القدس المحتلة ـ (الوطن) ـ وكالات:
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك وهاجمت المرابطين بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية بعد دخول استفزازي، قام به وزير الإسكان المتشدد في حكومة الاحتلال للمسجد الأقصى، وذلك عشية لقاء منتظر في واشنطن اليوم بين الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والأميركي باراك أوباما، حيث يدخل عباس اللقاء وسط دعوات فلسطينية تطالبه برفض الضغوط الأميركية. وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال اقتحمت الأقصى عبر باب السلسلة، وألقت القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية باتجاه المرابطين، كما حاصرت المصلين في المسجد القبلي. وأصيب العديد من المرابطين بالأعيرة المطاطية وشظايا القنابل الصوتية، وتم نقل إحدى الإصابات إلى المستشفى لصعوبتها.
وبدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على أبواب الأقصى أمس بفرض تشديدات على دخول المواطنين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، ومنعت طلبة مدارس الأقصى من الدخول إلى المسجد. من جانب آخر قام وزير الإسكان في حكومة الاحتلال الإسرائيلي اوري اريئيل بزيارة المسجد الأقصى.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا سمري "توجه وزير الإسكان اوري اريئيل إلى الحرم لبضع دقائق".
واكد اريئيل العضو في حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف المؤيد للاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة للاذاعة العامة زيارته، وقال "ذهبت الى هناك ولكني لم ابق لوقت طويل لعدم تعقيد مهمة الشرطة".
الى ذلك دعت 80 منظمة أهلية فلسطينية الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى رفض الضغوط الأميركية في مفاوضات السلام مع إسرائيل.
وطالبت المنظمات في بيان أصدرته أمس، عباس بـ "عدم الرضوخ للضغوط الأميركية والتمسك بحقوق شعبنا التي ناضل ويستمر النضال من أجلها كل أبناء الشعب الفلسطيني ومن يؤمن بعدالة قضيتنا الوطنية".
وأكدت المنظمات على "التمسك الكامل برفض أي اتفاق مهما كان ينتقص حقوق شعبنا في تقرير مصيره وفي أرضه وقدسه وأغواره وحدوده وعودة لاجئيه والإفراج عن أسراه وسيطرته على مصادره الطبيعية وغيرها من حقوقه الثابتة".
ومن المقرر أن يجتمع عباس اليوم مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن لبحث مصير مفاوضات السلام مع إسرائيل التي استؤنفت نهاية يوليو الماضي.
وقالت المنظمات إن لقاء عباس مع أوباما "يأتي في ظل استمرار التعنت الإسرائيلي والانحياز الأميركي الواضح في عدم الاعتراف بحقوق شعبنا الفلسطيني غير القابلة للتصرف ". وأضافت "يأتي هذا اللقاء في وقت تصر فيه دولة الاحتلال على شروطها العنصرية وفي المقدمة منها ما يسمى الاعتراف بيهودية الدولة واستمرار سيطرتها على القدس والكتل الاستيطانية الضخمة ومنطقة الأغوار والإمعان في سياسة المعازل والكانتونات بما في ذلك حصار قطاع غزة ".
وحثت المنظمات الأهلية، عباس وكافة القوى والفصائل الفلسطينية على ضرورة الانتقال إلى "استراتيجية وطنية فلسطينية جديدة تعتمد أساسا على الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام على قاعدة تضمن مشاركة الجميع بها واستكمال مسيرة الاعتراف الدولي بحق شعبنا من خلال الانضمام إلى كافة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية". يأتي ذلك وسط دعوات للخروج بتظاهرات اليوم لتأييد عباس. وبهذا الصدد دعا رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، موظفي القطاع العام والمؤسسات الرسمية والشعبية والمدنية والأهلية للمشاركة في فعاليات "دعم الرئيس ومساندته في تمسكه بالثوابت".