قطع حوالي 480 كم خلال أسبوعين

متابعة ـ حمود بن سالم الريامي:
اختتم يوم امس الاول «مسير الفرسان في ربوع عُمان» سيره الذي جاب من خلاله عددا من محافظات وولايات السلطنة على ظهر الخيل والذي استمر على مدى اسبوعين قطع خلالها حولي 480 كم ، حيث جاء هذا المسير بتنظيم وإشراف من قبل الاتحاد العماني للفروسية، بمشاركة تسعة من الفرسان والفارسات من المملكة المتحدة وكذلك فرسان من السلطنة، وهو مسير يقام للمرة الاولى من حيث مساره ومن حيث الفرسان المشاركين به، ويهدف الى التعرف على جغرافية السلطنة من تضاريس وجبال وأودية وكذلك زيارة عدد من المواقع الأثرية والمناطق السياحية بالاضافة الى مشاهدة الحياة الفطرية التي تنفرد بها السلطنة، وقد اقيم حفل الختام بمدينة الفروسية بمزرعة الرحبة بولاية بركاء بحضور السيد منذر بن سيف بن حمد البوسعيدي رئيس مجلس ادارة الاتحاد العماني للفروسية وسعادة السفير البريطاني المعتمد لدى السلطنة جون ويلكس والعميد اول عبدالرزاق بن عبدالقادر الشهورزي قائد الخيالة السلطانية وعدد من اعضاء مجلس الادارة والمسؤولين بوحدات الخيالة الحكومية.

حفل الختام
اشتمل حفل الختام على عدد من الفقرات الرائعة تنوعت بين رياضات الخيل التقليدية ومهارات الفروسية بالاضافة الى مشاركة فريق عمان للطيران الذي لاقى كل الاعجاب من قبل الحضور للفقرات التي قدمها كل من الكابتن اشرف الزدجالي والكابتن يعقوب الحوسني والكابتن اشرف العجمي من خلال رفع علم السلطنة مع صورة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وكذلك رفع العلم البريطاني.

تكريم وتبادل هدايا
في ختام الحفل قام السيد منذر بن سيف بن حمد البوسعيدي رئيس مجلس ادارة الاتحاد العماني للفروسية بتكريم الجهات المتعاونة وتمثلت في كل من شؤون البلاط السلطاني ممثلا بالمراسم السلطانية والخيالة السلطانية والجيش السلطاني العماني ممثلا بخيالة مدرعات سلطان عمان وشرطة عمان السلطانية والهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون والهيئة العامة للدفاع الوطني والاسعاف ، وكذلك سفارة المملكة المتحدة، ودليل عمان ، وخيام الخليج، كما تم تكريم الفرسان المشاركين من المملكة المتحدة وهم ايفيلين ويب،سيرينا براون،توبي براون،روز ويب ، ايوين كاميرون، تانيا روسيل،سايمون مايال،جوهن لانجدون وهينري دلال، كما تبادل الفرسان البريطانيين الهدايا التذكارية مع الفرسان العمانيين والمشرفين على المسير.

محطات المسير
يبلغ طول هذا المسير حوالي 480 كم وتم قطع مسافة جيدة حتى الان، حيث كانت انطلاقته في اليوم الاول من مزرعة الرحبة بولاية بركاء بمحافظة شمال الباطنة وتوقف المسير للاستراحة وتناول الغداء بالمنطقة الصناعية لولاية بركاء، وانطلق المسير مجدداً باتجاه ولاية نخل مروراً بعدد من الاودية والسهول والجبال بمحافظة جنوب الباطنة، وتم التخييم والمبيت بسيح الرخاء ، وقام الفرسان بزيارة قلعة نخل وعين الثوارة، وفي اليوم الثاني انطلق المسير في الصباح الباكر من سيح الرخاء بولاية نخل باتجاه ولاية الرستاق مرورا بولاية العوابي حيث استراحة الغداء بوادي العوابي ومن ثم واصل الفرسان مسيرهم ليحطوا رحال مبيتهم في قرية العقدة بولاية الرستاق، وفي الصباح الباكر من اليوم الثالث شد الفرسان رحالهم لمواصلة مسيرهم من ولاية الرستاق باتجاه ولاية عبري وتوقفوا للاستراحة في قرية الخفدي بالرستاق وواصلوا بعدها مسيرهم ليخيموا في وادي الطيب بولاية الرستاق ، وقاموا خلال هذا اليوم بزيارة حصن الحزم والتعرف على مكنوناته الاثرية العمانية الاصيلة بالاضافة الى زيارة عين الكسفة ،اما اليوم الرابع فكان الانطلاق من حيث مكان المبيت بوادي الطيب ليكملوا المسير حتى موعد الاستراحة بقرية مري بولاية الرستاق، وبعدها واصلوا مسيرهم حتى بلغوا ولاية عبري والمبيت في قرية مسكن حيث شهد هذا اليوم درجة برودة عالية وصلت الى اقل من عشر درجات ، اما في اليوم الخامس فكان الانطلاق من حيث التوقف الاخير بقرية مسكن والسير باتجاه قرية هجيرمات والاستراحة فيها ومن ثم الاستمرار في المسير على ظهور الخيل حتى التوقف في قرية ساسال بولاية عبري، وفي اليوم السادس باشر الفرسان مسيرهم من حيث نقطة مبيتهم بقرية ساسال الى قرية الطيب بولاية عبري حيث كانت الاستراحة وبعدها استأنف الفرسان رحلتهم حتى وصلوا الى قرية سويداء الماء بولاية عبري والمبيت فيها، وفي اليوم السابع انطلق الفرسان مواصلين مسيرتهم من حيث مكان مبيتهم بقرية سويداء الماء التابعة لولاية عبري يحطوا رحال استراحتهم بقرية كبرة التابعة لولاية عبري ومن ثم واصلوا المسير باتجاه ولاية بهلا والمبيت بقرية نجد المصلى، حيث استقبلهم اهالي ولاية بهلا بالخيل والهجن واقيمت لهم مجموعة من الاهازيج الشعبية وقاموا بزيارة عدد من المعالم الاثرية بالولاية. اليوم الثامن كان الانطلاق من قرية نجد المصلى بإتجاه جبرين والاستراحة هناك وفي المساء قام الفرسان ببعض الزيارات ومن بينها زيارة حصن جبرين وزيارة مركز تدريب وانتاج الفخار والخزف ببهلا والتعرف على مكنونات هذه الاماكن التراثية العمانية، وقام الفرسان بالمبيت في قرية خميلة بولاية بهلا، وفي اليوم الثامن كانت هناك راحة لجميع الفرسان المشاركين حسب جدول المسير تم استغلاله في زيارة مسفاة العبريين وبيت الصفاة بولاية الحمراء وكذلك زيارة ولاية نزوى والتعرف على قلعتها الشهباء وسوقها العريق وكذلك زيارة فلج دارس، وتم التخييم والمبيت في نيابة بركة الموز بولاية ازكي ، ايضاً اليوم التاسع كان راحة لجميع الفرسان وتم استغلاله في زيارة نيابة الجبل الاخضر بولاية نزوى، حيث تعرف الفرسان على الحياة الطبيعية والاشجار الوارفة وشاهدوا صناعة ماء الورد الذي يشتهر به الجبل الاخضر، وكان المبيت في نفس المخيم السابق في نيابة بركة الموز بولاية ازكي، وفي اليوم العاشر ومنذ الصباح الباكر تحرك المسير باتجاه ولاية سمائل وتمت الاستراحة في قرية امطي بولاية ازكي وعقب الغداء وانتهاء فترة الراحة واصل المسير سيره حتى الوصول الى مكان المبيت بقرية فلج المراغة بولاية سمائل، وفي اليوم الحادي عشر وبنفس وتيرة الهمة والنشاط ومنذ الصباح الباكر تحرك المسير على وقع حوافر الخيل متوجهاً الى ولاية بدبد وكانت الاستراحة في قرية الجيلة بولاية سمائل وبعد انتهاء الاستراحة عاود الفرسان سيرهم حتى دخلوا ولاية بدبد والمبيت في قرية فرفارة بدبد، اليوم الثاني عشر كان المسير باتجاه ولاية بركاء وتمت الاستراحة بمنطقة بوه والمبيت فيها ، وفي اليوم الثالث عشر والاخير تحرك المسير من منقطة بوه الى مزرعة الرحبة حيث نقطة الانطلاقة وختام المسير.

مسار متنوع
المسار الذي تم اخياره للخيل راعى العديد من الجوانب ومن ابرزها انسياب الارضية حتى لا تكون قاسية على الخيل وعلى الرغم من ذلك فإن مسار هذا المسير لا يخلو من الصعوبة فهناك مرتفعات ومنخفضات واخرى تضاريس قاسية من الارضية الصلبة والحجارة الكبيرة والاشواك وغيرها الا ان الفرسان تمكنوا في كل مرة من السيطرة على الوضع ، كما ان الفرسان لا يمشون بسرعة واحدة انما يسرعون قليلا كلما اتيحت لهم الفصة ووجدوا الارضية المناسبة، وبعض الاحيان يترجلون من على ظهر الخيل في المناطق الصعبة لمساعدة خيولهم على تخطي المراحل الصعبة.

بناء الجسور
وقال سعادة السفير البريطاني المعتمد لدى السلطنة جون ويلكس : الرياضة عموما تبني جسور بين الشعوب وبين الناس وخصوصا رياضة الفروسية تبني علاقات بين الناس التي تحب الخيول وانا واحد منهم، وانا تعايشت مع الفرسان يوم امس في المخيم الذي كان في البر بولاية بركاء وكنا نتحدث عن كل التجارب والاحداث في هذه الرحلة التي كانت رحلة ناجحة جدا والفرسان أعجبوا بهذه الزيارة كثيرا، وهذا من شأنه تطوير العلاقات بين بريطانيا وعمان وخصوصا في مجال العلاقات الشخصية بين المحبين للخيول ونتمنى ان نطور العلاقات بين الاتحاد العماني للفروسية ونظرائهم في بريطانيا وسنرحب بمشاركة السلطنة في بريطانيا خلال هذه السنة وهي سنة مهمة لنا للاحتفال بعيد الميلاد التسعين لجلالة الملكة إليزابيث الثانية ويسرنا ان نرحب بكم جميعاً لتشاركونا احتفالاتنا.

شكر وتقدير
واوضح السيد منذر بن سيف بن حمد البوسعيدي رئيس مجلس ادارة الاتحاد العماني للفروسية : كما هو معلوم ان طول هذا المسير حوالي 480 كم وهي مسافة ليست بالسهلة وتمر بعدد من التضاريس من جبال وسهول واودية بالاضافة الى تنوع المناخ بين ماطر وبارد ، ولكن بفضل تكاتف كل الجهود المخلصة من ابناء عمان الاوفياء تم هذا المسير بنجاح وكما خطط له وحقق أهدافه المرجوة، وكان من الجميل ايضا ان يمر هذا المسير بالعديد من المعالم السياحية والاثرية والطبيعية الخلابة في تنوع وتفرد للحياة الفطرية الطبيعية، ويسرني ان اتقدم بالشكر الجزيل لجميع الجهات الحكومية والخاصة والافراد الذين تعاونوا في انجاح هذه المسير، متمنيا لهم كل التوفيق والنجاح.

علاقة متينة
وقال الفارس ايفيلين ويب: كانت تجربة رائعة جدا ووجدت كل الترحاب وحسن الضيافة من العمانيين واحسست بالتلاحم والتعاون ، كما ان الخيول التي استخدمناها في هذا المسير كانت ذات قدرة عالية وهي خيول عربية اصيلة تمتلك قدرة جيدة في تحمل المسافات الطويلة وتمكنت من قطع حوالي 480 كم رغم صعوبة التضاريس وقساوتها، وعلاقة سلطنة عمان وبريطانيا علاقة قوية ومتينة ومبنية على اساس قوي وهذا المسير من شأنه تقوية هذه العلاقات بصورة اكبر، وحقيقة زرت السلطنة في عام 1996م ولكن لما زرتها اليوم وجدت اختلافا كبيرا من حيث التطور بصورة جميلة جدا، وارغب في تكرار هذه الزيارة مرة اخرى مع عائلتي في القريب.

تجربة رائعة
وقال الفارس سايمون مايال : استمتعنا كثيرا بهذه التجربة ليس فقط على ظهر الخيل انما ايضا من خلال زيارة المعالم الاثرية والتاريخية والطبيعية التي تتميز بها السلطنة ، ونحن حزينون لانتهاء هذه الرحلة بصورة سريعة وتمنينا لو انها تستمر لفترة اطول، ولكن تعتبر هي اجمل رحلة قضيتها في حياتي وسيظل ذكرها خالدا في داخلي.

أشياء جميلة
وأكدت الفارسة روز ويب أن المسير كان جميلا برفقة مجموعة من الفرسان المتميزين مع وجود تنوع في الاجواء والتضاريس، وشاهدت اشياء جميلة لأول مرة اتعرف عليها لانني ازور السلطنة للمرة الاولى، كما أن العمانيين طيبون وتعاملهم راق جدا وهذا يدل على ثقافتهم العالية، وأتمنى تكرار هذه الزيارة مرة أخرى في المستقبل.