اثينا ــ عواصم ــ وكالات: أعلن سلاح خفر السواحل اليوناني غرق ما لا يقل عن 24 مهاجرا، بينهم 10 أطفال، امس الخميس بعدما انقلب قارب كان يقل مهاجرين قادمين من تركيا إلى اليونان بالقرب من جزيرة ساموس، وذلك فيما يستمر البحث عن عدد غير معروف من المهاجرين الآخرين (حتى اعداد الخبر). يأتي ذلك فيما تستعد السويد لترحيل ما يقرب من 80 ألف مهاجر بعدما قوبلت طلباتهم للجوء بالرفض. في وقت تعتزم فيه بريطانيا قبول المزيد من اللاجئين القصر الذين ليسوا بصحبة أبويهم من سوريا وغيرها من دول الصراعات.
وقال أحد أفراد سلاح خفر السواحل اليوناني، لوكالة الانباء الالمانية "إن الامر مروع". ولم يتضح عدد الاشخاص الذين كانوا على متن القارب. وتمكن عمال الانقاذ من انتشال 10 ناجين من البحر، فيما استمرت عمليات البحث التي شاركت فيها قوارب تابعة لوكالة "فرونتكس" المختصة بمراقبة حدود دول الاتحاد الأوروبي، بالاضافة إلى قوارب صيد ومروحيات تابعة لقوات حرس الحدود اليونانية والتركية. وكان سبعة مهاجرين، بينهم طفلان، قد لقوا حتفهم غرقا قرب جزيرة كوس اليونانية أمس الاول . وأصبحت الجزر اليونانية العام الماضي الممر الرئيسي لأوروبا أمام الفارين من مناطق الاضطرابات في الشرق الأوسط وكذلك الفارين من جحيم الفقر في آسيا وأفريقيا. واستمر التدفق خلال شهر يناير رغم خطورة عبور بحر إيجة في الشتاء. وسجلت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصول أكثر من 44 ألف شخص منذ مطلع العام، بالمقارنة مع 856 ألف شخص في عام .2015 وقبل الحادث الاخير، كانت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قدرت عدد الاشخاص الذين غرقوا في بحر إيجة منذ مطلع العام بأكثر من 150 شخصا.
الى ذلك، صرح وزير سويدي أمس الخميس بأن السويد تستعد لترحيل ما يقرب من 80 ألف مهاجر بعدما قوبلت طلباتهم للجوء بالرفض. ونقلت صحيفة " داجنز إنداستري" عن وزير الداخلية السويدي أندرس يجيمان القول :"أعتقد أن الأمر يتعلق بـ60 ألف شخص، لكن ربما يكون العدد 80 ألفا". واستقبلت السويد خلال العام الماضي عددا قياسيا من طلبات اللجوء بلغ 163 ألفا ، ما شكل ضغطا على موارد وإمكانيات مراكز الاستقبال والمجالس المحلية. وبلغت نسبة رفض الطلبات خلال الأعوام الماضية نحو 45%، وهي ذات التقديرات التي يعمل الوزير والحكومة وفقا لها. وأضاف :"لدينا تحد كبير، علينا زيادة الموارد وتعزيز التعاون بين السلطات". وتلقت أجهزة الأمن وسلطات الهجرة تعليمات للاستعداد لعمليات الطرد. وقال يجيمان للتليفزيون السويدي إن التركيز سينصب على توفير الظروف المواتية لعودة طوعية لطالبي اللجوء وتحفيزهم على العودة لمواطنهم، ولكن "إذا لم ننجح، ينبغي أن تتم إعادتهم بالقوة". وشدد على ضرورة استعداد السلطات للتحرك ضد أرباب الأعمال الذين يستغلون الأشخاص الموجودين في السويد دون تصاريح و"ضمان عدم دفع أموال للبقاء بصورة غير قانونية".
من جانبها، تعتزم بريطانيا قبول المزيد من اللاجئين القصر الذين ليسوا بصحبة أبويهم من سوريا وغيرها من دول الصراعات وذلك حسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" امس الخميس. غير أن التقرير أشار إلى أن الحكومة البريطانية لم تذكر أعداد القصر الذين تنوي بريطانيا قبولهم على أراضيها. وجاء في التقرير أن وزارة الداخلية البريطانية ستحدد بالتعاون مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "حالات استثنائية" من معسكرات اللاجئين في سورية والدول المجاورة. وتعتزم بريطانيا قبول 20 ألف لاجئ سوري حتى عام 2020 وقبلت منهم حتى الآن 1000 لاجئ . غير أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تعرض مؤخرا لضغوط ليس فقط من قبل المعارضة بل من داخل صفوفه لعمل المزيد من أجل هؤلاء اللاجئين.
في سياق متصل، جدد بودو راميلوف، رئيس وزراء ولاية تورينجن الألمانية، مطالبته حكومة برلين بتقديم دعم مالي لولايته لمواجهة أزمة اللاجئين. وقال راميلوف من حزب اليسار في تصريح لإذاعة برلين براندنبورج امس الخميس: "آمل الآن أن تكون جملة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: نستطيع ذلك، مرتبطة بموافقة مالية من وزير المالية فولفجانج شويبله ". وكانت ميركل قد حثت رجال الساسة والشعب الألماني على عدم التراجع عن مساعدة اللاجئين قائلة: نحن نستطيع. من جانبها طالبت مالو درير، رئيسة وزراء ولاية راينلاند بفالتس، في تصريح لإذاعة ألمانيا باستثمارات مشتركة بين الحكومة الاتحادية في برلين وحكومات الولايات في إنشاء المدارس ودور الحضانة والمساكن وفي سوق
العمل. كما أكدت أنيجريت كرامبف كارينباور، رئيسة وزراء ولاية زارلاند، في تصريح للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني "ايه ار دي" أن التعامل مع أزمة اللاجئين في ألمانيا واجب وطني. في هذه الأثناء دعا فولكر كاودر، رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الديمقراطي، أعضاء التحالف في البرلمان للتكاتف والتماسك في مواجهة الأزمة وقال في تصريح لقناة ان تي فاو الإخبارية امس الخميس: "ما نريده اليوم هو أن نقر أخيرا برنامج أزيل باكيت 2، وهنا أناشد
الجميع أن يقفزوا فوق العقبات التي تعترضهم في سبيل ذلك".