لندن ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
تحبس الأزمة الأوكرانية أنفاسها انتظارا ليوم غد الأحد الذي سيكون حاسما حيث ستجري شبه جزيرة القرم استفتاء من شبه المؤكد أن تكون نتيجته محسومة لصالح الانضمام إلى روسيا التي قالت إنها ستحترم نتيجة هذا الاستفتاء مذكرة العالم بوضع مشابه في إقليم كوسوفو الذي انفصل عن صربيا بترحيب غربي وقتها في حين كررت أميركا أحاديثها عن العقوبات التي تنتظر روسيا بعد الاستفتاء.
ولم يسفر أخر اللقاءات بين وزيري الخارجية الروسي سيرجي لافروف والأميركي جون كيري والذي عقد في لندن أمس عن أي جديد في المواقف.
فقد خرج وزير الخارجية الروسي من اللقاء ليؤكد أن موسكو ستحترم قرار شعب شبه جزيرة القرم الذي سيعبر عنه خلال الاستفتاء. وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقب اللقاء "بحثنا في موضوع القرم، وأكدت من جانبنا موقفنا بأننا سنحترم إرادة شعب القرم الذي سيبديها من خلال الاستفتاء في 16 مارس". وشدد لافروف على أن "روسيا الاتحادية لا تملك خططا للتوغل في الأقاليم الجنوبية الشرقية من أوكرانيا.. لا تملك ولن تملك مثل هذه الخطط.. نحن ننطلق من أن حقوق الروس وحقوق المجريين وحقوق البلغار وحقوق الأوكرانيين يجب أن يتم تأمينها وحمايتها". وأشار لافروف إلى أن عدم وجود انفلات أمني في القرم سببه "اتخاذ اجراءات إضافية، وفرق الدفاع الشعبي كانت مصممة على عدم السماح بتكرار ما حصل في الميدان"، مضيفا "اؤكد لكم لا توجد لدينا أية نية لاخفاء ما نقوم به".
وشدد لافروف على أن شبه جزيرة القرم بالنسبة لروسيا لديها مكانة خاصة، التي لا يجوز التعامل معها بعيدا عن السياق التاريخي، قائلا " اذا ما قال شركاؤنا الغربيون إن وضع كوسوفو خاص، فنحن نرد على ذلك بأن القرم حالة أكثر خصوصية.. فللقرم وضع لا يجوز النظر اليه بمعزل عن التاريخ". وتابع قوله "أعلن أن القرم بالنسبة لروسيا تعني أكثر بكثير من جزر القمر بالنسبة لفرنسا وجزر فوكلاند بالنسبة لبريطانيا. وشدد لافروف:"نحن لسنا بحاجة الى هيئة دولية للنظر في العلاقات الروسية ـ الأوكرانية، هذه العلاقات لم تنقطع. وعندما حصل ما حصل في كييف وتم إبعاد الرئيس الشرعي المنتخب (يانوكوفيتش) ظهرت لدينا بعض الصعوبات، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوعز إلى أعضاء الحكومة العمل لحل المسائل الحيوية مع شركائهم في القيادة الأوكرانية الحالية". وأكد لافروف على أن "الأزمة لم تظهر بسبب الجانب الروسي"، مشيرا الى أن لدى الجانب الروسي "مقترحات تم تسليمها الاسبوع الماضي للشركاء الغربيين". واعتبر لافروف أنه يتوجب على المجتمع الدولي دعوة اوكرانيا الى اجراء اصلاحات دستورية "الرادا (البرلمان الاوكراني) تستطيع البدء بهذه العملية ودعوة جميع الأقاليم للمشاركة فيها وتأمين مقعد لهم على طاولة المفاوضات". وكان لافروف قد أشار في مستهل لقائه مع نظيره الأمريكي جون كيري إلى إن الوضع حول أوكرانيا بات معقدا، مشيرا إلى إضاعة الكثير من الوقت. وقال لافروف في مستهل اللقاء بلندن: "أنا مرتاح لأننا نستطيع أن نلتقي. إن الوضع معقد، وقد حصلت أحداث كثيرة، وأضعنا الكثير من الوقت. وعلينا أن ننظر فيما يمكننا أن نعمله الآن".
بدوره حذر كيري روسيا من عقوبات في حال تنظيم استفتاء في جمهورية القرم جنوب اوكرانيا بشأن الانضمام الى الاتحاد الروسي.
وقال كيري في مؤتمر صحفي اثر اللقاء الذي استمر ست ساعات "ان الرئيس (باراك اوباما) والمجموعة الاوروبية والجميع اكد انه في حال تنظيم الاستفتاء ستكون هناك عقوبات، سيكون هناك رد".
وكرر كيري ان واشنطن تعتبر هذا الاستفتاء "غير شرعي".
من جهة اخرى اكد مسؤول في الخارجية الاميركية ان وزير الخارجية كيري ولافروف "لم يتوصلا الى أرضية تفاهم" أثناء اجتماعهما المطول.
وزعم أن لافروف لا يملك تفويضا لمناقشة مقترحات الجانب الأميركي.
وفي هذا الصدد قال كيري إنه "بعد الكثير من النقاش قال وزير الخارجية (سيرجي لافروف) بشكل واضح ان الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين ليس مستعدا لاتخاذ قرارات تتعلق باوكرانيا الا بعد استفتاء الاحد".
ووصف مع ذلك مباحثاته مع لافروف بأنها كانت "صريحة" و"بناءة".
واعتبر كيري أن استفتاء القرم "مناف لدستور أوكرانيا ومناف للقانون الدولي" وانه "لا نحن ولا المجتمع الدولي سنعترف بنتائج هذا الاستفتاء".
وتابع كيري "نبقى قلقين جدا لعمليات نشر كبير للقوات الروسية في القرم وعلى طول الحدود الشرقية مع روسيا" طالبا سحب هذه القوات.