(القاعدة) تعلن مسؤوليتها وعناصر أوروبية تشارك في المعركة

واجادوجو ـ عواصم ـ وكالات: قتل 26 شخصا على الأقل من 18 جنسية في اعتداء مسلح استهدف فندقا ومقهى بوسط واجادوجو عاصمة بوركينا فاسو، بينما انهت قوات الأمن عملياتها ضد المهاجمين بعد 12 ساعة على بدء الاعتداء.
وأعلنت الحكومة الحداد الوطني لمدة ثلاثة ايام اعتبارا من امس على ضحايا الهجوم.
كما أعلنت وزارة الأمن الداخلي في بوركينا فاسو أن طبيبا نمساويا وزوجته اختطفا امس.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية النمساوية توماس شنول "نحن نحاول تأكيد هذه المعلومة".
واختطف الزوجان، اللذان لم يعرف إذا ما كانا مقيمين في بوركينا فاسو أو سائحين، في منطقة بارابوليه الساحلية الواقعة في شمال بوركينا فاسو على الحدود مع النيجر ومالي.
واعلن مصدر امني رفض الكشف عن هويته ان عمليات قوات الأمن ضد منفذي الاعتداء انتهت قبيل الظهر موضحا انها تواصل تمشيط المنطقة المحيطة بفندق "سبلنديد" ومقهى "كابوتشينو" والمباني المجاورة لهما.
وتبنى تنظيم القاعدة في المغرب الاعتداء الذي نسبه إلى كتيبة "المرابطون" بزعامة مختار بلمختار، بحسب موقع سايت الاميركي المتخصص في متابعة المواقع المتعلقة بالمجموعات المسلحة.
واكد احد المهاجمين متحدثا بالعربية في نص التبني ان "ثلاثين" شخصا قتلوا.
وفي غياب حصيلة رسمية، اكد مصدر امني محلي رفض الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية مقتل 23 شخصا بالإضافة إلى اربعة مسلحين من بينهم امرأتان، بينما اشار مصدر فرنسي الى سقوط 27 قتيلا.
وقبل ذلك كان وزير الداخلية سيمون كومباوري اكد لوكالة الصحافة الفرنسية "مقتل ثلاثة مسلحين هم عربي وافريقيان".
واضاف الوزير انه تم تحرير ما مجمله 126 شخصا من بينهم 33 جريحا، دون اعطاء حصيلة واضحة بالضحايا.
وبدأ الاعتداء عند قيام عدد غير محدد من المهاجمين باقتحام فندق "سبلنديد" الفاخر المؤلف من 147 غرفة الجمعة عند الساعة 19,45. ويقع الفندق في وسط العاصمة ويرتاده موظفون من الأمم المتحدة وغربيون.
وتم تمييز ثلاثة مسلحين يضع كل منهم عمامة على رأسه عند بدء الهجوم في حين قال شاهد انه رأى اربعة مهاجمين "يعتمرون عمامة وبدوا من العرب أو البيض".
وشنت قوات الأمن هجوما اول بدعم من عسكريين فرنسيين قرابة الساعة 02,00. وتحولت المنطقة المحيطة بالفندق إلى ساحة معركة مع اشتعال النيران في العديد من السيارات وفي واجهة الفندق.
وعند الفجر تواصل الهجوم قبالة الفندق في مقهى "كابوتشينو" الذي يرتاده غربيون ايضا.
وكان كومباوري صرح خلال الليل "لقد شاهد رجال الإطفاء عشر جثث تقريبا على شرفة المقهى".
وخلال تبادل اطلاق النار، تمكن بعض نزلاء الفندق من الفرار من ابواب جانبية.
وروى يانيك ساوادوجو احد الناجين من الفندق لوكالة الصحافة الفرنسية "انه امر فظيع. تمدد الناس ارضا والدماء في كل مكان. كانوا يطلقون النار على الناس من مسافة قريبة".
واضاف "سمعناهم وهم يتحدثون وكانوا يتنقلون حول الناس ويطلقون النار على من لا يزالون احياء واضرموا النار بعد خروجهم. واستغللنا رحيلهم للخروج من النوافذ المحطمة".
وقرابة الساعة 04,30 عندما كان الاعتداء لا يزال مستمرا، اعلن وزير محلي ان 30 شخصا تمكنوا من مغادرة الفندق "سالمين" من بينهم وزير العمل كليمان ساوادوو الذي كان في الفندق، كما تم اجلاء 33 جريحا.
وكتب السفير الفرنسي جيل تيبو في تغريدة "تقاسمت مختلف فئات الامن والجيش المهام بينها" في الوقت الذي انتشر فيه عسكريون فرنسيون في المكان.
وندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بيان بـ "الاعتداء المقيت والجبان".
وتتمركز قوات فرنسية خاصة في ضواحي واجادوجو في اطار مكافحة التنظيمات المتطرفة في منطقة الساحل. كما تنشر واشنطن 75 عسكريا وقالت انها تقدم الدعم للقوات الفرنسية في العملية.
يأتي الاعتداء بعد اقل من شهرين من اعتداء على فندق "راديسون بلو" في باماكو اسفر عن سقوط 20 قتيلا بينهم 14 اجنبيا في 20 نوفمبر حيث احتجز مسلحون لعدة ساعات نحو 150 نزيلا وعاملا في الفندق قبل تدخل القوات المالية مدعومة من القوات الخاصة الفرنسية والاميركية ومن مهمة الأمم المتحدة. وقتل مهاجمان.
ويشكل هذا الاعتداء غير المسبوق في العاصمة تحديا لنظام الرئيس روش مارك كابوري المنتخب حديثا بعد عملية انتقالية صعبة على رأس هذا البلد ذي الاغلبية المسلمة (60%).
لكن بوركينا فاسو التي شكلت "نقطة ارتكاز دائمة" لعملية برخان الفرنسية في مالي، سبق ان تعرضت لهجمات مسلحة.
وسجلت هجمات عدة من النوع ذاته في الاشهر الاخيرة وتم في ابريل 2015 خطف مسؤول امن روماني في منجم في تامباو (شمال) في عملية تبنتها كتيبة "المرابطون".
وبعد هذه الاعتداءات وسعت الأجهزة القنصلية الفرنسية في بوركينا فاسو نطاق "المنطقة الحمراء" التي ينصح بعدم السفر اليها لتشمل قسما كبيرا من بوركينا فاسو لكن دون ان تشمل العاصمة واجادوجو.