طرابلس ــ الوطن ــ وكالات:
نفذت أمس طائرات مجهولة غارات جوية على معاقل تنظيم "داعش" في مدينة سرت الليبية. في وقت تحدثت فيه صحيفة "تلغراف" البريطانية عن قناص غامض قتل العديد من قادة التنظيم الارهابي في سرت.
وأكدت مصادر ليبية أن عناصر "داعش" اختفوا صباح أمس من شوارع المدينة، التي يسيطر التنظيم الارهابي على مفاصلها منذ أكثر من ستة أشهر. وذلك وسط تكهنات غربية بتدخل دولي وشيك في ليبيا.
المصادر أكدت أن حالة من الذعر أصابت قادة "داعش"، غداة تنفيذ طائرات مجهولة لغارات جوية على معاقلهم، دفعتهم إلى الاختفاء من شوارع المدينة، بعد أن كانوا يتجولون وينفذون أحكامهم بكل حرية وسط الأحياء السكنية لمدة تخطت الستة أشهر. كما جاء على لسان المصادر أن قيادات التنظيم الارهابي، نقلوا عائلاتهم من محل إقامتهم بفندق سرت الكبير.
وبعد تأكيدات البنتاجون أنه يأخذ تهديدات "داعش" في ليبيا مأخذ الجد وأنه يدرس خياراته للتصدي لتمدد التنظيم، سيعقد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة اجتماعاً بخصوص تنظيم "داعش" في روما اليوم المقبل سيتطرق إلى مسألة تنامي "داعش" في ليبيا وهو ما يعني أن تكهنات التدخل الغربي في البلاد قد تتحول قريباً إلى أمر واقع.
الى ذلك، تحدثت صحيفة "تلغراف" البريطانية عن قناص غامض قتل العديد من قادة تنظيم "داعش" في مدينة سرت معقل التنظيم في ليبيا. ولفتت الصحيفة إلى أن هوية القناص لا تزال غامضة ومجهولة ولا يعلم أحد ما إذا كان هذا القناص الذي نسجت حوله العديد من الحكايات شخص واحد فقط أم مجموعة من الأشخاص يصطادون قيادت التنظيم في سرت. وأشارت الصحيفة إلى أن أهالي المدينة تداولوا روايات عدة منذ وقوع سلسلة من الاغتيالات استهدفت قيادات "داعش" ونفذها قناص محترف. وبينت الصحيفة أنه خلال الأسابيع الأخيرة، قتل 3 على الأقل من قادة داعش في سرت، ونفذت جميعها من مسافات بعيدة حسب ما ذكرت مواقع ليبية. وترجح مصادر ليبية أن منفذ الاغتيالات هو قناص محترف استطاع أن يطور مهاراته ويحذق التصويب خلال الانتفاضة الشعبية عام 2011 ضد نظام معمر القذافي. وتفيد وسائل إعلام ليبية بأن هذا القناص أثار الرعب بين أفراد تنظيم داعش في سرت وأربك صفوفه حيث شنوا سلسلة من الاعتقالات والإعدامات سعيا منهم لتعقبه وإيجاده. وقالت تلغراف إن آخر ضحايا تنظيم داعش على يد هذا القناص " الغامض هو عبدالله حماد الأنصاري، وهو قائد ليبي كان ينشط في صفوف "أنصار الشريعة" قبل أن يلتحق بتنظيم "داعش"، وقتل الأنصاري في الـ23 من يناير وقت خروجه من مسجد في مدينة سرت. كما اغتيل السوداني حمد عبدالهادي أمام مستشفى في المدينة، وأبو محمد الدرناوي في الـ19 من يناير قرب منزله في المدينة. وشغلت هوية "صياد قادة داعش" رواد الشبكات الاجتماعية ورجح بعضهم أنه من مدينة مصراته، فيما يعتقد آخرون أنه أحد جنود القوات الخاصة الأميركية يعمل في المنطقة من أجل جمع معلومات استخباراتية حول نشاط "داعش" في سرت. يذكر أن مدينة سرت معقل داعش حاليا في ليبيا، هي مسقط رأس الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، وسيطر عليها "داعش" منذ الصيف الماضي، ويقدر مسؤولون ليبيون وجود أكثر من 2000 مقاتل فيها.