[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لا يخفي المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قلقه من عدم قدرة المنظمة الدولية على إيجاد حل في سوريا، أو عدم القدرة على فرضه إن أمكن الخروج باتفاق حول مبادىء..
يتكون خوفه من قضية المعارضات التي تتهرب من كل ماهو ضروري من أجل بلادها، وهي تتذرع مثلا بأنها لن تحضر مؤتمر جنيف إلا إذا فك الحصار عن مضايا، وهي بذلك تتهم الدولة السورية بأنها وراء الحصار، وفي الحقيقة فإن المسلحين هم من يفعلها .. ولأن المعارضات لاتملك القدرة على فرض أي رأي او تفاهم مع هؤلاء المسلحين، فهي تمارس الاختباء وراء تسمية لا واقع لها، طالما ان بالإمكان اتخاذ أي موقف من هذا القبيل.
وصلت المعارضات الى جنيف ولم تصل، انطلقت من الفنادق حيث تقطن الى فنادق في تلك المدينة السويسرية الهادئة. قالت كلمتها عن بعد ومن ثم عن قرب لأسباب قلناها في مطلع هذا المقال .. لكن الحقيقة تكمن في موقع آخر، فهذه المعارضات المفلسة تعرف انها لاتملك أي تأثير على المسلحين في داخل سوريا، فليس من يسمع رأيها، او ينفذ قرارا قد تتخذه، ثم هي أبعد مايكون عن قوتين مؤثرتين في المسلحين وهما " داعش" و " النصرة " لأن ثمة من يسيرهما عن بعد .. فالذي يحتضن تلك المعارضات هو ذاته من يدعم المسلحين بكل تنظيماتهم القوية ونصف القوية والقليلة العدد وصولا الى غير المؤثرة، باعتبار أن هنالك عشرات التنظيمات التي إن توقف الدعم يوما ذابت على الفور وتلاشت.
المبعوث الدولي القلق على مصير الأزمة السورية كما أوحى، يعرف ان الدولة السورية تملك القدرة على الضبط والتحريك والتغيير والتأثير، فهي إن قالت فعلت، وان اتفقت التزمت ونفذت، اما المعارضات التي تنام في احضان الآخرين، فهم من يفترض الاتفاق معهم لا مع المعارضات .. وقد حاول دي ميستورا التفاهم مع الداعمين والممولين لكنه لم يفلح، فهو في واد وتلك الدول لها خططها البعيدة والقريبة التي ترتئي من خلالها الوصول الى نتيجة، من الواضح انها لن تصلها وهي إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وتغيير المعادلات على الأرض في سوريا، بمعنى تغيير وجه سوريا تماما، ووضعها على سكة جديدة ترضي الاسرائيلي اولا واخيرا.
والخوف الأممي في محله طالما ان هكذا معارضات تتهرب من حل مأساة بلدها تحت ذرائع واهية وغير حقيقية، كمن يريد الاختباء خلف اصبعه .. والمبعوث الأممي لم يخف ايضا إطالة أمد العذاب السوري مع انه وعد في كلمة ألقاها الى السوريين قبيل مؤتمر جنيف ان تنتهي أزمة بلادهم وأن يعود الاستقرار اليها، وهو حلم يعرف صعوبة تحقيقه في ظل الاختراق الكبير للقوى المسلحة، وقبلها لتلك الدول التي لم تتوقف منذ بداية الأزمة من زيادة تورطها ودعمها حتى باتت الارض السورية حقلا ضخما من السلاح الارهابي الذي انتج هذه الصعوبة في إيجاد حل او الوصول ولو متاخرا إليه.
اذن نحن أمام مراوحة، كل التسميات لمؤتمرات تبحث عن حلول لن يكون لها مكان اذا لم نذهب مباشرة الى مكمن المشكلة وهم القوى الداعمة للمسلحين الإرهابيين وللمعارضات أيضا.