهات عنيفة بين المواطنين وجنود الاحتلال في منطقة قريبة من المقبرة.
وبعد تشييع جثمان الشهيد أبو سرور رشق المشاركون جنود الاحتلال بالحجارة، فيما أطلق الجنود قنابلهم الغازية والصوتية والرصاص المطاطي في المكان، ما أوقع عدة حالات اختناق في صفوف المواطنين.
وانطلقت مسيرة تشييع جثمان الشهيد أبو سرور من مسجد المخيم، وصولا إلى مقبرة الشهداء بمشاركة آلاف المواطنين، وسط هتافات منددة بالاحتلال على جريمة إعدامه خلال مواجهات اندلعت في بلدة بيت جالا غرب المحافظة.
وفي بلدة سعير شمال الخليل، شيع آلاف المواطنين جثمان الشهيد محمد أحمد كوازبة الذي ارتقى بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن بمفترق "بيت عينون" شمال الخليل.
وانطلقت مسيرة التشييع من مسجد سعير الكبير "العيص" باتّجاه مقبرة الشهداء، وحيّا المشاركون فيها الشهيد، وطالبوا بتصعيد الانتفاضة في وجه الاحتلال.
وبارتقاء الشهيد كوازبة يرتفع عدد شهداء بلدة سعير إلى 11 شهيدًا من بينهم خمسة من عائلة الكوازبة.
أمّا في بلدة الشيوخ، شيعت جماهير البلدة جثمان الشهيد عدنان الحلايقة في مقبرة البلدة بمشاركة آلاف المواطنين، وسط هتافات مطالبة بالثأر لدمائه.
وكان الحلايقة ارتقى أثناء مروره من مكان إطلاق النار على الشهيد كوازبة في مفترق بيت عينون.
وشاركت كافة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية في مسيرات تشييع الشهداء، رفعت خلالها الرايات المختلفة، وصور الشهداء، والمطالبات بالوحدة الوطنية لمواجهة إجراءات الاحتلال.
وفي ذات السياق عم الإضراب الشامل امس، بلدتي سعير والشيوخ شمال شرق الخليل، حدادا على روحي الشهيدين عدنان المشني (17 عاما) من بلدة الشيوخ، وأحمد كوازبة (23 عاما) من بلدة سعير، اللذين قتلا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الأول، ودعت للإضراب القوى الوطنية والإسلامية في البلدتين.