دي ميستورا يعرب عن "تفاؤله وتصميمه".. والحكومة ترى المعارضة غير جادة

دمشق ـ جنيف ـ (الوطن) ـ وكالات:
واكب المسلحون في سوريا المحادثات الجارية في جنيف بـ3 تفجيرات ارهابية في بلدة السيدة زينب في ريف دمشق أوقعت 45 قتيلا و110جرحى فيما أعرب المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا عن تفاؤله بالمحادثات وتصميمه على انجاحها في الوقت الذي رات فيه الحكومة السورية ان المعارضة غير جادة حيال المحادثات.
وأفاد مصدر أمني بوزارة الداخلية السوريةبأن عدد ضحايا التفجيرات الإرهابية الثلاثة التي استهدفت بلدة السيدة زينب في ريف دمشق ارتفع إلى 45قتيلا وأن دد الجرحى جراء التفجيرات بلغ 110″ موضحا أن حالة عدد كبير منهم “حرجة ما يجعل عدد القتلى قابلا للزيادة”.
وكان المصدر قال في وقت سابق أمس إن إرهابيين تكفيريين استهدفوا بسيارة مفخخة حافلة لنقل الركاب في منطقة كوع سودان في بلدة السيدة زينب تبعها تفجير إرهابيين انتحاريين نفسيهما بحزامين ناسفين عند تجمع المواطنين السوريين لإسعاف الجرحى.
ولفت المصدر إلى أن التفجير “تسبب باحتراق الحافلة وعدد من السيارات الخاصة ووقوع أضرار مادية كبيرة في المحال التجارية والمنازل”.
في هذه الأثناء أعلن تنظيم “داعش” الإرهابي عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي مسؤوليته عن التفجيرات الإرهابية الثلاثة.
ويعمد تنظيم “داعش” إلى تنفيذ تفجيرات بطريقة متتالية وذلك في استنساخ لتفجيرات تنظيم “القاعدة” وارتكب مؤخرا تفجيرات إرهابية بالطريقة نفسها في حمص والقامشلي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.
وأدان مجلس الوزراء السوري التفجيرات الإرهابية حيث أكد الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء أن “هدف هذه الأعمال الإرهابية الجبانة واليائسة رفع معنويات التنظيمات الإرهابية المدحورة والمهزومة بفضل الانتصارات الكبرى التي يحققها الجيش السوري في جميع المناطق والتي أدت إلى انهيار هذه التنظيمات ودحرها”.
وجدد الحلقي “تأكيده أن هذه الأعمال الإرهابية الحاقدة لن تثني الشعب السوري عن مواصلة مسيرة المصالحات الوطنية المتنامية في المناطق خاصة في ريف دمشق ومحاربة الإرهاب وتحرير كل شبر من الأرض السورية”.
وحمل الحلقي الدول الداعمة للإرهاب مسؤولية هذه الأعمال الجبانة والمفضوحة مشددا على أهمية وجود إرادة دولية حقيقية لمحاربة الإرهاب والضغط على الدول الداعمة له للكف عن هذه الأعمال الإرهابية التي تشكل خطرا على الاستقرار العالمي.
إلى ذلك قال رئيس وفد الحكومة السورية إلى مؤتمر الحوار السوري السوري في جنيف الدكتور بشار الجعفري أن أي حل سياسي للأزمة فى سوريا لا يمكن أن يتحقق دون وجود طرف جدي في عملية الحوار مشددا على أن مصلحة الشعب السوري ستكون البوصلة للوفد في جنيف ويجب أن تكون بوصلة الحوار.
وقال الجعفري في تصريح صحفي في جنيف أمس “نحن هنا لحوار سوري سوري غير مباشر دون تدخل خارجي ودون شروط مسبقة وفق أحكام القرار الدولي 2254 وبياني فيينا” لافتا إلى أن مضمون القرار الدولي 2254 ومضمون رسالة الدعوة الموجهة إلى حكومة الجمهورية العربية السورية لم يتم احترامهما من قبل المعارضات.
وبين الجعفري أن تأخر وفد معارضة الرياض عن الحضور إلى جنيف دليل على عدم الجدية والمسؤولية لافتا إلى أن تصريحات بعض المسؤولين الغربيين توحي بأننا نفاوض تلك الدول وليس معارضين سوريين.
وأشار الجعفري إلى أن الطرف الآخر تحدث عن فشل الحوار قبل أن ينخرط فيه وحتى قبل أن يقرر المشاركة وهذا دليل على عدم الفهم السياسي وعدم معرفة مضمون القرار 2254 وبياني فيينا.
ولفت الجعفري إلى أن الأمم المتحدة لا تملك أي قائمة نهائية بأسماء المشاركين من الطرف الآخر وهناك جهات إقليمية ودولية تعيد الأمور إلى نقطة الصفر بإصرارها على فرض طرف واحد.
وأكد الجعفري أنه عندما ينص قرار مجلس الأمن بجمع أكبر طيف من المعارضة بقرار السوريين أنفسهم وهذا القرار يتم انتهاكه فهناك من يريد أن يفرض أمرا واقعا واصطفائية وازدواجية في المعايير.
وأوضح الجعفري أن هناك رابطا بين الإرهاب ورعاته ومشغليه وبين بعض المجموعات التى تدعي أنها ضد الإرهاب وتسمي نفسها سياسية.
وقال الجعفري هناك عملية تراكمية سياسية يجب البدء منها ومن يتحدث عن شروط مسبقة يعنى أنه آت إلى الاجتماع لتقويضه وبالتالي هو غير حريص على نجاح الحوار مبينا “أننا نريد تطبيق ما تم الاتفاق عليه سابقا ونحن لا نريد أن نبدأ من الصفر لان ذلك سيكون مضيعة للوقت على حساب آلام الشعب السوري”.
ولفت الجعفري إلى أن وفد الجمهورية العربية السورية أكد لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا استعداده للعمل على إيجاد حل ينهي الأزمة ما دام هناك أطراف لديها إرادة جادة من أجل ذلك مشيرا إلى أن هناك أطرافا ودولا تعيد تكرار نفس الخطأ الذي حدث في (جنيف 2(.
وقال الجعفري أثبتنا حسن نوايانا وايجابية الحكومة السورية لأي مسعى دولي ينطلق من الامم المتحدة بهدف إيجاد حل للأزمة في سورية ولكن المشكلة كانت دائما لدى الطرف الآخر وإذا كان الطرف الآخر جادا وحريصا على حل الأزمة فعليه أن يأتي إلى جنيف بأجندة وطنية ووفق القرار الدولي 2254 وبياني فيينا.
وأكد الجعفري أن فشل التوصل إلى قائمة بأسماء التنظيمات الإرهابية وأسماء المعارضات سببه اناطة المهمة إلى دولتين غير حياديتين معتبرا أن عدم التوصل إلى قائمة بأسماء التنظيمات الإرهابية هو ثغرة مهمة لم يتم ردمها حتى الآن.
وأوضح الجعفري أن الكثير ممن أطلق عليهم اسم اللاجئين غادروا البلاد لأنهم يبحثون عن أجواء اقتصادية تسمح لهم بالعيش الكريم بسبب الإجراءات القسرية والعقوبات على الشعب السوري والاقتصاد السوري وطلبنا من دي ميستورا أن يبحث مع الدول هذه الإجراءات المخالفة لقرارات مجلس الأمن وميثاق الأمم المتحدة.
من جانبه أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا عن "تفاؤله وتصميمه" عقب اجتماع غير رسمي مع الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية، والتي هددت بمغادرة محادثات السلام قبل بدئها.
وقال ستافان دي ميستورا للصحفيين لدى مغادرته فندقا في جنيف بعد اجتماع مع ممثلين عن الهيئة العليا للمفاوضات "أنا متفائل ومصمم لأنها فرصة تاريخية يجب عدم تفويتها".
وعقد اللقاء في فندق بعدما اكد ممثلو الهيئة العليا للمفاوضات تمسكهم بتلبية مطالبهم في الشق الانساني قبل الدخول في أي مفاوضات غير مباشرة مع النظام السوري.
واضاف دي ميستورا انه لا يزال من غير الواضح حتى الان ما اذا كانت الهيئة ستوافق على اجتماع رسمي في مقر الامم المتحدة.
وقال "يعود الامر الى الهيئة العليا للمفاوضات لكي يبلغوننا" مشددا على انه "متفائل وان العمل يجري بكثافة".
في غضون ذلك قال سالم المسلط المتحدث باسم "الهيئة العليا للمفاوضات" السورية المعارضة أن هدف المعارضة من المشاركة في مفاوضات جنيف هو إطلاق عملية سياسية تنهي الحكم القائم في سوريا.
وأوضح في مؤتمر صحفي في جنيف أن "معركتنا مع شخص (الرئيس بشار) الأسد والنظام لا مع طائفة معينة" ، مضيفا أنه يجب أن تمثل كل الشرائح السورية في النظام الجديد. على حد قوله.
ورفض الإفصاح على تفاصيل لقاء تم عقده مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا. وقال :"نريد وقف القصف الجوي أولا قبل أن نبحث وقفا شاملا لإطلاق النار".