[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/samyhamed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]سامي حامد[/author]
”.. هناك من يتوقع أن تقوم عناصر الإخوان بتحويل المشهد في الـ25 من يناير إلى حرب عصابات عن طريق تحريض أتباعهم بالقيام بالعمليات في مناطق قريبة من بيوتهم حتى يتمكنوا من العودة والاختباء بسهولة بعد تنفيذ العملية، على أن تقوم مجموعات أخرى بالاشتباك مع قوات الأمن في الطرق المؤدية إلى أماكن التفجيرات المتفرقة وجرهم للدخول في حرب عصابات...”

الاثنين المقبل تحل الذكرى الخامسة لأحداث الـ25 من يناير في مصر، ما دفع السلطات المصرية إعلان حالة الاستنفار القصوى لمواجهة أية أعمال عنف أو شغب قد تحدث في هذا اليوم على يد الجماعات الإرهابية، في الوقت الذي أصدرت فيه جماعة الإخوان بيانا أعلنت فيه التصعيد خلال تلك الذكرى محذرة فيه عناصرها من البقاء في منازلهم، بينما يرى سياسيون أن الشعب المصري سيلقن الجماعة درسا لن تنساه خلال هذا اليوم.
جماعة الإخوان أعلنت عن تنظيم مؤتمر لها اليوم الجمعة لدعوة قياداتها وعناصرها للتظاهر في ذكرى ثورة الـ25 من يناير، وقال ائتلاف دولي تابع للإخوان يدعى "الائتلاف العالمي للمصريين في الخارج"، في بيان له عبر صفحته على "فيس بوك"، إن المؤتمر سيحضره عدد من قيادات الجماعة وحلفائها في الخارج، وهم جمال حشمت، عضو مجلس شورى الإخوان، ومها عزام، رئيسة ما يسمى المجلس الثورى التابع للإخوان بتركيا، ووليد شرابي أحد حلفاء الإخوان في تركيا.. كما أعلن ائتلاف يدعى الائتلاف المصري الألماني، عن تدشين ما أسماه "حملة شعبية" لإحياء ذكرى ثورة الـ25 من يناير في العاصمة الألمانية برلين غدا السبت بحضور عدد من قيادات الإخوان المتواجدة في الخارج. وقال الائتلاف في بيان له: "موعدنا في هيرمان بلاتس مع ثوار العاصمة الاتحادية برلين - 23 يناير 2016، انتظرونا".
يأتي كل هذا، فيما أعلن ما يسمى "المجلس الثوري" التابع لجماعة الإخوان في تركيا، في بيان له عن تنظيم مظاهرات في شوارع اسطنبول بالتزامن مع ذكرى ثورة الـ25 من يناير.
هناك من يرى أن عناصر جماعة الإخوان ستتبنى خطة تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق والشام لتشتيت جهود قوات الأمن في الـ25 من يناير، وإرباك حساباته عن طريق القيام بعمليات إرهابية متفرقة لمنشآت ومؤسسات حيوية غير مؤمنة بشكل كبير أو بعيدة عن الشرطة والجيش، مما يدفع الأجهزة الأمنية للتحرك تجاه هذه المنشآت ومثيلاتها لتأمينها، ويضعف بالتالي مناطق تمركزهم الرئيسية، وهي خطة يطلق عليها عند "داعش" شوكة النكاية والإنهاك، أي إيقاع النكاية بقوات الأمن لإنهاكها وإضعافها.
وهناك من يتوقع أن تقوم عناصر الإخوان بتحويل المشهد في الـ25 من يناير إلى حرب عصابات عن طريق تحريض أتباعهم بالقيام بالعمليات في مناطق قريبة من بيوتهم حتى يتمكنوا من العودة والاختباء بسهولة بعد تنفيذ العملية، على أن تقوم مجموعات أخرى بالاشتباك مع قوات الأمن في الطرق المؤدية إلى أماكن التفجيرات المتفرقة، وجرهم للدخول في حرب عصابات لقطع الطريق أمام أي إمدادات أمنية، لا سيما المناطق المحيطة بالتحرير ووسط البلد ومنطقة الأزهر والقصر العيني، وذلك بتفجير محطات المياه والكهرباء والبنزين، والسينما والمسارح القريبة من هذه المناطق.
والواقع أن هناك من يضخم الأحداث، خاصة وأن جماعة الإخوان أصبح ليس لديها القدرة على الحشد، كما أن معظم حلفائها تخلوا عنها، بل وصل الخلاف بينهما إلى حد العداء، وفي هذا الصدد أعلنت حركات إسلامية عدم التظاهر في ذكرى ثورة الـ25 من يناير، موضحين أن الهدف من تلك الدعاوى هو إثارة الفوضى، وأنهم لن يساهموا في استغلال الإخوان لفعالياتهم لإشعال الموقف. وأعلنت الجبهة الوسطية عدم مشاركتها في أي احتفالات أو مظاهرات في ذكرى الـ25 من يناير 2016، مشيرة إلى ضرورة أن ينتبه الشعب المصري إلى العمل والتنمية. وقالت الجبهة في بيان: "مهمتنا تشجيع الشعب المصري على الإنتاج والعمل الجاد، ومحاولة إيجاد فرص عمل للشباب في سوق العمل، وليس المشاركة في مظاهرات أو احتفالات خلال ذكرى ثورة الـ25 من يناير". كما أعلنت الدعوة السلفية معارضتها لدعوات التظاهر في ذكرى الـ25 من يناير مشيرة إلى أنها لن تشارك في أي دعوات للتظاهر خلال تلك الذكرى. بل وقامت الدعوة السلفية العدو اللدود لجماعة الإخوان بعمل جولات خلال الفترة الأخيرة بالمحافظات المصرية لتحذير شبابها من النزول في تلك الذكرى، وموضحة أن تلك الدعوات "شر يريد أن ينال من الدولة المصرية بكل أركانها، والذي يسوقه البعض في التيارات الإسلامية ضد الدولة".
وبدورها شنت الجماعة الإسلامية هجوما عنيفا على دعاوى التصعيد في ذكرى الـ25 من يناير مشيرة إلى أن هذه الدعوات هدفها زيادة الفرقة والانقسام داخل المجتمع المصري.
الكل مشغول بذكرى الـ25 من يناير .. أجهزة الحكومة .. القوى الثورية .. جماعة الإخوان وعناصرها المسلحة .. هناك من يريدها احتفالية .. وهناك من يتمناها دموية وأيا كان الحدث مصر لن تسقط!!