ترحيب واحتفال دولي واسع وإسرائيل لا تزال تتوعد
الرئيس الايراني: (الاتفاق) حصيلة مقاومة وحكمة وتدبير شعب يعارض الحرب والعنف
* أميركا: بدء التنفيذ سيجعل من السهل التعامل مع الأزمات الأخرى في منطقة الشرق الأوسط
* الصين تراه يوما جديرا بالاحتفال للإيرانيين و خطوة ثابتة على الطريق المؤدي إلى حل نهائي
* روسيا: التطبيق الناجح سيسهم في ضمان الأمن في الشرق الأوسط
*كي مون يراه إنجازا مهما يعكس حسن النية من كافة الأطراف للوفاء بالتزاماتها
* الأوروبي: يجري حاليا رفع العقوبات التي تستهدف الاقتصاد والقطاعات الماليةالإيرانية

طهران ـ وكالات: أشاد الرئيس حسن روحاني الأحد بفتح "صفحة جديدة" بين إيران والعالم، بعد دخول الاتفاق النووي التاريخي حيز التنفيذ ورفع معظم العقوبات الدولية المفروضة منذ سنوات على بلاده. ودخل الاتفاق التاريخي الموقع بين ايران والدول الكبرى في 14 يوليو حيز التنفيذ بعد إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يصل مديرها العام يوكيا امانو الى طهران امس الاحد، أن إيران وفت بالتزاماتها الهادفة الى ضمان سلمية برنامجها النووي. والاتفاق بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) انهى نزاعا استمر اكثر من 13 عاما، واعتبر نجاحا كبيرا للسياسة الخارجية للرئيسين باراك اوباما وروحاني. وقال روحاني في رسالة الى الامة "نحن الايرانيين مددنا اليد الى العالم دليلا على السلام وتركنا خلفنا العداوات والريبة والمؤامرات، وفتحنا صفحة جديدة في علاقات ايران مع العالم". وأضاف روحاني أن "تنفيذ الاتفاق النووي لن يكون ضد أي بلد، فأصدقاء إيران عبروا عن سرورهم به، واما المنافسون فيجب أن لا يساورهم اي قلق منه، فنحن لا نشكل تهديدا لاي شعب او حكومة. نحن على اتم الاستعداد للحفاظ على كيان ايران حاملين نداء السلام والاستقرار في المنطقة". ويشكل الاتفاق بداية تقارب بين الولايات المتحدة وايران، فقد قطعت العلاقات عام 1980، وهذا تطور من شأنه ان يثير غضب الحلفاء التقليديين لواشنطن في المنطقة، السعودية وإسرائيل خصوصا، بسبب الخشية من نفوذ القوة الشيعية. كما أراد الرئيس الإيراني ايضا تهدئة معارضيه في بلده، مؤكدا ان "الاتفاق النووي ليس انتصارا لتيار سياسي"، في حين تبدي الأوساط المحافظة معارضتها للاتفاق. واضاف قبل ان يعرض على مجلس الشورى اول موازنة ما بعد رفع العقوبات للسنة الإيرانية (مارس 2016- مارس 2017) "مع رفع العقوبات الآن، فان الوقت حان لبناء ايران". وقال إن ايران لدعم نموها بحاجة الى "30 الى 50 مليار دولار من الاستثمارات الاجنبية سنويا". وقد خنقت عقوبات الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي اقتصاد هذه القوة الأقليمية الغنية بموارد النفط والغاز. وتستعد الأوساط الاقتصادية للعودة الى إيران، وهي بلد يملك رابع احتياطي نفطي في العالم، والثاني في احتياطي الغاز.
وبغض النظر عن ذلك، فقد أشاد العديد من العواصم بالاتفاق النووي معتبرا ذلك نجاحا للدبلوماسية، رغم اعلان الولايات المتحدة انها ستبقى "حذرة للتحقق من أن إيران ستفي بالتزاماتها". وسيتم الرفع الكلي لجميع العقوبات خلال عشر سنوات، لكن سيكون ممكنا خلال فترة 15 عاما، إعادتها تلقائيا في حال انتهكت طهران التزاماتها. وقد وافقت ايران على الخضوع لعمليات تفتيش معززة يقوم بها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما سيبقى الحظر الدولي على الاسلحة التقليدية والصواريخ البالستية حتى العامين 2020 و2023 على التوالي. وهنأ الرئيس الإيراني امس الأحد الشعب والمرشد الأعلى بدخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ ورفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إيرنا) عن روحاني قوله في بيان :"أهنئ الشعب الإيراني العظيم بهذا الانتصار وبهذا الفخر والعزة ... حيث تجاوزنا مرحلة الحظر ودخلنا مرحلة التنمية ، ما علينا إلا أن نعمل وبعزم وإرادة راسخين للاستفادة من الفرص المتاحة أمام الجميع". وأضاف روحاني في البيان :"نحن اليوم ،وبعدما تجاوزنا أصعب المراحل، نمد يد الصداقة للجميع لنبدأ فصلا جديدا من علاقاتنا مع العالم". وقال :"نحن استطعنا ،وبعون الله تعالى وبفضل توجيهات سماحة القائد (المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي) واستنادا إلى فتواه بشأن حرمة الأسلحة النووية واتكالا على أصوات الشعب، من خوض المباحثات النووية بأفضل شكل ممكن والخروج منها بكل عزة واقتدار وطي ملف الحظر وتثبيت حقوق الشعب النووية ووضع الاقتصاد الإيراني في مدار الاقتصاد العالمي ". وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني امس الأحد أن أولئك الذين كانوا يشككون بالاتفاق النووي أثبتوا أنهم "مخطئون تماما"، وذلك خلال أول مؤتمر صحفي يعقده بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ . وقال روحاني في إشارة إلى رفع العقوبات، المصرفية خصوصا، إنه "بعد ساعات فقط من بدء تنفيذ الاتفاق، تم فتح أكثر من ألف خط ائتمان من مصارف (أجنبية) عدة. وهذا يدل على أن المشككين كانوا مخطئين تماما". من جهته صرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لدى وصوله فيينا بأن بلاده متفائلة أن نزاعها القائم منذ فترة طويلة بشأن برنامجها النووي سوف ينتهي. وقال للصحفيين " كل العقوبات النووية رفعت امس ". ومن المتوقع أن يلتقي ظريف منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني ووزير الخارجية الأميركي جون كيري والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو بمناسبة بدء تنفيذ اتفاق نووي موسع توصلت إليه طهران مع القوى الست الكبرى في يوليو. وتنتظر إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين تقريرا نهائيا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا يؤكد أن طهران قد قلصت أنشطتها النووية. وسوف يلزم هذا التأكيد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بان ترفع بشكل فوري العقوبات بما في ذلك حظر مفروض على النفط الإيراني ، بحسب الاتفاق المبرم في 14 يوليو. من ناحيته قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن بدء تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران سيجعل من السهل التعامل مع الأزمات الأخرى في منطقة الشرق الأوسط. وتابع كيري "مع التنفيذ الكامل للاتفاق، بإمكان المجتمع الدولي أن يعمل أخيرا على مواجهة التحديات الإقليمية الأخرى دون تهديد وشيك بوجود إيران مسلحة نوويا، بما في ذلك الأزمة في سوريا"، وأضاف كيري : "اليوم يصادف اليوم الأول لعالم أكثر أمنا"، مسلطا الضوء على الخطوات التي اتخذتها إيران لكبح برنامجها النووي وفقا لبنود اتفاقها مع القوى العالمية الكبرى. وأكد كيري أنه رغم ذلك، فإن المجتمع الدولي "سيظل يقظا في التحقق من مدى التزام ايران كل ساعة من كل يوم في السنوات المقبلة" ببنود الاتفاق الدولي. واجتمع وزيرا خارجية إيران والولايات المتحدة ومنسقة شؤون السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي في فيينا لتوضيح القضايا النهائية الباقية قبيل إطلاق اتفاق نووي بعيد المدى من شأنه إنهاء عزلة إيران. وعقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اجتماعا مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري تمهيدا لتنفيذ الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في يوليو 2015 مع القوى العالمية الست والذي من شأنه إنهاء العقوبات المفروضة على إيران. كما التقى ظريف مع منسقة شؤون السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني في وقت سابق. ومع ذلك، ما زالت إيران وكل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين تنتظر التقرير النهائي الذي ستصدره الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا امس لتأكيد أن طهران قد أوفت بالتزاماتها حيال الاتفاق بتقليص برنامجها النووي. ومن شأن هذا التأكيد إلزام الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة برفع العقوبات فورا عن إيران بما في ذلك الحظر المفروض على النفط الإيراني بناء على اتفاق الرابع عشر من يوليو. كان ظريف قد قال للصحفيين: "سترفع كل العقوبات (ذات الصلة بالبرنامج) النووي ". ووافقت إيران في يوليو على تفكيك آلاف من أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم وتقليص مخزونها من اليورانيوم المخصب من 12 طنا إلى بضع مئات من الكيلوجرامات وصب الخرسانة في المخزن الفولاذي لمفاعل اراك. ووصل رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى العاصمة الإيرانية طهران امس الأحد، بعد يوم واحد من رفع العقوبات الدولية عنها في إطار اتفاق نووي تاريخي. وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة ان المدير العام يوكيا امانو سيلتقي بالرئيس الايراني حسن روحاني ورئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي. ورفع كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة العقوبات التي كانت تستهدف إيران، كما تم الإعلان عن تبادل سجناء أمس السبت، إنهاء لعزلة طهران الدولية. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران قد أوفت بالتزاماتها فيما يتعلق باتفاق العام الماضي مع القوى العالمية الست الكبرى عبر تقليص أنشطتها النووية. وقال بيان للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن اجتماعات أمانو ستركز "على دور الوكالة في التحقق من ومراقبة التزامات إيران المتعلقة بالبرنامج النووي" الإيراني". من جهة اخرى قال وزير الخارجية الصيني وانج يي امس الاحد إن "يوم التنفيذ" للاتفاق النووي الايراني يعتبر يوما "جديرا بالاحتفال" للشعب الايراني ولديه "تأثير واضح" في وقت يواجه فيه نظام عدم انتشار الاسلحة النووية الدولي في المنطقة اختبارا. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن وانج قوله إن "يوم التنفيذ" خطوة ثابتة على الطريق المؤدي إلى حل نهائي سياسي ودبلوماسي للملف النووي الايراني. وأضاف وانج أنه تم التوصل إلى هذا اللانجاز بصعوبة مشيرا إلى أن الصين تقدر العمل الذي قامت به إيران ومجموعة 1+5 التي تضم بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة إلى جانب ألمانيا. وحث الوزير جميع الاطراف على الاستمرار في تنفيذ الاتفاق بجدية خلال العقد المقبل من أجل "تحقيق مكسب تاريخي". وتابع وانج أن جميع الاطراف يجب أن تستمر في الوفاء بالتزاماتها خلال السنوات المقبلة على أساس مبادئ المساواة والعدل والتوازن. وأضاف أن الصين قامت بدور بناء في المفاوضات السابقة وأكد على أن بلاده ستستمر في العمل مع جميع الاطراف من أجل التسوية الشاملة والمناسبة وطويلة الاجل للقضية النووية الايرانية، حسب شينخوا. وكان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد رفعا العقوبات التي كانت تستهدف إيران، كما تم الإعلان عن تبادل سجناء ، إنهاء لعزلة طهران الدولية. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران قد أوفت بالتزاماتها فيما يتعلق باتفاق العام الماضي مع القوى العالمية الست الكبرى عبر تقليص أنشطتها النووية. من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الروسية بعد عرض تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البرنامج النووي الايراني أن التطبيق الناجح لخطة العمل بين إيران والقوى العالمية الست الكبرى من شأنه أن يساهم في ضمان الامن في الشرق الاوسط ، طبقا لما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء امس الاحد. وقالت الخارجية الروسية في بيان على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن "التطبيق الناجح لخطة عمل (إيران والسداسية) من شأنه أن يعزز نظام منع الانتشار النووي وحل العديد من المشاكل الدولية المعقدة، كما ستساعد على تعزيز الأمن الدولي والإقليمي بالدرجة الأولى في الشرق الأوسط والخليج ". كما أعربت الوزارة عن أمل موسكو في أن تتمسك كل من إيران ومجموعة "1+5" بجميع التزاماتها بموجب خطة العمل المشتركة. ونقلت الوكالة الروسية عن الوزارة قولها إن روسيا لعبت دوراً محورياً في تهيئة الظروف المواتية للبدء في تنفيذ خطة العمل، موضحة أن التعاون الوثيق بين الوكالة الذرية الروسية "روس آتوم" والمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية أثمر في نقل جميع كميات اليورانيوم المخصب إلى خارج الأراضي الإيرانية، كما نصت عليه الخطة، وكان ذلك أحد الشروط الأهم والأكثر صعوبة. من جهته رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتنفيذ الاتفاق النووي الايراني. وقال بان كي مون في بيان إن "هذا إنجاز مهم يعكس الجهود حسنة النية من جانب جميع الأطراف للوفاء بالتزاماتها المتفق عليها ". وأكد أن الاتفاق بين ايران والقوى العالمية الست "يوضح أن المخاوف الدولية المتعلقة بالانتشار النووي من الأفضل أن تعالج من خلال الحوار والدبلوماسية المتأنية". وأشار إلى أنه "يأمل أن يساهم نجاح هذا الاتفاق في تعاون إقليمي ودولي أكبر من أجل أن يحل السلام والأمن والاستقرار في المنطقة وخارجها". بدورها قالت منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي فيديريكا موجيريني بالنيابة عن القوى العالمية الست المعنية بالاتفاق النووى مع إيران إنه يجري حاليا رفع العقوبات الأوروبية والأميركية التي تستهدف الاقتصاد والقطاعات المالية لإيران وذلك مع دخول الاتفاق النووي الذي طال السعي إليه مع إيران حيز التنفيذ. من جهته أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس الاحد ان اسرائيل "لن تسمح لإيران بحيازة سلاح نووي" غداة دخول الاتفاق النووي التاريخي بين إيران والدول الكبرى حيز التنفيذ. ونقل بيان صادر عن مكتب نتنياهو قوله خلال جلسة مجلس الوزراء الأسبوعي أن "سياسة إسرائيل كانت ولا تزال تقضي بمنع ايران من الحصول على الأسلحة النووية".