توقع بتحسن سوق الديون وزيادة الطلب على الإصدارات السيادية

استمر تباطؤ أداء سوق الاكتتاب العام الأولي في الربع الأخير من 2015م على غرار الربع الثالث من نفس العام بما يبرهن على أن العام الماضي كانت سوق الاكتتاب في دول مجلس التعاون الخليجي سلبية إذ ظهر خلال النصف الثاني من عام 2015 آثار الشكوك والنظرة السلبية للسوق وذلك على خلفية التقلبات في أسعار النفط والاضطراب السياسي والاقتصادي الحالي على الساحة الإقليمية والعالمية، وفقا لقسم أسواق المال وخدمات الاستشارات المحاسبية لدي دبليو سي الشرق الأوسط. وعلى صعيد دول مجلس التعاون الخليجي، هيمنت المملكة العربية السعودية على سوق الاكتتابات الأولية في 2015 من حيث عدد الاكتتابات التي بلغت ستة اكتتابات بما يمثل 67٪ من إجمالي عائدات بقيمة 1.1 مليار دولار أميركي، بنسبة إجمالية تبلغ 77٪. كان الاكتتابان الآخران لشركة العنقاء للطاقة العمانية وشركة أوراسكوم للإنشاء المحدودة ببورصة ناسداك دبي، الإمارات العربية المتحدة.
وقال ستيفن دريك، رئيس قسم الإستشارات المالية واسواق رأس المال في الشرق الأوسط لدى بي دبليو سي: لقد هيمن على مدار 2015 التقلب في أسعار النفط وعدم الاستقرار السياسي في المنطقة والتباطؤ الاقتصادي العالمي، الذي لاحظنا آثاره على سوق الاكتتابات في منطقة الخليج من خلال انخفاض أعمال التقييم، والنظرة السلبية لدى المستثمرين، وزاد ذلك في النصف الثاني من العام بطرح وحيد خلال الستة الأشهر. لقد اعتدنا على مدار السنوات السابقة رؤية العديد من الاكتتابات الناجحة ونشاط سوق المال خلال الربع الأخير، ولكن الشكوك المتواصلة دفعت المستثمرين لتوخي مزيد من الحذر تجاه الأسهم كإحدى فئات الاستثمار، ما أدى إلى فقدان ثقة المستثمرين في السوق وبالتالي تأجيل أي خطط بالدخول إلى السوق.
واضاف لا تزال التوقعات لعام 2016 غير مؤكدة، فإنه سيكون من الصعب على المستثمرين والمصدرين استعادة الثقة والعودة إلى السوق، فبرغم العديد من المقومات الأساسية الصلبة التي تتمتع بها المنطقة، فإننا نأمل أن تتعافى الأسواق خلال عام 2016 لا سيما والكثير من الشركات تعد نفسها حاليا في انتظار الوقت المناسب للاكتتاب العام.»
في الجانب الاخر شهد سوق الاكتتاب العالمي في عام 2015 إصدارات قوية إلى الحد المعقول، وذلك على الرغم من الاضطراب المتزايد (إلى جانب أمور أخرى تتعلق بالشكوك إزاء الصين والخوف من ارتفاع معدل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي) وصفقات الاندماج والاستحواذ المهمة ونشاط التعاملات في السوق الخاصة. كما تأثر سوق الاكتتاب العام الأولي بالاكتتابات الكبيرة الناتجة عن الخصخصة وخاصة خلال الربع الأخير.
وبالمقارنة مع عام 2014 الذي شهد نشاطا كبيرا، فقد انخفض إجمالي الأموال المحققة بنسبة 26٪ من 272.5 مليار دولار أميركي ليصل إلى 200.7 مليار دولار أميركي في عام 2015، كما انخفض عدد الاكتتابات بنسبة 1٪ فقط من 1.154 إلى 1.144 اكتتابا في ذات العام. ورغم ذلك فقد بلغت الإصدارات العالمية في عام 2015 سواء من حيث قيمة العائدات أو عدد الاكتتابات ثاني أعلى مستوى لها منذ العام 2010. وبلغت العائدات المحققة من سوق الاكتتاب العالمي 69 مليار دولار أميركي من 305 صفقات في الربع الأخير من عام 2015، مقارنة مع 75.2 مليار دولار أميركي من 342 صفقة شهدها نفس الربع من العام الماضي و77.5 مليار دولار أميركي من 327 صفقة في الربع الأخير من عام 2013.
وواصل نشاط سوق الديون في دول مجلس التعاون الخليجي هدوءه خلال الربع الأخير من عام 2015 استمرارا لنفس الأداء الذي خيم على الربع السابق ومؤكدا على الحالة المتكررة التي شوهدت في أسواق الأسهم، لقد بدأنا نرى خلال النصف الثاني آثار الانخفاض المتواصل في أسعار النفط، والارتفاع المتوقع في سعر الفائدة بالولايات المتحدة، والقيود على السيولة النقدية في المنطقة التي بدأت بالظهور في سوق الديون مع توقع المستثمرين لمراكزهم وغلقها قبل نهاية نوفمبر.
وكان إصدار مملكة البحرين الممثلة بوزارة المالية واحدا من الإصدارات التي سيطرت على هذا الربع من خلال سندات مدتها خمس سنوات بسعر 5.875٪ وبقيمة 700 مليون دولار أميركي، وسندات لمدة عشر سنوات بسعر 7.000٪ وبقيمة 800 مليون دولار أميركي. كما أصدر البنك الوطني العماني سندات دائمة بقيمة 300 مليون دولار أميركي بقسيمة فائدة قدرها 7.875٪.
وعلى صعيد الصكوك، استقبلت ناسداك دبي طرح شركة ماجد الفطيم صكوكا لمدة عشر سنوات بقيمة 500 مليون دولار أميركي بقسيمة، واستقبلت المملكة العربية السعودية الاكتتاب الوحيد للربع الأخير من عام 2015 من خلال شركة الأندلس العقارية التي جمعت 101 مليون دولار من الصفقة، وقد تخطت الطلبات المقدمة حد الاكتتاب، والذي نال استقبالاً حسناً من جانب المستثمرين كونه أول طرح من القطاع العقاري في السوق السعودية على مدار خمس سنوات. لم يشهد الربع الثالث من العام نفسه(2015) أي اكتتابات في حين أثبت الربع الثاني أنه الربع الأقوى من حيث عدد الاكتتابات بواقع أربعة اكتتابات والتي حققت عائدات قيمتها 1.2 مليار دولار أميركي. وبالنظر إلى أداء سوق الاكتتابات في الربع الأخير من العام مقارنة بالربع نفسه من العام السابق، فقد كان عدد الاكتتابات والعائدات المحققة في العام الماضي أعلى بكثير وصلت الى 7.3 مليار دولار من إجمالي خمسة اكتتابات، مدفوعاً بشكل رئيسي من اكتتاب البنك الأهلي التجاري الذي اعتُبر أكبر اكتتاب في دول مجلس التعاون الخليجي خلال عام 2015.
وبلغ إجمالي العائدات في عام 2015 نحو 1.4 مليار دولار أميركي من ست صفقات مقابل 10.8 مليار دولار أميركي جُمعت من 16 صفقة في عام 2014، و702 مليون دولار أميركي من تسع صفقات في عام 2013، و1.7 مليار دولار أميركي من تسع صفقات في عام 2012، و789 مليون دولار أميركي من تسع صفقات في عام 2011، وملياري دولار أميركي من 12 صفقة في عام 2010، مما يثبت أنه رغم أن عام 2015 كان الأقل من حيث عدد الاكتتابات على مدار السنوات الخمس الماضية لكن القيمة الإجمالية للاكتتابات قد ارتفعت. كما أنه وفي نفس الفترة، باستثناء عام 2014، كان متوسط قيمة الطرح في عام 2015 هو الأعلى. وكان طرح شركة السعودية للخدمات الأرضية في يونيو الماضي هو الطرح الأكبر خلال 2015 محققا عائدات بقيمة 752 مليون دولار أميركي.