[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
مقدمة:
جلست في ذلك المقهى المشرف على آثار مدينة صيدا البحرية في لبنان، تلك المدينة الموغلة في التاريخ، أتأمل الزمن الذي عبر منذ ان وضع إنسان ذلك الزمان تلك الحجارة ورصفها بتلك الطريقة الهندسية ليتركها بالتالي لأزمان وأجيال سوف تفنى فيما تبقى حجارتها محدثة عما مرت بها ولمن مرت ولم تستقر على صاحب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان الجو الصباحي ملبدا بالغيوم، لكن الأفكار التي فتحتها تلك القلعة أخذتني الى مفهوم كان يبشر بالخير في وقت ما لكنه اليوم تبدل وتغير..
انها السياحة العربية التي تتعرض الآن الى أقصى عقوبة ليست مسؤولة عنها بقدر ماهي ظروف الأمة وظروف المنطقة وهي تعيش على حد السكين..
وحين نقول السياحة فنحن نفتح بابا كان أملا بخيراته لمنطقة تعوم على تاريخ ما قبل الإنسان وما قبل التاريخ الى الحاضر مرورا بكل مامر من غزوات ومن حضارات تركت بصماتها ومضت لكن آثارها ظلت شاهدة عليها.
فالمنطقة العربية من أغنى مناطق العالم حضارة وحفظا للتراث الإنساني، واينما وضع المسلمون يدهم نجد تلك الشاهددة، ولهذا تنجح السياجة في اسبانيا مثلا وتعتبر من اعلى مدخولات الدخل القومي لأن ما يتفرج عليه السائح والزائر هو من صنع المسلمين هناك.
اخذتني الأفكار في هذا الاتجاه فاردت تدوينه لأشرح عن عالم غني بتاريخه فهو بالتالي أغنى مكان في الأرض بالآثار الناطقة بما مر.
وكنت قبلها قرأت عن الزيتون تلك الشجرة التاريخية ايضا، فعرفت ان سوريا مثلا هي الثالثة في انتاج زيت الزيتون والاولى في العالم بجودته وفيها 91 مليون شجرة زيتون تقريبا، ثم ان تونس هي الرابعة في العالم في هذه المادة الحيوية باكثر من ستين مليون شجرة..
ويقال إن هنيبعل القرطاجي حين غزا ايطاليا، قادما من قرطاجة بتونس، والتي تأتي في المرتبة الأولى في العام الى جانب اسبانيا في انتاج هذا الزيت، حمل معه تلك الشجرة وزرعها هناك.
اعود الى الخرائط، فبرزت لي معالم كثيرة ارتسمت على الفور، وحين راجعتها وجدت نفسي امام صدمة حقيقية، لأن عالمنا العربي يحوي اهم آثار العالم ويحمل منذ آلاف السنين تلك الذخيرة في كل مناحيه..
وانه منذ سكنه الإنسان كان قابيل وهابيل يعيشان في ارض سوريا، وبالتالي فمركز الحضارات كلها عاشت هنا، وشعت الى العالم، بل ان الديانات الكبرى خرجت من هنا لتصبح عالمية وروادها اليوم بالمليارات.
فمن هنا المسيحية ومن هنا اليهودية ثم الاسلام، ومن هذا الشرق عبرت جيوش الى العالم، فكانت في قلب اوروبا، الاندلس، وكانت في الشرق الاقصى، بل قيل ان كريستوف كولومبس حين اكتشف اميركا كان من بحاراته او من مستشاريه مسلمين.
انتظمت الافكار السياحية وهي بالاحرى تاريخية بالدرجة الاولى، فكان ان اخذتني الى البعيد تلك الملامح الاولى التي مازالت مبهرة في مسيرة الإنسان على هذه الارض..
فكانت الأهرامات في مصر بكل ما شكلته من حضارة سرقت اهتماما عالميا وصل رقم سواحه الى سبعة ملايين في السنة قبل دخول مصر في مشاكلها السياسية الأخيرة التي ما زالت عالقة بها.
وكم كانت سوريا ايضا بمعالمها السياحية جاذبة للملايين وهي التي عرفت كل أشكال التاريخ، حتى ان الاردن بآثار " البتراء " العملاقة قدم خميرة إنسانية لمفهوم التطور البشري، فكانت تلك الاثار أروع ما بقي من تاريخ نبطي ما قبل الإسلام والمسيحية.
إضافة الى ما وجده الإنسان من حضارة ما قبل التاريخ كما يسميها جبرا ابراهيم جبرا وهي حضارة بلاد مابين الرافدين في العراق من اشورية وكلدانية وبابلية وغيره، وكلها كانت موثقة في متحف العراق الوطني الذي تعرض لاكبر عملية نهب في تاريخ المتاحف من قبل الاحتلال الاميركي ولصوص الاثار والتاريخ من صهاينة وخلافه.
دون أن ننسى لبنان وآثار بعلبك الرومانية الشاهدة على حضارة المنطقة.
وعلينا ان نتذكر الصحراء العربية التي تشكل قسما كبيرا من الارض العربية وهذه لها ثقافتها وهندستها السياحية أيضا.
واذا ما اتجهنا شرقا الى البلد العربي الذي هو او بلد عربي تشرق عليه الشمس وأعني به السلطنة فإننا سنحظى بزيارة كنوز وليس مجرد مواقع أثرية تحكي حضارة عريقة موغلة في القدم إضافة الى شواهد حضارية عن ما يصنعه الإنسان العماني من صروح دينية وثقافية، في ظفار بجنوب هذا القطر حيث البليد وسمهرم و..مرورا بصور، حيث صناعة السفن التي رفدت في الماضي الأسطول البحري العماني بسفن شقت عباب البحار حتى وصلت أميركا غربا والصين شرقا.
وتقابلنا نزوى الملقبة ببيضة الاسلام بقلعتها الشامخة التي أنجبت العديد من العلماء الذين أثروا التاريخ العماني بروائع فكرهم الديني والادبي والعلمي..
من الصعب علينا في هذه المساحة أن نحصي الآثار التاريخية وإبداعات الإنسان العماني لكن لا يمكننا تجاهل وسائل الري المسماة الأفلاج والتي تشق طريقها تحت الأرض لآلاف الأمتار والتي تعد إعجازا معماريا يضاف اليها اعجاز آخر وهو المساجد والجوامع التي أشهرها جامع السلطان قابوس الأكبر في العاصمة مسقط، والقلاع التي تزين الحواضر العمانية تروي قصة الدولة العمانية ماضيا وحاضرا.. هذا الحاضر الحافل بالمنجزات الحضارية الدينية والثقافية والحضارية التي تمثل امتدادا للماضي العريق.
يضاف الى هذا كله الموقع الجغرافي والتنوع في التضاريس من جبال وصحار وسهل وبحر والمناخ المتنوع..
خلاصة القول إن زيارة سلطنة عمان في أي فصل من فصول العام يوفر للسائح ثراء معرفيا وراحة نفسية ومتعة لا تعوض.
تعوم الارض العربية اذن على آثار سياحية تعتبر الأغنى عالميا، إضافة الى التنوع الذي تنشده..
فنحن في أوروبا مثلا أمام إبداع متشابه، لكنه في المنطقة العربية متشكل الى ابعد الحدود.
وحين زارني يوما أحد المحبين للتاريخ حملته الى مدينة صور اللبنانية ليرى تلك المدينة الصغيرة التي كانت كبيرة وتعتبر رمزا كبير من رموز التاريخ حيث بدأت صناعة الصباغ الارجواني فيها، ومنها سميت اوروبا بهذا الاسم، واما مدينة قرطاج في تونس اليوم فتعود الى ابنة صور أليسار التي هربت منها لتبني تلك المدينة التونسية الخالدة التي اضحت حضارة كبرى نازلت روما في عز قوتها.
إذن هنا كل التاريخ البشري الذي يمكن تصفحه كلما تطلعنا الى المنطقة بعين تاريخها الأصيل.
ولكي تتحول منطفتنا العربية بكل اقطارها المنوعة والمميزة في آثارها الى مركز جذب، لابد ان تتوقف فيها على الفور تلك المشاهد والصور القاتلة المدمرة، وتلك الحروب المستعرة، وان تعود الى استقرارها كي يعود اليها العالم الذي كنا نشاهده وهو يحج الينا بكثرة، يأتينا من كل صوب ليتفرج على مشاهد لم يرها في بلاده..
فهنا في بلاد الشام عاش الرومان وتركوا آثار بعلبك وجبيل وصيدا وصور وغيرها، وجرش في الاردن وبعض المناطق، وفي سوريا الكثير من أثر الرومان، وسنرى مثيلا له في ليبيا كمحزون روماني ايضا..
ويمكن لنا ان نقدم اروع مكان للعالم المسيحي كي يأتي اليه بكل ملايينه وهو المغطس الذي تعمد فيه السيد المسيح في نهر الاردن، كما ان لدينا مدنا لها قامات كبرى كمكة المكرمة والمدينة المنورة، ومن ثم القدس، والقيروان، وهنا دفن ابطال التاريخ العربي الكبار في سوريا ومنهم صلاح الدين الايوبي والظاهر بيبرس وخالد بن الوليد وكل الصحابة الاوائل..
وهنا جرت اعنف المعارك، من بدر الى احد الى اليرموك الى خيبر وحطين وعين جالوت وغيرها..وهنا ولد السيد المسيح فكانت بيت لحم المقدسة..
وهنا حيث هنا مراقد الاشراف والقديسين.
ضمن جو عابق بكل المشاهد الموحية في المنطقة العربية لابد من الاعتراف بان السياحة كنز كبير نفتقده اليوم، فلم نعد ترى اصدقاء التواريخ وهم يأتون الينا منبهرين بعالمنا..
يأتون بأفكار مسبقة جلها غير مؤاتية ثم يخرجون بتعلق بهذه الأرض التي أنبتت تلك المشاهد.
اذن اضافة الى المخزون الهائل السياحي من آثار لحضارات متعددة لابد من الاعتراف بأن ابرز معطى سياحي هي السياحة الدينية نظرا لما عليه المنطقة اساسا من قيم دينية عاشتها خلال آلاف السنين، وأن المنطقة غنية بها وتكاد تشتهر بها ايضا.
وفي هذا المجال لابد من القول بناء عليه ما جاء في احدى الدراسات انه"كان الحج والعمرة والزيارات إلى مقامات الأنبياء ومراقد الأئمة والأولياء الصالحين والمناسبات الدينية، وعبرالتاريخ، هو المحرك للشعوب الإسلامية لتخرج من دوامة حياتها ومدنها وتتوجه إلى الترويح عن النفس المتعبة.
وبعد أداء الصلاة أو الزيارة المقصودة ترتاح النفوس وتتمتع بمباهج الحياة الملتزمة وفق القيم الإسلامية والإنسانية.
ولابد من أن نعطي الأمثلة والوقائع لكي يطلع عليها من لايعرفها من غير المسلمين، أما المسلمون فلابد لهم من معرفتها حتى وإن لم يمارسوها.
فهناك أولاً بيت الله الحرام الذي يزار لأداء فريضتي الحج والعمرة وزيارة المدينة المنورة التي فيها قبر الرسول الأعظم، نبينا محمد صلوات الله عليه وآله وسلم.
وهناك المسجد الأقصى في القدس الشريف الذي بارك الله من حوله، ومزارات الأنبياء عليهم أفضل السلام، نذكر منهم: آدم وشيت ويونس وجرجيس ونوح وهود وصالح وذي الكفل في العراق والنبي إبراهيم في الأردن.
وهناك مراقد الأئمة من آل بيت النبوة في النجف الأشرف وكربلاء والكاظمية وسامراء ومشهد.
وأئمة المذاهب الإسلامية، مثل مسجد ومرقد الإمام أبي حنيفة النعمان في منطقة الأعظمية في بغداد، وباقي مراقد الصحابة رضوان الله عليهم، والأولياء الصالحين، الذين حملوا رسالة الإسلام إلى أركان المعمورة والموزّعة في أنحاء العالم الإسلامي من المحيط الأطلسي غرباً إلى أقصى آسيا في الشرق وجنوبا إلى مناطق إفريقيا وفي دول وبقاع أخرى من العالم.
إن المساجد وأضرحة الأئمة والصحابة والأولياء الصالحين تزخر بالعطاء الروحي وتشع بالإيمان والتضحية في سبيل الإسلام.
ومما يكشف لنا أهمية الآثار والمعالم التاريخية ما ورد في أحاديث الإسراء والمعراج أنه كان من برامج تلك الرحلة تجوّل النبي (ص) وزيارته لمواقع الأنبياء السابقين حيث ورد أنه نزل في رحلة المعراج في (المدينة) و(طور سيناء) و(بيت لحم) وصلى فيها، فقال له جبرائيل: يا رسول الله أتعلم أين صليت؟ إنك صليت في «طيبه» وإليها مهاجرتك وصليت في «طور سيناء» حيث كلم الله موسى تكليما، وصليت في «بيت لحم» حيث ولد عيسى.",,
اما الاماكن الدينية العربية التي ينطبق عليها مفهوم السياحة الدينية فهي كثيرة يمكن اختصارها كالتالي:
ـالمسجد الحرام: هو أعظم مسجد في الإسلام ويقع في قلب: مدينة مكة في الحجاز غرب المملكة العربية السعودية، تتوسطه الكعبة المشرفة التي هي أول بيت للناس وضع على وجه الأرض ليعبدوا الله فيه تبعاً للعقيدة الإسلامية، وهذه هي أعظم وأقدس بقعة على وجه الأرض عند المسلمين.
وهي قبلة المسلمين في صلاتهم.
والمسجد الحرام سمي بهذا الاسم لحرمه القتال فيه منذ دخول النبي المصطفى إلى مكة المكرمة منتصرا ويؤمن المسلمون أن الصلاة فيه تعادل مئة ألف صلاة.
ـالمسجد النبوي: هو مسجد النبي محمد بن عبد الله رسول الإسلام وفيه يوجد قبره، ويعد المسجد النبوي ثاني أقدس دور العبادة بالنسبة للمسلمين بعد المسجد الحرام في مكة.
يقع في المدينة المنورة في غرب المملكة العربية السعودية.
والمسجد النبوي هو أحد ثلاثة مساجد تشد لها الرحال في الدين الإسلامي؛ فقد قال النبي محمد: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا.
يعتقد المسلمون أن الصلاة فيه تعدل ألف صلاة فيما دونه من المساجد إلا المسجد الحرام.
ـالمسجد الاقصى: وهو واحد من أكثر المعالم قدسية عند المسلمين، حيث يعتبر أولى القبلتين في الإسلام.
يقع المسجد الأقصى داخل البلدة القديمة لمدينة القدس في فلسطين.
وهو اسم لكل ما دار حول السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من المدينة القديمة المسورة، ويعد كل من مسجد قبة الصخرة والجامع القبلي من أشهر معالم المسجد الأقصى.
ـقبة الضخرة: يقع في حرم المسجد الاقصى في القدس وتحديدا شمال المسجد.
وقد أمر ببنائه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان خلال الفترة 688م - 692م فوق صخرة المعراج.
ولا يزال حتى يومنا هذا رمزاً معماريا للمدينة و يذكر بعض العلماء أن الكنائس التي بناها فرسان الهيكل فيما بعد تأثرت بأسلوب العمارة الإسلامية وبنمط قبة الصخرة, ويظهر ذلك جليا فيكاستل دل مونتي.
ـالحرم الابراهيمي: هو أقدم مساجد مدينة الخليل في فلسطين وأبرز ما يميّزها، حيث يعتقد أتباع الديانات السماوية بأن جثمان النبي إبراهيم موجود فيه.
يحيط به سور كبير يرجح أن أساساته بنيت في عصر هيرودوس الأدوي قبل حوالي الألفي عام، والشرفات الواقعة في الأعلى تعود للعصور الإسلامية.
تم بناء سقف للحرم وقبابه في العصر الأموي، وفي العصر العباسي فتح باب من الجهة الشرقية، كما عني الفاطميون به وفرشوه بالسجاد.
وفي فترة الحملات الصليبية، تحول الحرم إلى كنيسة ثانية وذلك في حدود عام 1172، ولكنها عادت إلى جامع بعد دخول صلاح الدين بعد معركة حطين.
ـالمسجد الاموي: يعود تاريخ المسجد الأموي إلى 1200 سنة قبل الميلاد، حيث كان هذا المكان معبدا للإله "حدد الأراني"، إله الخصب والرعد والمطر، وعندما دخل الرومان إلى دمشق أقاموا فيه معبدا للإله جوبيتر، وعندما دخلت روما في المسيحية أقيم في المنطقة الغربية الشمالية من مكان المعبد كنيسة يوحنا المعمدان، ولما دخل المسلمون إلى دمشق، جرى اقتسام موقع الكنيسة إلى قسمين أحدهما للمسلمين والأخر للمسيحيين أشتراه منهم فيما بعد الوليد بن عبد الملك وبنى جامعا ليس له مثيل في الشرق.
وعلينا ان لاننسى ما تذخر به العاصمة السورية من مراكز سياحية دينية وهي كثيرة ومتعددة ومن قبور لابطال المسلمين التاريخيين ومن مدارس اسلامية ذات شأن في عصرها، دون ان ننسى الاهمية الاساسية لمخزونات مدينة حلب التاريخية الاسلامية التي تمثل قلعتها الشهيرة ابرز أثر متكامل رغم الاعتداء الذي تعرضت له من قبل المسلحين الارهابيين.
ـكنسية المهد: هي الكنيسة التي ولد يسوع المسيح في موقعها، وهي تقع في بيت لحم جنوب الضفة الغربية.
بناها الإمبراطور قسطنطين عام 335.
تعتبر كنيسة المهد من أقدم كنائس فلسطين والعالم والأهم من هذا حقيقة أنَّ الطقوس الدينية تقام بانتظام حتّى الآن منذ مطلع القرن السادس الميلادي حين شيّد الإمبراطور الروماني يوستنيان الكنيسة بشكلها الحالي.
كانت كنيسة المهد هي الأولى بين الكنائس الثلاث التي بناها الإمبراطور قسطنطين في مطلع القرن الرابع الميلادي حين أصبحت المسيحية ديانة الدولة الرسمية وكان ذلك استجابة لطلب الأسقف ماكاريوس في المجمع المسكوني الأول في نيقيه عام 325 للميلاد
ـكنيسة القيامة: هي كنيسة داخل أسوار البلدة القديمة في القدس.
بنيت الكنيسة فوق الجلجلة أو الجلجثة وهي مكان الصخرة التي يعتقد ان المسيح صلب عليها.
وتحتوي الكنيسة على المكان الذي دفن فيه المسيح واسمه القبر المقدس.
سميت كنيسة القيامة بهذا الاسم نسبة إلى قيامة المسيح من بين الأموات في اليوم الثالث من الأحداث التي شبهت للبعض موتة على الصليب، بحسب العقيدة المسيحية.
ـالمغطس: هو المكان الذي تعمد به السيد المسيح( وفقا للديانة المسيحية) على يد يوحنا المعمدان.
بيت عنيا حيث كان يوحنا المعمدان يبشر ويعمد في الفترة الأولى من بشارته.
وقد تم الكشف عن هذه المعلومات على اثر الحفريات الأثرية التي تمت على امتداد "وادي الخرار" منذ عام 1996.
أن الأدلة الواردة في النص الإنجيلي، وكتابات المؤرخين البيزنطيين ومؤرخي العصور الوسطى، وكذلك الحفريات الأثرية التي أجريت مؤخراً، تبين أن الموقع الذي كان يوحنا المعمدان يبشر ويعمد فيه، بما في ذلك اعتماد السيد يسوعالمسيح عليه السلام على يد يوحنا المعمدان، يقع شرقي نهر الأردن في الأرض المعروفة اليوم باسم المملكة الأردنية الهاشمية.
ـجبل نبو: هو جبل يرتفع 680 مترا عن سطح البحر.
يعتقد أن على الجبل وجدت مدينة نبو.
منطقة جبل نبو مطلة على البحر الميت ووادي الأردن،‏ وهو من أفضل الأماكن للمراقبة في العالم وفي الأيام الصافية يستطيع المرء من على قمته أن يرى بالعين المجردة البحر الميت وجبال البلقاء وكل فلسطين بما فيها قبة مسجد الصخرة والمسجد الأقصى وأبراج الكنائس في مدينة القدس وشواطئ البحر الأبيض المتوسط وجنوب لبنان وجبل الشيخ شمالا حتى جبال سيناء جنوبا.
وهو الوجهة المفضلة لدى الحجاج اليهود القادمين من حول العالم لإيمانهم أن قمة الجبل تضم رفات النبي موسى.
ـحائط البراق: هو الحائط الذي يحد الحرم القدسي من الجهة الغربية، أي يشكل قسما من الحائط الغربي للحرم المحيط بالمسجد الأقصى، ويمتد بين باب المغاربة جنوبا، والمدرسة التنكزية شمالا، طوله نحو 50م, وارتفاعه يقل عن 20م.
يعتبر أشهر معالم مدينة القدس.
ولهذا الحائط مكانة كبيرة عند اتباع الديانتين الإسلامية واليهودية.
إذ يُذكر في بعض المصادر الإسلامية على أنه الحائط الذي قام رسول الله محمد بن عبد الله بربط البراق إليه في ليلة الإسراء والمعراج.
ويعتبره اليهود الحائط الأثر الأخير الباقي من هيكل سليمان.
ـالجامع الازهر: هو من أهم المساجد في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي.
وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف عام، بالرغم من أنه أنشئ لغرض نشر المذهب الذي كان يعتنقه الفاطميون عندما تم فتح مصر على يد جوهر الصقلي قائد المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر، إلا أنه حاليا يدرس الإسلام حسب المذهب السني، وبعدما أسس مدينة القاهرة شرع في إنشاء الجامع الأزهر وأتمه في شهر رمضان سنة 361 هجرية = 972م فهو بذلك أول جامع أنشى في مدينة القاهرة, لهذا كان يطلق عليه جامع القاهرة.
اضافة الى المساجد المهمة مثل مسجد احمد بن طولون ومسجد الحاكم بامر الله ومسجد الحسين والسيدة زينب ومسجد محمد علي اضافة الى قلعة القاهرة ومسجد محمد بن قلاوون.
واما في المغرب العربي فتبرز تونس بسياحتها الدينية المتطورة حين نجد جامع القيران التاريخي الذي بناه عقبة بن نافع اضافة الى مواقع اسلامية معروفة وكذلك الى المدينة الاندلسية تستور التي مازالت الى اليوم تحمل تفاصيل المدن الاندلسية في موقعها الطبيعي باسبانيا.
وفي المغرب سنجد مسجد الحسن الثاني الذي يعتبر بحق معلما دينيا ومعماريا فريدا، شيد فوق الماء؛ يبهر الناظر ببنائه الشاهق وبدقة هندسته الذي برع في إنجازه صفوة المهندسين والمبدعين في مختلف المهن العصرية والحرف التقليدية المغربية الأصيلة.
وللمسجد مرافق رئيسية،كمئذنته التي يبلغ علوها 210 أمتار، مما يجعلها أعلى مئذنة في العالم، وشيدت طبقا للتقاليد العربية الأندلسية، تمتاز بالرخام الذي يكسوها، وبالمنارة التي تعلوها، ويشد انتباهك ليلا شعاع لايزر موجه من قمتها نحو الكعبة الشريفة لبيان اتجاه قبلة المسلمين، يصل مداه إلى 30 كلم،وقد جهزت المئذنة من الداخل بمصعد سريع يتسع لـ 12 شخصا يمكنهم من الوصول إلى قمتها في أقل من دقيقة.
كما تصنف المدرسة القرآنية الدينية ضمن هذا التراث العربي الأصيل، وقد بنيت على شكل نصف دائري، في اتجاه القبلة، تغطي مساحة 4840 مترا مربعا وتتوافر على طابقين ومستوى تحت أرضي.
وتوجد قاعة الصلاة وسط المسجد، فهي الجزء الأكثر إثارة وإبهارا بهندستها التقليدية، حيث أنها مجهزة لاستقبال 25000 مصل.
شيدت على شكل مستطيل بطول يصل إلى 200 متر وبعرض يصل إلى 100 متر.
أما المدن المغربية المسجلة تراثا عالميا،فهي: مدينة فاس التي شيدت في القرن التاسع الميلادي، وهي العاصمة العلمية، وعاصمة التقاليد العريقة، اتخذها أكبر عدد من الملوك الذين تعاقبوا على حكم المغرب عاصمة لهم.
إنها لؤلؤة العالم العربي وهي مدينة الأحاسيس المتعددة.
ومكناس التي شيدت في القرن الحادي عشر من طرف المرابطين لتكون مؤسسة عسكرية.
بعد ذلك أصبحت عاصمة للبلاد في عهد المولى إسماعيل (1672-1727) مؤسس الدولة العلوية.
وتطوان التي تتمسك بالريف، وهي مدينة بيضاء تزينها الخضرة وفيها تتجانس الثقافتان المغربية والأندلسية، وهي معقل المتاحف الرائعة والمؤسسات الثقافية المختلفة، وتعتبر تطوان القديمة من أصغر المدن المغربية العتيقة وأكملها.
والصويرة تعتبر نموذجا فريدا لمدن القرن السابع عشر المحصنة...
ويمتلك المغرب مقومات سياحية تضاهي مثيلاتها، في أعرق البلدان.
فالدار البيضاء أو «كازبلانكا» ككل مدينة سياحية لها مميزات خاصة ومآثر تستأثر باهتمام السكان والسياح على حد سواء.
و تتوفر كما ذكرنا أعلاه على أكبر مسجد في العالم الإسلامي.
هذه المواقع وغيرها تدلل على اتساع رقعة الخيار للزوار والسياح، ولهذا كان لابد من ايجاد مايسمى بالسياحة العربية الشاملة التي يمكن لها ان تلعب دورا في اطلاع السائج الغربي او الشرقي على تلك المواقع الاسلامية وان تؤمن له كل احتياجاته في التنقل والخيار.
وكان العرب يأملون خيرا ويخططون لتعزيز السياحة وان تكون من اهم مداخيل الثروة الوطنية والقومية لولا ان عاجلتهم تلك الاحداث الداهمة لتي قضت على كل امر بغد سياحي وفير..
فلقد توقع مجلس السياحة والسفر العالمي ان يسهم القطاع بنسبة 3.6% في المتوسط من اجمالي الانتاج المحلي على مستوى العالم خلال عام 2006 ترتفع هذه النسبة الى 10.3% بحلول عام 2016 وتؤكد توقعات المجلس ان قطاع السياحة و والسفر في الشرق الاوسط سيسهم بنسبة قدرها 9.6% اي ما يوازي 102.2 مليار دولار ترتفع الى 10.1% بقيمة 189.5 مليار دولار عام 2016.
في حين بلغ الدخل التركي لوحده من السياحة 129 مليار دولار..
واما اسبانيا فاكثر من مائتي مليار دولار.
ولعل السياحة الدينية في عالمنا العربي من ابرز انواع السياحات الموجودة، بل هي الاضافة الكبيرة لما هو متوفر في عالمنا العربي من مدخرات مهمة وغنية.
لكن ذلك بدا اليوم في المجهول، اذ لاقيمة للسياحة في واقع من الازمات والحروب كما يحصل في عالمنا العربي الذي توقفت تماما السياحة لديه، بل ان بعض المناطق السياحية تعرضت لأعمال عنف مثل تونس ومصر وكذلك الحال في العراق وسوريا وليبيا، في حين غابت السياحة نهائيا عن سوريا وتكاد ان تغيب عن لبنان ايضا، فيما تعيش العتبات المقدسة في العراق (النجف الاشرف وكربلاء) افضل الحالات السياحية نظرا لملايين الزوار الذين يتوافدون اليها، فتعتبر الاكثر انتعاشا رغم ظروف العراق الصعبة وحال بقية العرب المازومة.