[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/samyhamed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]سامي حامد[/author]
”فشلت جماعة الإخوان بشكل ملحوظ في الظهور إلا قليلا في الذكرى الخامسة لثورة الـ25 من يناير في مشاهد تجلت بوضوح عقب انتهاء يوم الذكرى، والغياب الواضح لأنصار الإخوان في الشوارع رغم الدعوات التي صدرت قبل بدء العام الجديد، حيث بدا واضحا انفراط عقد حلفاء الإخوان تماما..”

لا يزال المصريون منقسمين حول أحداث الـ25 من يناير العام 2011. فهناك من لا يزال يراها ثورة شريفة كان الهدف منها إسقاط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي انتشر فيه الفساد والقضاء على فكرة التوريث وانتخاب نجله جمال للرئاسة، بالإضافة إلى شعار الثورة الذي طالب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.. وهناك من يرى أن الـ25 من يناير انتفاضة شعبية ضد الفساد الحكومي الذي استشرى في السنوات الأخيرة وضد انتخابات البرلمان التي من خلالها استحوذ الحزب الوطني الحاكم على أغلب المقاعد في انتخابات شابها التزوير الكبير، وكان من الممكن أن تنتهي تلك الانتفاضة بحل البرلمان وتشكيل حكومة جديدة دون أن يسقط نظام مبارك، خاصة بعد أن أعلن مبارك عدم ترشحه لانتخابات رئاسية جديدة وتعهده بعدم ترشيح نجله للحكم .. وهناك من يرى أنها مجرد نصف ثورة بدأت نظيفة، ثم سرعان ما تم اختطافها بواسطة جماعة الإخوان المسلمين التي لم يكن لها وجود في الأيام الثلاثة الأولى، وحين شعرت بنجاح ثورة الغضب ركبت الموجة وسرقتها.. وهناك من يقول إن الـ25 من يناير كانت مؤامرة غربية الهدف منها، ولا تزال زعزعة استقرار دول بعينها في المنطقة وإشاعة الفوضى والتخريب والقتل بدليل أن ما أطلق عليه الغرب ثورات الربيع العربي انتقلت في المنطقة مثل النار في الهشيم، حيث انطلقت من تونس ثم مصر وليبيا واليمن وسوريا على التوالي!!
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حسم الجدل حول الـ25 من يناير في كلمته التي وجهها للشعب المصري بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة لهذه المناسبة، حيث حيا السيسي ثورة الـ25 من يناير وقال "إننا نحتفل اليوم، الأحد، معا بالذكرى الخامسة لثورة الشعب المصري في الخامس والعشرين من يناير، التي ضحى خلالها شباب من خيرة أبناء الوطن بأرواحهم من أجل دفع دماء جديدة في شرايين مصر، تعيد إحياء قيم نبيلة افتقدناها لسنوات، وتؤسس لمصر الجديدة، التي يحيا أبناؤها بكرامة إنسانية في ظل عدالة اجتماعية تسود ربـوع بـلادنـا".
إلا أن الرئيس المصري قال "إن أي عمل إنساني يخضع للتقييم، وما اعترى تلك الثورة من انحراف عن المسار الذي أراده لها الشعب، لم يكن من قبل أبنائها الأوفياء، وإنما جاء نتاجا خالصا لمن حاولوا أن ينسبوها لأنفسهم عنوة، وأن يستغلوا الزخم الذي أحدثته لتحقيق مآرب شخصية ومصالح ضيقة، تنفي عن وطننا اعتداله المعهود وسماحته المشهود لها، ولكن الشعب الذي ثار من أجل حريته وكرامته، صوب المسار وصحح المسيرة، فجاءت ثورة الثلاثين من يونيو، لتستعيد إرادة الشعب الحرة وتواصل تحقيق آماله المشروعة وطموحاته المستحقة".
وأضاف السيسي: "هناك تقييم منصف وموضوعي لما حققته مصر خلال أقل من عامين على كافة الأصعدة الداخلية والخارجية، يوضح أن بلادنا تحولت من وطن لجماعة، إلى وطن للجميع"، من حكم يعادي الشعب وكافة قطاعات الدولة، إلى حكم يحترم خيارات الشعب، ويسعى جاهدا لتحقيق آماله". وقال السيسي: "وأؤكد للجميع.. أن مصر اليوم ليست مصر الأمس.. وإنما نحن نشيد معا دولة مدنية حديثة متطورة تعلي قيم الديمقراطية والحرية وتواصل مسيرتها التنموية وبناءها الاقتصادي.. وستبقى الدولة المصرية تبذل كافة الجهود اللازمة لمحاربة الفساد والقضاء عليه إداريا كان أو ماليا إعلاء لقيم المساءلة والمحاسبة .. وحفاظا على المال العام وضمانا لبيئة آمنة ومستقرة وجاذبة للاستثمار".
عموما فشلت جماعة الإخوان بشكل ملحوظ في الظهور إلا قليلا في الذكرى الخامسة لثورة الـ25 من يناير في مشاهد تجلت بوضوح عقب انتهاء يوم الذكرى، والغياب الواضح لأنصار الإخوان في الشوارع رغم الدعوات التي صدرت قبل بدء العام الجديد، حيث بدا واضحا انفراط عقد حلفاء الإخوان تماما.. فالمتابع للبيانات الصادرة سيجد أنه لم يصدر أي حزب سياسي متحالف مع الجماعة أي بيان خلال يوم الـ25 من يناير، فلا الجماعة الإسلامية، أو الجبهة السلفية، أو حزب الوسط، أصدروا بيانات تتحدث عن الفعاليات، أو يتضامن مع الإخوان خلال هذا اليوم، بل كان آخر بيان صادر عن حزب البناء والتنمية تضمن الدعوة بعدم ممارسة العنف خلال ذكرى الثورة. وهنك مشهد آخر هو عدم وجود قيادة محددة للجماعة، فخلال الأيام التي سبقت ذكرى الـ25 من يناير ويوم الذكرى صدرت عشرات البيانات من جبهات مختلفة بعضها كان يناقض الآخر، بل تجلى الصراع بشكل كبير بين جبهتي الجماعة وتصارع كل منهما في إظهار إمكانياته أمام الآخر عبر رصد التحركات التي خرجت خلال يوم الـ25 من يناير دون جدوى حقيقة، فالجميع كان يعلم بفشل التنظيم.
الجديد في هذه الذكرى هو تصدر احتفالات عيد الشرطة المشهد لأول مرة منذ خمس سنوات وتلاحم الشعب مع رجال الشرطة في هذا اليوم.