**
ونحن نقترب من العام السادس للحرب الكونية على سوريا، ترانا نعيد شريط السنوات التي مرت بأيامها ولياليها الصعبة، بحرص المجرمين والقتلة على إدارة تلك الحرب، سوف نجد لدينا مايشبه الأحلام التي تقف وراء ذلك كله، أحلام لم يتسن بعد للدول الحالمة تلك ان تصل لتحقيقها أو تزرع ولو فكرة من أفكارها غير القتل والدمار والتخريب واستباحة المجتمع السوري.
منذ ان بدأت الحرب على سوريا والحالمون يعيشون يوما بيوم وأسبوعا بأسبوع وشهرا بشهر لعل أمانيهم تتحقق، لكنهم اكتشفوا منذ الشهر السادس لتلك الحرب ان قوة ما تمنع وصولهم الى غاياتهم، وهو الجيش العربي السوري الذي عملوا على إسقاطه تحت شعار جيش بديل نواته " الجيش الحر " ويكون هذا بمثابة القوة المصغرة التي سيقوم عليها مستقبل سوريا في التسوية مع اسرائيل، ولعل خير من فلسف هذا الأمر كان برهان غليون احد جهابذة المعارضة السورية حين اعترف ان تعداد الجيش السوري في المستقبل لن يتجاوز الستين ألفا كما اعترف علانية بإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني اذا ماتم لهم الوصول الى السلطة.
وثاني الحلم كان تفتيت الشعب السوري، اللعب على الطوائف والمذاهب فيه وعلى العشائر وكل مايقارب ذلك، لكنهم عرفوا أي شعب هذا الذي لايمكن تمزيقه او انفصاله عن واقعه. وحين أعياهم قرار كهذا، حيث وجدوا فيه شعبا متراصا موحدا تحرسه العناية الوحدوية، ذهبوا في الوقت نفسه الى العمل على تفتيت المؤسسات الوطنية والدستورية، دفعوا الأموال الباهظة لشراء دبلوماسيين وموظفين كبار ومسؤولين سواء في الجيش او في المواقع الأخرى، لكنهم خسئوا ايضا، وجدوا كبارا بنفوس كبيرة، ليس تشترى او تباع، فهي من ذاك الصنف الوطني الذي كلما عصفت رياح بوطنه زاد اصرارا على التمسك ببلاده.
ذهبت أحلام الدول الممولة والداعمة للارهاب في تلك الغايات الفاشلة التي واجهها السوريون بقوى مختلفة، كان متراسها الأساسي وحدة الشعب والمؤسسات والجيش، الا ان المحاولة التي لم تتوقف منذ اليوم الاول للحرب الكونية كانت على الرئيس السوري بشار الأسد. قالت احلامهم الكثير في هذا الصدد، فعلوا وافتعلوا كل الترهات للوصول الى هذه الغاية، كذبوا وبالغوا في الإشاعات مرة حول صحة الرئيس ومرات حول رحيله، ساعدتهم في ذلك تلك المؤسسات الإعلامية الهابطة رغم نجاحها في البدايات وسيطرتها على الحياة الإعلامية العربية. لقد كان موضوع رحيل الرئيس السوري الأساس الذي بنيت عليه كل الترجمات المختلفة للهجوم على سوريا.
اليوم أحلام هؤلاء على وشك السقوط النهائي، الجيش العربي السوري بخير ويزداد قوة وتتسع دائرة انتصاراته ولم يعد وحيدا في رد العدوان الإرهابي وفي لعبة الكبار عليه، بل هو يخوض ايضا من خلال تنقله بين الانتصارات على مستوى الوطن السوري إعادة توحيد الارض ولو كان مهر ذلك غاليا، والمؤسسات في سوريا في قمة الخير والتوحد والقيام بواجباتها بشكل اعتيادي كأنها لاحرب على الوطن. والشعب السوري في قمة تماسكه ووحدته، ويقدم في كل يوم نموذجا لشعب منصهر في وحدته الوطنية ولا سبيل للعب على تعايشه الثري. وفي مواجهة كل ذلك مازال الرئيس الأسد على رأس الدولة يقود بمهارة سوريا الى الخلاص، يرافق ذلك انقلابات في مواقف بعض الكبار سواء الاميركي او الفرنسي وغيره من المطلوب رحيله الى التمسك ببقائه.
ومع ذلك لم يرعو الحالمون رغم سقوطهم المدوي في لعبة المؤامرة الكبرى على سوريا فلا زالوا يحلمون.