البرلمان يشدد على مكافحة الإرهاب

الرمادي ــ وكالات: كشف مصدر أمني عراقي أمس عن وصول قوة خاصة من الجيش الاميركي الى قاعدة عين الاسد غرب بغداد للمساعدة بتحرير مناطق غربي الانبار مع سوريا والاردن. فيما دمر ارهابيو (داعش) دير "القديس إيليا" في مدينة الموصل، أقدم الأديرة المسيحية في العراق، وجعل منه حقلاً كبيراً من الركام والأنقاض.
وقال المصدرالامني العراقي وهو ضابط رفيع بقيادة عمليات الجزيرة والبادية لوكالة الانباء الالمانيةإن" القوة الخاصة الاميركية ويطلق عليها الفرقة المجوقلة وصلت الى قاعدة عين الاسد كبرى القواعد التي تتمركز فيها قوات أمريكية في منطقة غربي الانبار يبلغ تعداد افرادها 1800 ضابط وجندي" . وأضاف الضابط العراقي أن" مهمة هذه القوة التي تمتلك مهارات قتالية وأسلحة أميركية متطورة المشاركة مع القوات العراقية وابناء العشائر في الانبار بتحرير مناطق غرب البلاد في محافظة الانبار وخاصة مناطق هيت وأطراف من حديثة والقائم قرب سورية والرطبة قرب الحدود الاردنية وتأمين الطريق الدولي الرابط بين بغداد وعمان" . وأشار الى أن" هذه القوة العسكرية الخاصة 101 وصلت الى قاعدة عين الاسد في وقت متأخر من يوم أمس الاول وستباشر مهمتها القتالية والتدريبية مع القوات العراقية ودراسة جغرافية هذه المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم داعش". وكانت الولايات المتحدة أعلنت قبل أيام عن موافقة الحكومة العراقية والبرلمان على دخول قوة اميركية خاصة مؤلفة من 1800 عنصر لقتال تنظيم داعش في المناطق الغربية من العراق.
الى ذلك، تحول أقدم دير في الموصل شمال العراق إلى كومة ركام، بعد أن أقدم داعش على هدمه في استمرار لعمليات التدمير الممنهج للمواقع الأثرية التاريخية. فلمدة 1400 عام صمد هذا المجمع الأثري أمام كافة العوامل الطبيعية والبشرية، ليأتي التنظيم الإرهابي ويسويه بالأرض. وقد أفادت وكالة اسوشييتد برس بأن صوراً التقطتها الأقمار الصناعية كشفت أن دير "القديس إيليا" محي عن بكرة أبيه. وتعليقاً على تلك المجزرة الأثرية، عبر الكاهن بولس ثابت حبيب من مكتبه في إربيل، عن حزنه العميق قائلاً:" لا أستطيع التعبير عن مدى حزني، تاريخنا المسيحي يدمر، إنها محاولة لتهجيرنا من العراق، وانهاء وجودنا في تلك الأرض." يذكر أن داعش أقدم قبل ايام (السبت 16 يناير) على بيع عقارات ومنازل وممتلكات المسيحيين في مدينة الموصل العراقية بالمزاد العلني لتأمين موارد مالية لسد متطلباته. وقال سكان محليون يقيمون في مدينة الموصل لوكالة الأنباء الألمانية إن تنظيم "داعش" افتتح السبت مزادا علنيا في منطقة دورة قاسم الخياط غربي الموصل بعد إعلان عناصر الحسبة، من خلال سياراتهم ودورياتهم العسكرية والأمنية الجوالة في الشوارع باستخدام مكبرات الصوت، بدء ساعة المزاد. وأشار السكان إلى أن عناصر التنظيم أقدموا على عرض منازل وممتلكات العوائل المسيحية فقط داخل المزاد باعتبارها غنائم لداعش. وأضافوا أن المزاد ضم أكثر من 400 منزل سكني ونحو 19 عمارة تجارية وأيضا 167 محلا ومخزنا ومرآبا تجاريا لصالح خزينة التنظيم التي تعاني من ضائقة مالية.
من جهته، أكد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أمس الاربعاء أن مواجهة الارهاب ضرورة حتمية تاريخية على الدول الاسلامية. وقال الجبوري ، في افتتاح أعمال الدورة الـ 11 للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي أمس ، إن الارهاب اتخذ الجغرافيا الاسلامية مكانا والاسلام شعارا زائفا لذلك فان مواجهته حتمية تاريخية على الدول الاسلامية عبر القضاء على عصاباته اينما كانت وتحريم افكاره وحل المشكلات الامنية في بعض الدول الاسلامية التي استغلها الارهاب بأفق اسلامي ورؤية حريصة على انقاذ اي عضو في الجسد الاسلامي مما يؤلمه ولو بالسهر والحمى". وأضاف " علينا مواجهة التحديات الخطيرة الناجمة عن انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقتنا على وجه التحديد فالمسؤولية الشرعية تدعونا الى المطالبة بإخلاء منطقتنا الملتهبة من تلك الاسلحة اخلاء كليا وليس انتقائيا ووضع برنامج موحد لإنقاذ اجيالنا الحاضرة والمقبلة من كوارث ابادة قد تنجم عن استخدام هذه الاسلحة في اي مكان من العالم وفي الوقت عينه لا بد من التأكيد على شرعية حق الدول الاسلامية في امتلاك حلقات الاستخدام السلمي للبرامج النووية". وقال "إن ما تمر به بعض شعوبنا الاسلامية من أوضاع خطيرة ومؤلمة وحساسة يستدعي منا تحفيز كل طاقاتنا للاستدراك والمعالجة فما يحصل في ليبيا واليمن وسورية والعراق من اقتتال وصراع مع الارهاب الذي يلبس ثوب الدولة أو مع الدولة التي تلبس ثوب الارهاب يعد نهجا كارثيا الخاسر فيه هو الشعوب ولذا فلا بد من جهد أممي جامع للخروج من هذه الازمة ". وتستمر أعمال الدورة حتى 25 من الشهر الجاري تحت شعار " معا لمكافحة الارهاب والتطرف".