قررت اللجنة المنظمية لاستضافة الجولة الافتتاحية من سباق كأس أميركا الشراعي الذي تستضيفة السلطنة يومي 27 و28 فبراير الجاري فتح قرية السباق للعامة والجماهير من الساعة الحادية عشرة صباحا وحتى الساعة السابعة مساء وذلك بهدف الاطلاع على ما تحتويه قرية السباق من صور تحكي قصة وتاريخ بطولة كأس أميركا الشراعي التي تعد اقدم كأس ابحار في العالم حيث يترقب هذا الحدث الهام العديد من المتابعين والجماهير من مختلف انحاء العالم ويُعد كأس أميركا أقدم كؤوس الرياضات الدولية على الإطلاق، حيث نافست عليه الفرق أول مرة في عام 1851م، أي قبل انطلاق الألعاب الأولمبية بشكلها الحديث بـ 45 عامًا ويعد بلا منازع في قمّة الهرم على صعيد رياضة الإبحار الشراعي.
كما تتضمن قرية السباق العديد من الأنشطة المرتبطة بالتاريخ البحري العريق للسلطنة، علاوة على بعض الأنشطة الحديثة من تنظيم الجهات الراعية من أمثال ريدبول والطيران العماني، لتضمن استمتاع جميع أفراد العائلة بالفعالية أما الأطفال فلهم ركن خاص وكثير من الأنشطة الممتعة التي تم تصميمها لتحفيز اهتمامهم بالرياضة. ولعاشقي الإثارة والأدرينالين أن يحرصوا على الحضور لمشاهدة استعراض فريق "سول فلايرز" وهم يطيرون في الهواء بالسترات المجنحة في أجواء شاطئ نادي الموج للجولف.
ومن أجل ضمان حصول الجميع على فرصة لمشاهدة الحدث عن كثب، سيتم نصب شاشة عرض ضخمة في موقع الفعالية من أجل بث السباقات مباشرة وبث الاحتفالات، كما سيكون هناك تعليق صوتي مباشر لمجريات الأحداث وتحليلها وتحليل تكتيكات القوارب أثناء تنافسها على الماء.
وتأتي استضافة السلطنة لهذا السباق انسجامًا مع الجهود الوطنية لإبراز السلطنة في الساحة الدولية كأحد أبرز الوجهات السياحية والاستثمارية، ويتولى مشروع عمان للإبحار تنظيم هذه الاستضافة بالتعاون مع هيئة فعاليات كأس أميركا، وسيكون موقع الحدث في شاطئ نادي الموج للجولف الذي اعتاد أيضًا استضافة فعاليات شراعية عالمية بشكل سنوي، وقد تم تجهيز موقع الاستضافة بالعديد من المرافق والأنشطة ومحطات الجماهير المتعطشة لمشاهدة الأكشن على الماء أمام أعينهم.
وتواصل اللجنة المنظمة للسباق استعداداتها وتحضيراتها المكثفة للاستضافة هذا الحدث الهام بهدف ظهوره بمستوى مشرف يليق بسمعة السلطنة في استضافتها للسباقات العالمية حيث سبق لها وان استضافة العديد من البطولات الدولية تحت اشراف الاتحاد الدولي للابحار وكان ذلك في المدينة الرياضية بالمصنعة .
وتعد السلطنة أول دولة على مستوى الشرق الأوسط تستضيف هذا الحدث الرياضي الكبير الذي تشارك فيه 6 دول وهي الولايات المتّحدة و المملكة المتّحدة و فرنسا واليابان وأستراليا والسويد.
تاريخ الكأس
يعود تاريخ كأس امريكا إلى العام 1851م، ولا تقام منافسات كأس أميركا بشكل دوري، بل تعتمد على طلب أحد الأندية الشراعية المرموقة للتحدي من حامل الكأس، وقبول الأخير بهذا التحدي، حيث تقام المنافسة بين النادي حامل الكأس ويطلق عليه اسم "المدافع" وبين نادٍ آخر يتطلع إلى انتزاع الكأس، ويطلق عليه اسم "المتحدي".
في بدايات الكأس كانت المنافسات محصورة بين ناديين فقط، ولكن مع مرور الوقت وفي أواخر القرن العشرين أصبحت هناك سلسلة تصفيات بين عدة أندية يتأهل من بينها نادٍ واحد فقط ويفوز بلقب "المتحدي" وينافس بعدها حامل الكأس "المدافع". هذه السلسة التمهيدية هي ما يطلق عليه اليوم "سلسلة لوي فيتون العالمية لكأس أمريكا"، برعاية العلامة التجارية المشهورة "لوي فيتون".
يعتبر كأس أميركا الشراعي من أقدم المنافسات الشراعية الباقية إلى يومنا الحالي، وأكثرها شهرة على الإطلاق. وقد شهد الكأس حتى الآن 34 منافسة منذ انطلاقه في عام 1851م، وتخوض الفرق حاليا (ست فرق) سلسلة التصفيات للنسخة الخامسة والثلاثين من الكأس، وسيقام الحدث الأكبر بين "المدافع" و"المتحدي" في جزر برمودا العام القادم 2017م.
ونظراً للتاريخ العريق لهذا الكأس والهالة التي تحيط بها في الساحة العالمية، يستقطب الكأس أشهر أسماء المنافسات الشراعية من أرجاء العالم، ولكنه في الوقت نفسه يستقطب أشهر أسماء تصميم القوارب، ورجال الأعمال والأثرياء، ولذلك فإن هذا الحدث لا يعد تحدياً رياضياً فحسب، بل هو تحدٍ في إدارة الفعاليات وإدارة التمويل واستقطاب الرعاة.
اشهر البحارة
ويستقطب كأس اميركا أشهر أعلام الإبحار الشراعي على وجه الأرض من أمثال بيتر بيرلينج الحائز على لقب أفضل بحّار في العالم للعام 2015م، والبحّار جلين آشبي الذي يتولى قيادة فريق الإمارات – نيوزلندا ويتصدر حالياً نقاط السلسلة بعد ثلاث فعاليات من العام الماضي، وكذلك البحّار الشاب جيمي سبيتهيل الذي يتولى دفة فريق أوراكل تيم يو.أس.أيه حامل الكأس والمدافع عنه. كما يشارك في السباق كذلك أعظم بحّار في تاريخ الألعاب الأولمبية البريطاني بين إينزلي على رأس فريق لاند روفر بي.أيه.آر الذي يتطلع هو الآخر إلى تصدر سباقات السلسلة والحصول على فرصة لمواجهة الفريق الأمريكي واستعادة الكأس إلى موطنه الأصلي في بريطانيا.
وقبل انطلاق السباقات كل يوم، سيقام حفل تعريفي بطواقم الإبحار الشراعي وقواربهم الحديثة التي تستطيع الوصول إلى سرعة أكثر من 40 عقدة، ويمكن للجماهير المهتمة مشاهدة هذا الحفل من خلال البث المباشر في الشاشة الضخمة في موقع الحدث.

قوارب فئة كأس أميركا
تمخضت صنع فئة خاصة بسباقات كأس أمريكا الشراعي بتصميم حديث وموحد يمنح القارب سرعة جيدة حتى في الرياح الخفيفة مثل الرياح في ساحل سان ديجو الأمريكي وأطلق عليها "فئة كأس أميركا".وبموجب القانون الجديد تحتم على جميع المتنافسين استخدام قوارب متشابهة مع أن المصممين كانوا يجدون فسحة كافية للتعديل من أجل رفع سرعة القارب.وفي العام 1992م، برز فريقان أميركيان وأعلنا رغبتهما في الدفاع عن الكأس عوضاً عن كونر حامل الكأس، وخاضاً سلسلة عرفت باسم "سلسلة الدفاع" وخسر فيها كونر أمام البليونير بيل كوتش الذي شارك في السباق بأربعة قوارب، وخسر كونر بذلك حق الدفاع عن الكأس. وفي الجهة الأخرى كانت تقام سلسلة لوي فيتون بين سبع دول لتحديد المتحدي الأجدر بخوض السباق مع المدافع الجديد، وتمخضت المنافسة النهايئة في سلسلة لوي فيتون عن تغلب إيطاليا على نيوزلندا، وبذلك كانت المبارزة النهائية بالفئة الجديدة من القوارب بين الإيطاليين والأميركيين.
وفي النسخة التاسعة والعشرين من كأس أمريكا حرص المليونير كوتش على المشاركة على متن القارب بنفسه وإدارة الدفعة من حين إلى آخر مع ربانه بادي ميلجس، واستطاع التغلب في النهاية على الإيطالين والاحتفاظ بالكأس لأميركا.